منتدى دكتور خالد أبو الفضل الطبى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


DR Khaled Abulfadle physiology site
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دروس شهر رمضان 1434 (10): حِكم تأخر النصر .... عبد الرحمن بن عبد الجبار هوساوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 9680
تاريخ التسجيل : 06/08/2009

دروس شهر رمضان 1434 (10): حِكم تأخر النصر .... عبد الرحمن بن عبد الجبار هوساوي Empty
مُساهمةموضوع: دروس شهر رمضان 1434 (10): حِكم تأخر النصر .... عبد الرحمن بن عبد الجبار هوساوي   دروس شهر رمضان 1434 (10): حِكم تأخر النصر .... عبد الرحمن بن عبد الجبار هوساوي Emptyالجمعة يوليو 19, 2013 8:51 am

ملخص الخطبة


1- ذكر الآيات القرآنية الدالة على انتصار الحق واندحار الباطل. 2- أسباب تأخر نصر الله للمؤمنين 3- من أسباب النصر.



الخطبة الأولى



أيها الإخوة، يقرأ المسلم في القرآن عشرات الآيات التي تؤكد انتصار الحق واندحار الباطل، فآيات تعد المؤمنين بالنصر والتمكين كقوله: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا [النور:55]، وآيات تبين أن نصر المؤمنين وعد من الله، ووعد الله حق لا يتخلف: وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ [الروم:47]، وقوله: وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنصُورُونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُم الْغَالِبُونَ [الصافات:171-173]، وآيات تنفي أن يكون للكافرين سلطان على المؤمنين: وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً [النساء:141]، وأخرى تؤكد أن الكفرة مهزومون مغلوبون غيرُ معجزين: إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ [المجادلة:20، 21]، وقوله تعالى: وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ [الأنفال:59]، وقوله تعالى: لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ [النور:57]، وتأمل المؤكدات اللغوية في الآيات.

وهذه الآيات كلها محكمة غير منسوخة، لكن واقع أمة الإسلام اليوم يجعل المسلم في حَيرةٍ من أمره، فبالمقياس المادي والمنظور القريب لا يرى المسلم ملامح النصر تلوح في الأفق، بل لا يرى إلا الذلة والهوان وتسلط الأعداء والوِصاية على الأمة والاستخفاف بها.

ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستأذنون وهم شهود

ولولا هذه الآيات والأحاديث الواعدة لأصيب الإنسان باليأس والقنوط. وهنا يبرز سؤال، بل تحصل فتنة للمسلم: أين نصرُ الله؟! ومتى يتحققُ وعدُ الله؟!

أقول: إن الله لم يرد أن يكون حَمَلةُ دعوتِه وحُماةُ دينه من التنابلةِ الكُسالى الذين يجلسون في استرخاء ينتظرون نصرًا سهلاً هينًا بلا عناء، لمجرد أنهم يقيمون الصلاة ويرتلون القرآن ويتوجهون بالدعاء كلما مسهم الأذى ووقع عليهم الاعتداء.

نعم، يجب أن يفعلوا ذلك، لكن هذه العبادةَ وحدها لا تؤهّلهم لحمل دعوةِ الله وحمايتِها، كما أن النصرَ السريعَ الهينَ الذي ينزل على أناس غيرِ مؤهلين لم يبذلوا من أجله شيئًا سيكون رخيصًا في نفوسهم، ولن يبذلوا جهدًا للحفاظ عليه، فما جاء هينًا ذهب هينًا ولا بد، ولقد حاول سيد رحمه الله استلهام حِكم تأخرِّ النصرِ، فذكر عدة حِكم منها:

فقال: "النصر قد يبطئ؛ لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعد نضجها"، نعم هذه أهمُ الحكم؛ فالأمة لم تنته بعد من تيهها، فلقد غُيِّبت حينًا من الدهر عن دينها، ورفعت شعارات فكرية تصطدم مع عقيدتها أغلى ما تملكه، ومارست كثيرًا من الشركيات السلوكية، وما زال أهم مقتضيات التوحيد مائعًا أعنى: الولاء، يقول رسول الله : ((إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله))، فما زال ولاء الأمة متشتّت في الشرق والغرب، بل أصبح وللأسف تعاملنا مع بعضنا بعكس ما وصف الله المؤمنين في قوله: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ [المائدة:54]، وأصبح بأسنا بيننا شديدا، بل أشدّ مما على اليهود، كما قال الشاعر:

وليس الذئب يأكل لحم ذئب ويأكل بعضنا بعضًا عيانًا

وقال: "قد يبطئ النصرُ حتى تبذلَ الأمةُ المؤمنةُ آخرَ ما في طوقِها من قوةٍ، وآخرَ ما تملكه من رصيد، فلا تستبقي عزيزًا ولا غاليًا إلا بذلته رخيصًا في سبيلِ اللهِ". أقول: ليسأل كلّ واحدٍ منا نفسه: ماذا بذل؟ وما حجمُ تضحياته من أجل نصرة دينه، أو تأييد العاملين لنصرة الدين مقارنة بما يبذله من أجل دنياه؟! لو أن النصر تحقق لنا الآن ونحن نؤثر عليه دنيانا لن تكون له أيُ قيمةٍ في نفوسنا، بل سنقول: ها نحن قد نُصرنا ونحن محادّين لدينه ومشاقّين له، فما قيمةُ العبادةِ والطاعةِ إذًا، وبعد نزول النصر ـ بلا شك ـ لن نكون حريصين على المحافظة عليه؛ لأن ما جاء هينًا وبلا بذلٍ سيذهبُ كما جاء.

وقد يبطئ النصر حتى تجرّب الأمة آخرَ قواها، فتدركَ أن هذه القوى وحدها بدون سند من الله لا تكفل النصر، بل النصر من عند الله.

إن القوةَ الماديةَ رغم أهميتها إلا أنها ليست هي الأساس، بل هي تبع، وفي يوم حنين اغترّ المسلمون بالقوة المادية، فتلقّوا درسًا قاسيًا، وعُلِّموا أن النصر لا يعتمد على القوّة المادية بالدّرجة الأولى، قال تعالى: وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا [التوبة:25]. لقد تلقّوا الهزيمة أوّل الأمر، وفرّ القوم حتى لم يثبت مع رسول الله إلا قرابةُ مائةِ، وقبل قليل يقول أحدهم: لن نهزم اليوم من قلة، اغترارًا بالعَدد، وعلى هؤلاء القلةِ الثابتةِ مع رسول الله نزلَ النصرُ وأسِرَ ستة آلاف أسيرا، ولكثرة الغنائم كان يعطي الرجل من المؤلفة مائة من الإبل، قال تعالى: ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ [التوبة:26].

وقد يبطئ النصرُ لتزيدَ الأمةُ المؤمنةُ صلتَها بالله، نعم يجب أن تركن إلى الله وحده، وتكفرَ بأي سند سوى الله، وتؤمِن يقينًا بقول الله: وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ [آل عمران:126]، وبقدر قوة الصلة بالله والركون إليه والتوكل عليه تكون سرعة تنزل النصر، لذلك كانت وصيةُ الخلفاءِ لجيوشهم حثَهم على تقوى الله وتحذيرَهم من المعاصي، فمن وصايا عمر لقادته: (آمرك ومن معك بتقوى الله على كل حال، فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب، آمرك ومن معك أن تكون أشد احتراسًا من المعاصي منكم من عدوكم، وإنما ينتصر المسلمون بمعصية عدوهم، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة؛ لأن عددنا ليس كعددهم، وعدتنا ليس كعدتهم، فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل في القوة، وإلا ننصر عليهم بفضلنا فلن نغلبهم بقوتنا).







الخطبة الثانية



من الحكم أنه قد يبطئ النصرُ لأن الأمة المؤمنة لم تتجرّد بعد من حظوظ نفسها، كثيرٌ منا يريد إسلامًا بمقاس معين يتكيّف مع رغباته، فإن تعارض مع هذه الرغبات طوَّعَه وإلا تركه، وأظهر حظوظ النفس حب الدنيا والرياء والسمعة والانتصار للنفس حمية والاستحسان العقلي، ومن هنا كان الشرك والرياء والبدعة محبطة للعمل، قال رسول الله : ((قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه))، وقال رسول الله : ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))، وسئل رسول الله عن الرجل يقاتل حمية، والرجل يقاتل شجاعة، والرجل يقاتل ليرى مكانه: فأيها في سبيل الله؟ فقال: ((من قاتل لتكون كلمة هي العليا فهو في سبيل الله)). نعم، ليس لحزب أو جماعة أو طائفة أو قبيلة، ويوم حصل جزء من النصر والنفوس لم تتجرد من حظوظ نفسها وجه المسلم سلاحه الذي كان موجها إلى الكفرة لأخيه المسلم ـ اللهم إنا نعوذ بك من شماتة الأعداء ـ لأن الباطل لم ينكشف زيفه أمام الناس، والله يريد إظهار الباطل عاريًا للناس حتى لا ينخدع به أحد بعد ذلك.

يا لها من حكمة عظيمة، قد يدّعي الصلاح والإصلاح من هو عدوّ للصلاح والإصلاح، ويمثل الدور بإتقان، ويظهر غَيرتَه على الدعوة، فيغترّ كثير من الناس بعدو الله ولا يشكّون فيه؛ لأن اسمه محمد أو أحمد، بل قد يتهم غيره بالعمالة والخيانة، فيلتبس الأمر على الناس، وقديمًا اتهم فرعون اللعين موسى الكليم عليه السلام بالخيانة والتآمر: وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ [غافر:26]، فيتأخر النصرُ حتى ينكشفَ الباطلُ كلُه ويتعرّى، وما يعود أحد يغترّ به، فيأذن الله بزهوق الباطل وظهور الحق، فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ [الرعد:17]؛ لأن البيئة لا تصلح بعد لاستقبال الحقّ والخير والعدل الذي تمثله الأمة المؤمنة؛ لأن الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة فيه بقايا خير يريد الله أن يستخلص هذا الخير، ليُهلكَ بعد ذلك الشرَ المحضَ.

أيها الإخوة، إن النصر آت لا محالة كما وعد الله، لكن السؤال الذي ينبغي أن يسأل كل واحد منا نفسه: هل أنا ممن استحق أن يتنزل عليه نصر الله؟ وهل أنا ممن يحسِبُ الأعداءُ له حسابًا، أم أنني ممن يتمنى الأعداء أمثاله؟ وهل أنا صفر ذو قيمة في الصراع بين الحق والباطل، أم أني من الأصفار التي لا يؤبه بها لأني من أصفار الشمال؟ ليس الذي يحدد ذلك شهادتك أو مركزك أو جاهك، كلا، بل الذي يحدد ذلك أهدافك وأمانيك وبرامجك، هل هي تدور مع مصلحة الإسلام أينما دار، أم تدور مع مصالحك الشخصية؟

ارتفع ـ يا عبد الله ـ لمستوى التحدّي الذي تتعرّض له أمتك أن نكون أو لا نكون، عش لدينك ولأمتك تعش كبيرًا وتمت عزيزًا ويخلد ذكراك، وإن أبيت إلا أن تعيش لمصالحك الشخصية فستعيش صغيرًا وتموت ذليلاً وتعدّ في عداد الأموات وأنت حيّ، وصدق الشاعر:

قد مات قوم وما مـاتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات

أو كما قال شوقي:

الناس صنفان: موتى في حياتهم وآخرون ببطن الأرض أحياء






cheers cheers cheers cheers cheers
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khafadle.ahlamontada.net
 
دروس شهر رمضان 1434 (10): حِكم تأخر النصر .... عبد الرحمن بن عبد الجبار هوساوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دروس شهر رمضان 1434 (21): شأن الدعاء .... عبد الرحمن الدهش
» دروس شهر رمضان 1434 (2): هكذا سأعيش رمضان .... عادل عبدالعزيز المحلاوي
» دروس شهر رمضان 1434 (1): نفح الشذا والطيب في استقبال شهر رمضان الحبيب ... شادي بن ياسين
» دروس شهر رمضان 1434 (5): ورقة عمل لاغتنام اليوم الواحد من رمضان .... خالد بن عبدالرحمن الدرويش
» دروس شهر رمضان 1434 (26): وقفات فى أواخر شهر رمضان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى دكتور خالد أبو الفضل الطبى :: أقسام المنتدى :: منتدى دكتور خالد أبو الفضل الاسلامى-
انتقل الى: