دروس شهر رمضان 1437(6): أحسن الظن بالله ..... د خالد عبد الفتاح أبو الفضل
كاتب الموضوع
رسالة
admin Admin
عدد المساهمات : 9696 تاريخ التسجيل : 06/08/2009
موضوع: دروس شهر رمضان 1437(6): أحسن الظن بالله ..... د خالد عبد الفتاح أبو الفضل السبت يونيو 11, 2016 11:40 am
(1)
حسن الظن بالله هو توقُّع الجميل من الله تعالى.
(2)
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن حسن الظن بالله تعالى من حسن العبادة» رواه أبو داود والترمذي.
(3)
عن أنس رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت، فقال: «كيف تَجِدُكَ»؟ قال: والله يا رسول الله إني أرجو الله، وإني أخاف ذنوبي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمَنه مما يخاف» رواه الترمذي.
(4)
و في جامع الترمذي، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تُسَدَّ فاقتُه، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشِكُ الله له برزق عاجل أو آجل». وإنزالها بالله: أن توقن وتظن أن الله تعالى يفرِّجُ عنك ويزيلها.
(5)
و عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم -فيما يحكي عن ربِّه عز وجل- قال: «أذنب عبد ذنبا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنباً فعلم أنَّ له ربَّاً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب. اعمل ما شئت فقد غفرت لك» رواه مسلم. أي: ما دمتَ أنَّك تذنب وتتوب فإني أتوب عليك ولو تكرر الذنب منك.
وإني لآتي الذنب أعرف قدره --- وأعلم أن الله يعفو ويغــفرُ لئن عظَّم الناس الذنوب فإنها --- وإن عظمت في رحمة الله تصغُرُ
(6)
الفرق بين حسن الظن والغرور حسن الظن الذي يثيب الله عليه هو الذي يحمل على أمرين: فعل الصالحات، وترك المنكرات. وأما أن يدعي أحد أنه يحسن الظن بربه وهو سادر في غيِّه، منهمك في المعصية، تارك للفضائل والخيرات، فهذا عبد تسلَّط الشيطان عليه. قال ابن القيم رحمه الله: "وقد تبين الفرق بين حسن الظن والغرور، وأنَّ حسن الظن إن حمَل على العمل وحث عليه وساعده وساق إليه فهو صحيح، وإن دعا إلى البطالة والانهماك في المعاصي فهو غرور، وحسن الظن هو الرجاء، فمن كان رجاؤه جاذباً له على الطاعة زاجراً له عن المعصية فهو رجاء صحيح، ومن كانت بطالته رجاءً ورجاؤه بطالةً وتفريطاً فهو المغرور".
(7)
رأى رجل في الحرم المدني رجلآ يصلي صلاة ولما انتهى رفع يديه إلى السماء ثم دعا ربه أن يغيث الناس وأقسم على الله ثلاثآ أن ينزل الغيث .. يقول الشاهد فوالله ما خرجنا إلا والغيوم تتجمع بالسماء ثم نزل المطر بغزارة ! يقول فتبعت الرجل حتى عرفت بيته وفي الغد رأيته يبيع أحذية عند المسجد الحرام ! فكلمته وقلت : جزاك الله خيرا على دعوتك بالأمس ، فقال وهل رأيتني ؟!!! قلت : نعم . يقول فطأطأ رأسه وذهب فلم أره في الغد ولا بعده ! فذهبت لداره لأسأل عنه فقال جيرانه منذ ثلاثة أيام حمل أغرضه وترك البيت !!!
قلت : أنظروا كيف يخفي المرء عمله ولو كان واحد منا لوقف عند الحرم وصوت أمام الناس وقال أنا الذي دعيت بالأمس ونزل المطر !!
كثير منا يذهب فاقد الأمل بالله ويعيش في يأس بل يستهزئ بمن يتفاءل ! وهذا خطأ كبير. والكثير لايذهب للصلاة أو يذهب فقط من أجل كسب الأجر ولم يحسن الظن بالله ويثق به وبرحمته. وقس على ذلك أمور الأمة جمعاء فيجب علينا حسن الظن بربنا والتوكل عليه والثقة به وبنصره .. فالله المستعان . قال تعالى : {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنْ الْخَاسِرِينَ } فصلت23 نعوذ بالله من الخسران .
اللهم وفقنا لحسن الظن بك و اهدنا وارحمنا وانصرنا وأغثنا يا أرحم الراحمين
============= دكتور خالد عبد الفتاح أبو الفضل 11-6-2016 ======
دروس شهر رمضان 1437(6): أحسن الظن بالله ..... د خالد عبد الفتاح أبو الفضل