admin Admin
عدد المساهمات : 9680 تاريخ التسجيل : 06/08/2009
| موضوع: دروس شهر رمضان 1435 (9): قصص و عظات فى عاقبة الحسد ... جمع و ترتيب دكتور خالد أبو الفضل الإثنين يوليو 07, 2014 11:24 am | |
| (1)
ورد أن رجلاً ترك ولدين بعد مماته وخلف لهما مالاً لا بأس به فاقتسماه وتصرف كل منهما في حقه فاشتغل الابن الأصغر في التجارة وأخلص لله في عمله وكان كثير التصدق لا يبخل على عباد الله بنعمة فنمت تجارته وازدادت أمواله وأصبح ذا ثروة طائلة ولم يكن له أعداء لذلك كانت أمواله محصنة لا يؤثر فيها حسد .
أما الابن الآخر فقد سلك طريق الغواية حتى أهلك ثروته في الخمر والميسر والزنا فنفدت أمواله عن آخرها واصبح فقيراً لا يجد ما يقتات به ومع ذلك كان أخوه كثير العطف عليه يئويه ويقدم له من المأكل والملبس ما يكفيه .
ولم يكتف هذا بعطف أخيه عليه بل أخذ الحسد يتمكن من قلبه لأخيه ، وفكر في طريقة يضيع بها ثروة أخيه حتى يسير مماثلاً له في الفقر وبذلك يطمئن قلبه فلا يعايره الناس بفقره ويشيدون بسمعة أخيه فصار يجتهد للوصول إلى تنفيذ غرضه الدنيء وأخيراً اهتدى بوحي من إبليس إلى رجل حسود اشتهر بحسده وقليل من القوم من نجا من حسده .
وكان الحاسد ضعيف البصر لا يكاد يرى إلا عن قرب . فذهب الأخ الأكبر إلى هذا الرجل المشهور بحسده وطلب منه حسد أموال أخيه مقابل أجر يدفعه عندهلاك ثروته وأخذه إلى طرق كانت تمر تجارة أخيه فنبه الأخ الأكبر الرجل الحسود إليها (التجارة) قائلاً : استعد فقد قربت تجارة أخي وصارت على بعد ميل واحد منا .
فقال الرجل الحسود يا لقوة بصرك أتراها على هذا البعد يا ليت لي بصر قوي مثل بصرك فشعر صاحبنا بألم في رأسه وأظلمت عيناه وعمي في الحال ومرت تجارة أخيه سالمة لا يمسها سوء .
======================= (2)
حُكِىَ أن بعض الصالحين كان يجلس بجانب ملك ينصحه ويقول له: أحسن إلى المحسن بإحسانه فإن المسيء ستكفيه إساءته، فحسده على قربه من الملك بعض الجهلة، وعمل الحيلة على قتله فسعى به للملك، فقال له: إنه يزعم أنك أبخر(البخر هو النتن في الفم وغيره) وأمارة ذلك أنك إذا قربت منه يضع يده على أنفه لئلا يشم رائحة البخر، فقال الملك له: انصرف حتى أنظر.
خرج هذا الرجل الحسود فدعا الرجل الصالح لمنزله وأطعمه ثومًا .
خرج الرجل الصالح من عند الرجل الحسود وجاء الملكَ وقال مثل قوله السابق أحسن إلى المحسن إلى ءاخره.. كعادته ... فقال له الملك: ادن منى فدنا منه فوضع يده على فيه مخافة أن يشم الملك منه رائحة الثوم ، فقال الملك فى نفسه: ما أرى فلانا إلا قد صدق، وكان الملك لا يكتب بخطه إلا بجائزة أو صِلَة، فكتب له بخطه لبعض عماله: "إذا أتاك صاحب كتابى هذا فاذبحه واسلخه واحشُ جلده تبنا وابعث به إلىّ " فأخذ الكتاب وخرج .
فلقيه الذى سعى به فقال: ما هذا الكتاب؟ قال خطَّ الملك لى بصِلة، فقال: هبْهُ لى فقال الصالح لذلك الرجل: هو لك! فأخذه ومضى إلى العامل فقال العامل: فى كتابك أن أذبحك وأسلخك، قال إن الكتاب ليس هو لي، الله الله فى أمرى حتى أراجع الملك، قال العامل: ليس لكتاب الملك مراجعة ، فذبحه وسلخه وحشا جلده تبنا وبعث به .
ثم عاد ذاك الرجل الصالح إلى الملك كعادته وقال مثل قوله فعجب الملك وقال: ما فعل الكتاب؟ قال: لقينى فلان واستوهبه منى فدفعته له، فقال الملك: إنه ذكر لى أنك تزعم أنى أبخر، قال: ما قلت ذلك. قال الملك: فَلِمَ وضعت يدك على أنفك وفيك؟ قال: أطعمنى ثومًا فكرهت أن تشمه، قال: صدقتَ ارجع إلى مكانك فقد لَقِىَ المسِيء إساءته.
فتأملوا رحمكم الله شؤم الحسد وما جَرَّ إليه، اللهم طهر قلوبنا من الحسد والحقد
===========================
(3)
" الفونس الثالث عشر " ملك أسبانيا ففي عام ( 1923 م ) قرر زيارة إيطاليا زيارة رسمية لتقريب وجهات النظر السياسية , وتعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين .. أقام الأسطول الإيطالي " لأجل هذه الزيارة " استقبالا رسميا مهولا , وفي الواقع لم يكن المسئولون في الأسطول الإيطالي يعلمون مدى ما يتمتع به هذا الملك من دقة في إلحاق الضرر بمن تقع عينه عليه ..
كان الملك " الفونس الثالث عشر " معجبا جدا بهذا الإستعراض لدرجة أن الأحداث بدأت تتوالى بشكل غريب ومخيف ... إنفجار في إحدى الغواصات المشاركة في الإستعراض مما أدى إلى قتل عدد لا بأس به من رجال البحرية الإيطاليين وتدهور مدفع ضخم كان قد أعد مسبقا لإطلاق ( 21 ) طلقة إحتفالا بمقدم الملك مما أدى إلى انفجاره ومقتل جميع من كانوا حوله من الجنود الإيطاليين , و وفاة أحد ضباط البحرية بشكل مفاجىء بعد تأديته للتحية العسكرية للضيف العزيز .. كما يروى أيضا عن هذا الملك أنه توجه يوما إلى بحيرة " جلينو " الجميلة ولم يُخف الملك إعجابه بذلك السد الذي كان مشيدا هناك , وفي ثوان معدودة تحطم السد وانهار تماما مما نتج عنه غرق خمسين شخصا وتشرد خمسمائة آخرين أصبحوا بلا مأوى ..
وكنتيجة طبيعية لسوء سمعة الملك .. فقد رفض الدكتاتور الإيطالي " موسوليني " مقابلة الملك " السعيد " وأوفد بدلا منه مندوبا عنه ليجري معه اللقاء المفترض , وذلك خوفا من عينه.
================
(4)
يقول الشيخ " أحمد القطان " قبل أحد مواسم الحج بثلاثة أشهر بالضبط أصبت باختفاء صوتي , وبالأخص عندما أعدّ خطبة الجمعة وأذهب للصعود إلى المنبر , وكأن هناك من يخنقني من الداخل , فيذهب صوتي ويختفي .. وكنت أحضر معي بعض الأدوية والمنبهات وأشربها قبل أن أصعد المنبر , وأعالج نفسي حتى أنتهي من الخطبة بصعوبة شديدة , إلى أن اختفى صوتي تماما فأصبحت أخاطب الناس بالإشارة .. فقال لي بعض الناس : " لعلها من كثرة الدروس والمحاضرات " فأعط لنفسك راحة " , فانقطعت عن الخطب والدروس والمحاضرات وسافرت إلى تركيا للراحة والاستجمام , ولكن لم يعد صوتي بل على العكس , فكلما ازددت راحة زاد صوتي اختفاء .. إلى أن عرضت نفسي على الأطباء هنا وهناك , وكلهم يقولون بعد الفحص " ما نرى شيئا " وشربت أشكالا وألوانا من الأدوية فلم تؤثر , وفي الحج قلت : " ليس لها إلا الله " والتقيت بمئات الإخوة في الحج , وأرغموني على أن أقول دروسا , فقلت لهم : " لا أستطيع فكل كلمة أقولها لا بد أن أشرب معها الماء " قالوا : اشرب , ووضعوا الماء أمامي , فإذا قلت : " الحمد لله رب العالمين .. " أشرب الماء , وإذا قلت : " الرحمن الرحيم " أشرب الماء , وهكذا , والصوت لا يكاد يسمع إنما أهمس همسا .. فلما رأوا حالي هكذا حزنوا وتأثروا , وعاهدوني على أنهم في عرفات يدعون الله أن يشفيني , وفي عرفات ألح الإخوة بالدعاء .. ولما عدت مرة ثانية بعد الحج , وإذا بأخ يأتي فيقول : " هناك امرأة في الجامعة كانت تحفظ القرآن كله , ثم أصبحت وقد نسيت سورتا غافر ويس فجأة , وأصبحت تقرأ القرآن ولا تفهم منه كلمة واحدة , فتعال وانظر في حالها فقلت : " إن شاء الله تعالى " .. وفي اليوم التالي جاء نفس الشخص وقال : " هناك خبر آخر " قلت : ما هو ؟ قال : " تبين أن هذه المرأة يتلبسها بين الحين والحين شيء لا تدري ما هو , ثم إن هذا الشيء جاءها في المنام فقال لها : " أنا من الجن , وأنا الذي فيك وأخبري القطان أنه مصاب بالعين , فليرق نفسه " .. ومن هنا بدأت أفتح الكتب مثل " زاد المعاد , كتب ابن تيمية وكتاب عمر الأشقر في عالم الجن والشياطين " فعثرت على أحاديث وآيات لعلاج العين , والعين حق , وبدأت أقرأ وبعد الحج بإسبوع عاد الصوت كما كان بفضل الله وحوله وقوته , بل عاد أقوى مما كان , فقد كنت في الدرس الواحد أو الخطبة عندما أبدأ يكون الصوت قويا , ولكن إذا انتصف أو جئت في آخره يكون الصوت ضعيفا أو واهيا ومبحوحا , أما الآن فإني " بفضل الله " لو استمر درسي إلى الصبح فالصوت يحتفظ بقوته بفضل الله ورحمته.
| |
|