admin Admin
عدد المساهمات : 9680 تاريخ التسجيل : 06/08/2009
| موضوع: دروس شهر رمضان 1437(2): أفوض أمري كله لله ..... د خالد عبد الفتاح أبو الفضل الثلاثاء يونيو 07, 2016 9:49 am | |
| (1)
يحكى عن الشافعي إنه كان جالس وسط تلامذته ,فجاءته جارية وقالت له: ( يا إمام , أ...زانى بالليل خطيب بالنهار ؟ يعني ... ... بتزني معايا بالليل وبتخطب في الناس الصبح ) ,, فنظر تلاميذ الشافعي له منتظرين إجابته ونفي هذه التهمة ,, فنظر الشافعي للجارية وقال لها (يا جارية , كم حسابك ؟ ) فثار تلامذة الشافعي , منهم من صاح ومنهم من قام ليمشي ,, فقال لهم الشافعي (( فلتعتبروني مثل التمر ,, كلوا منه الطيب وإرموا النواه )) فلم يعجب التلاميذ بهذا ,, ووسط هذا اللغط جاء رجل مسرعاً يقول: يا جارية إن بيتك يحترق وبداخله أبنائك ,, فجرى كل من كان موجوداً بإتجاه المنزل بما فيهم الشافعي وحين وصلوا دخل الشافعي مسرعاً وأنقذ الأطفال فقالت الجارية منكسرة : (إن اليهود هم من سلطوني لأفعل هذا حتى تهتز صورتك وسط تلاميذك) فنظر التلاميذ متسائلين للشافعي عن عدم نفي التهمة عنه. فقال الشافعي: (لو كنت نفيت التهمة كنتم ستقتسمون لفريقين , فريق لن يصدقني ويستمر في تكذيبي وفريق يصدقني ولكن يشك في صدقي .... فأحببت أن أفوض أمري كله لله.
(2)
المفوض أمره إلى الله في راحة الأبد والعيش الدائم الرغد،، قال أمير المؤمنين : رضيت بمـا قسم الله لـي * وفوضت أمري إلي خالقي كما أحسن الله مما مضى * كـذلـك يـحـسـن فـيمـا بـقى وقال الله عز وجل في مؤمن آل فرعون: " وأفوض أمري الي الله إن الله بصير بالعباد * فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب"
(3)
خرج رجل ٌ في سفر مع ابنه إلى مدينه تبعد عنهم قرابة يومين وكان معهما حماراً وضعا عليه الأمتعه وكان الرجل يردد دائما قول : ما حجبه الله كان أعظم ! وبينما هما يسيران كسرت ساق الحمار في منتصف الطريق فقال الرجل ː ما حجبه الله عنا كان أعظم ! فأخذ كل منهما متاعه على ظهره وتابعا السير... بعد مدة تعثر الرجل بحجر أصاب رجله فأصبح يجر رجله جراً فقال ː ماحجبه الله عنا كان أعظم! فقام الإبن وحمل متاعه ومتاع أبيه على ظهره . . وانطلقا يكملان مسيرهما ... وفي الطريق لدغت الإبن أفعى فوقع على الأرض وهو يتألم ... فقال الرجل ما حجبه الله عنا كان أعظم ! وهنا غضب الإبن وقال لأبيه ː أهناك ماهو أعظم مما أصابنا ؟؟؟؟ وعندما شُفي الإبن أكملا سيرهما فوصلا إلى المدينة فإذا بها قد أزيلت عن بكرة أبيها بسبب زلزال أبادها بمن فيها.. فنظر الرجل لإبنه وقال له ː أنظر يا بني .... لو لم يُصبنا ما أصابنا في رحلتنا لكنا وصلنا في ذلك اليوم ولأصابنا ما هو أعظم وكنا مع من هلك في هذه المدينة !!!
(4)
من جميل ما قال الإمام الشافعي: دع الأيام تفعلُ ما تشاء... وطب نفساً إذا حكم القضاء ولا تجزع لحادثة الليالي... فما لحـوادث الدّنيــا بقـاء إنه بلا شك دعوة إلى الإيمان والتسليم بالقضاء والقدر، والصبر والتصابر، فلا الحزن والكآبة على ما فات ينفعان، ولا الهم والقلق مما هو آت، سيغيران من الأمر شيئا.. إنك حين تبدأ ببذل الجهد وحرق الطاقة لمعرفة المستقبل أو التفكير فيما هو آت، وتصور أشياء لم تتحدد ملامحها بعد، ثم تبدأ تتفاعل معها سلباً على وجه التحديد، فهذا أمر لا يقول به عاقل.. ومثله من يستمر في الذوبان والاحتراق للماضي البعيد، يتذكره ليتجرع الأحزان والآلام.. فما فات فات ولن يعود بحزن أو غيره. فوّض أمرك إلى الله وتوكل عليه واستمد منه قوتك على المسير في الحياة..
(5)
تذكر الماضي لتستفد منه كدرس وعبرة، لا لإعادة الأحزان وتجرع مرارتها تارة أخرى، فما تكون قد تجرعته يكفيك، وبالمثل خطط لمستقبلك بما يكفي لتجنب الفوضى أو مصادمة الأشياء على حين غرة أو فجأة.. والأهم من ذلك أن تهتم بحاضرك الذي يستحق الاهتمام وبذل الجهد فيه وعليه. ذلك أن الاهتمام بالحاضر هو الأصل في حياتنا اليومية، مستندين إلى وقائع الماضي الإيجابية فندعمها، والسلبية فنستفد منها ونحذر الوقوع فيها مرة أخرى.
(6)
لما قال يعقوب : ( وأخاف أن يأكله الذئب ) اختفى يوسف ، وأصيب هو بالعمى .. وحين قال : ( وأفوض أمري إلى الله ) عاد له يوسف و بصره !
(7)
و ها هو النبي صلى الله عليه وسلم يلقن الأُمة درساً في الثقة بالله فيقول لابن عباس ((احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى لك. وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)) [رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
| |
|