دروس شهر رمضان 1437(5): اشغل نفسك بنفسك ..... د خالد عبد الفتاح أبو الفضل
كاتب الموضوع
رسالة
admin Admin
عدد المساهمات : 9696 تاريخ التسجيل : 06/08/2009
موضوع: دروس شهر رمضان 1437(5): اشغل نفسك بنفسك ..... د خالد عبد الفتاح أبو الفضل الجمعة يونيو 10, 2016 9:52 am
(1)
لو أبصر المرء عيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب الناس ؛ لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولا وسيسأل عنها قبل غيرها، وقد قال الله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (المدثر:38).وقال: (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء)
قال الشاعر: المرء إن كان عاقلا ورعا .... أشغله عن عيوب غيره ورعه كما العليل السقيم أشغله .... عن وجع الناس كلهم وجعه
(2)
وإذا كان العبد بهذه الصفة ـ مشغولا بنفسه عن غيره ـ ارتاحت له النفوس ، وكان محبوبا من الناس ، وجزاه الله تعالى بجنس عمله ، فيستره ويكف ألسنة الناس عنه ، أما من كان متتبعا عيوب الناس متحدثا بها مشنعا عليهم فإنه لن يسلم من بغضهم وأذاهم ، ويكون جزاؤه من جنس عمله أيضا ؛ فإن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته.
يقول الشاعر لا تكشفن مساوي الناس ما ستروا .... فيهتك الله ستراً عن مساويكا واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا .... ولا تعب أحداً منهم بما فيكا
لاتشغل نفسك بكثرة التفكير : لماذا قالوا ولماذا فعلوا ؟ ثق بربك ثم بنفسك طالما هم بشر فليس لديهم سوى الكلام !!
(5)
توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين فلكل منا طباعه و صفاته بل و رزقه الذى كتبه الله له .... فكن نفسك و لا تحاول أن تكون نسخة من أحد.
(6)
كن كالسفينة المتزنة.... يقول مصطفى صادق الرافعي : « ألا ما أشبه الإنسان في الحياة بالسفينة في أمواج هذا البحر! إن ارتفعت السفينة أو انخفضت أو مالت ، فليس ذلك منها وحدها ، بل ما حولها . ولن تستطيع هذه السفينة أن تملك من قانون ما حولها شيئاً ، ولكن قانونها هي الثبات ، والتوازن والاهتداء إلى قصدها ونجاتها في قانونها. فلا يعْتِبَنَّ الإنسان على الدنيا وأحكامها ، ولكن فليجتهد أن يحكم نفسه » .
(7)
لا ترضى بالنقص... اعمل فكرك الصافي على طلب أشرف المقامات ، ولا ترضى بالنقص في كل حال ، ولو كان لك تصور بصعود نحو السماوات ، فمن أقبح النقائص رضاك بالأرض . ولم أرَ في الناس عيباً .... كنقص القادرين على التمام
(
تقلب الليالي .... يقول الإمام ابن الجوزي : « اعلم أن الزمان لا يثبت على حال كما قال عز وجل : ** وتلك الأيام نداولها بين الناس } فتارة فقر وتارة غنى ، وتارة عز وتارة ذل ، وتارة يفرح الموالي وتارة يشمت الأعادي . والعاقل من لازم أصلاً على كل حال : وهو تقوى الله ، والمنكر من عزته لذة حصلت مع عدم التقوى فإنها ستحول وتخليه خاسراً » .
(9)
و أخيرا هناك مفاتيح بيدك .... فحينما تكون روحك جميلة تستطيع أن ترى الكون بأسره جميلاً ، فلو تلفّت حولك ونظرت إلى نفسك لرأيت أسرار الفرح ومفاتيح السعادة بيدك ، ولكنك غافلاً عنها ، فكثير منا لا يدرك أنه في سعادة إلا حينما يفقدها أو يفقد أسبابها ، وفي حقيقة الأمر ... نحن الذين بإرادتنا نستطيع أن نحيل حياتنا إلى أفراح أو إلى أحزان وآلام.
دروس شهر رمضان 1437(5): اشغل نفسك بنفسك ..... د خالد عبد الفتاح أبو الفضل