هذه هي أسوأ عاداتنا الغذائية... فإن كنت تمارسها حاول الإقلاع عنها قدر الإمكان قبل أن تصاب بالبدانة والسكر وأمراض القلب:
١ـ ألأكل حتي الإمتلاء والأكل قبل الشعور بالجوع والسرعة في الأكل. فمن العروف علميا أن إشارات الشبع من المعدة للمخ تأخد حوالي ٣٠ دقيقة. ندرِّس الآن لمرضانا مقياس الجوع من ١ـ٥ فالأول: التضور جوعا فلا تنتظر الي هذه المرحلة لتأكل وإلا أكلت بكثرة والثاني: الجوع وهي المرحلة التي لا تأكل الا إذا شعرت بها والثالث: ذهاب الإحساس بالجوع ويفضل أن تتوقّف هنا إن كنت تريد خفض الوزن والرابع: الشبع ويفضل عدم الوصول الي هذه المرحلة والخامس: التخمة وهو أسوأ ما يمكن عمله. وتأمل قول الرسول عليه الصلاة والسّلام "نحن قوم لا نأكل حتي نجوع وإذا أكلنا لا نشبع" والعلم يثبت ذلك. ومن المعروف أن تنوع الأطعمة والأكل بسرعة يزيدان من كمية ألأكل. لذا يفضّل تناول الشوربة أو السلطة أو لقمتان والانتظار بضع دقائق مع دوام ملاحظة مقياس الجوع مرة أو مرتين أثناء الأكل.
٢ـ الطبخ بالسمن النباتي الصناعي من الزيوت المهدرجة trans fat وهو أخطر أنواع الدهون فجرام واحد يوميا يزيد من فرصة الاصابة بانسداد الشرايين التاجية والدماغية بنسبة ٩٣٪. لذا فينصح بعدم دخول هذا السمن لمنزلك كما فعل الغرب فمصر أكثر دول العالم استهلاكا له. توجد هذه الزيوت أيضا في الكيك والمعجنات والحلويات وأطعمة الأطفال من البسكويت والمغلفات. فبرجاء منع أبنائكم من تناولها تماماً.
٣ـ التهام كمية كبيرة من الخبز الأبيض. فكما شرحت من قبل فإن السبب الرئيسي للسمنة وعدم انتظام معدل السكر في الدم يرجع لتناول النشويات بكثرة وخاصة منتجات القمح كالخبز والمكرونة والبيتزا. وقد تستغرب أن أقصي ما يحتاجه الجسم يوميا لا يزيد عن ربع رغيف من الخبز الأسمر بالردة في الوجبة الواحدة. والاكثار من هذه النشويات يزيد الإحساس بالجوع بعد أقل من ٣ ساعات ويرفع مستوي السكر في الدم مما يزيد من مضاعفات السكر.
٤ـ زيادة كمية الأرز في طعام الغذاء وقد أثبتت الأبحاث العلمية الإرتباط الوثيق بين استهلاك الأرز وزيادة معدل الاصابة بمرض السكر. كما أن زيادة هذه النوعية من النشويات يخفض الكوليسترول المفيد HDL ويرفع نسبة دون الترايجلسريد triglycerides في الدم. وأقصي ما يمكن أن يحتاجه الجسم ٣ ملاعق من الأرز مع غسل الأرز قبل الطبخ لإزالة كمية كبيرة من النشا. ومن المعروف أن الأرز كامل الحب الغير مبيض والأرز طويل الحبة كالباسمتي أقل خطورة الي حد ما ولكن في حدود الثلاثة ملاعق.
٥ـ تناول اللحوم المصنعة كالانشون والسجق والسلامي والبلوبيف والببروني وهي من أخطر أنواع البروتينات وترتبط ارتباطا وثيقا بارتفاع نسبة الاصابة بالسكر كما أن الإضافات من النيترات اليها والدهون المشبعة من هذا المصدر تزيد من معدلات الإصابة بامراض القلب. يجب التوقف تماما عن هذة الأطعمة القاتلة والمستحدثة علي طعامنا المصري. كما أن اللحوم الحمراء تحتوي علي حديد الهيم heme iron والمرتبط بمرض السكر ومناعة الجسم للإنسولين وبعض أنواع السرطانات لذا ينصح بالإقلال منها كما فعل جدودنا لمرة واحدة أو مرتين علي الأكثر أسبوعيا واستبدالها بالطيور والأسماك والبروتينات النباتية كالفول والعدس والبقوليات.
٦ـ تناول الحلويات بكثرة والأطعمة المحتوية علي السكر كالأيس كريم والتورت وأصابع الشيكولاتة التي امتلأت بها أرفف المحلات. فالسكر أحد القاتلين الخفيين ويساهم في البدانة ومرض السكر. آخر التوصيات الغذائية بالولايات المتحدة أصبحت تنصح بالإقلال بشدة من السكر المضاف الى أقل من ١٠٪ من السعرات الحرارية اليومية وإن كان من الأفضل هجر هذة الأطعمة تماما وخاصة عند إطعام أطفالنا فشعور المخ بالسكر والملح تعوُدي بمعني أن استهلاكه بكثرة يعوِّد المخ على كثرة استخدامهما.
٧ـ الإفراط في شرب المشروبات الغازية المحتوية علي السكر والعصائر المحملة بالسكر بدلا من شرب الماء وذلك للأسباب السابقة. وينصح باستبدالهم بالماء والشاي والقهوة بدون سكر أو مبيض.
٨ـ كثرة استهلاك البطاطس في أطعمة التيك أواي وأكياس البطاطس والذرة التي نطعمها لأطفالنا بكثرة وهى من أسوأ انواع النشويات وترتبط ارتبطا وثيقا بالبدانة ومرض السكر وينصح بالابتعاد عن هذه الأطعمة قدر الإمكان.
٩ـ زيادة الملح في الطعام ووضع الملّاحة علي منضدة الطعام فمن المعروف الإرتباط الوثيق بين الملح وإرتفاع ضغط الدم والفشل الكلوي وفشل عضلة القلب. ومن المؤسف ان أكثر من ٣٠٪ من البالغين المصريين مصابين بإرتفاع ضغط الدم.
١٠ـ تناول أطعمة التيك أواي وهو تقليد غربي ومن أسوأ ما فعلنا بانفسنا. فالبيتزا والبرجر والدجاج المحمر في الزيوت وجميع المحمرات من أسوأ من نضع في معدتنا لإرتفاع نسبة النشويات والزيوت المهدرجة والسكر والملح والبطاطس. فلا يمكن جمع أطعمة أسوأ من ذلك في سلة واحدة ندفع فيها الكثير لتصيبنا بالامراض وتقتلنا في النهاية.
هذه مجمل عاداتنا الغذائية السيئة والمستحدثة والتي جلبت لنا البدانة والسمنة لنصبح ضمن قائمة أسوأ الدول العالم في معدلات هذين المرضين.
نعود الى أكل أجدادنا:
أثبت العلم الحديث أن ما كان يأكله أجدادنا في مصر هو أصح طعام يمكن أن يتناوله الإنسان لذا فإنه ليس من المستغرب أنهم تمتعوا بصحة أفضل بكثير من صحتنا ولم يعرفوا طريق الطبيب كما عرفنا ولم يعانوا من البدانة والسكر وأمراض القلب كما نعاني الآن. فماذا كانو يأكلون؟ ولماذا هو صحي؟
١ـ كان آبائنا وأجدادنا يفطرون يوميا علي طبق الفول الذي كان يباع في كل أركان مصر وكانوا إما يشترونه من بائع الفول الجوال أو يدمسونه في منازلهم علي الفوّالة. والفول مصدر رائع للبروتين النباتي الذي يحتاجه الجسم بكثرة كما انه مصدر للألياف المتوافرة في قشره والنشويات التي لا تؤثر على مستوي السكر في الدم. ومن المعروف الآن أن البروتين يزيد من إفراز هرمونات الشبع PYY و GLP-1 لذا فان الفول يعطيك شعور بالإمتلاء لفترة طويلة. وأروع ما يمكن إضافته للفول هو زيت الزيتون والليمون والطماطم والبقدونس فكلها مفيدة صحياً.
٢ـ كانوا يأكلون الجبن القريش ويشربون اللبن كامل الدسم والقشدة وأثبتت الأبحاث في السنوات الخمس الماضية أن منتجات الألبان خاصة كاملة الدسم تقلل من فرصة الاصابة بمرض السكر كما أنها تقلل من نسبة الإصابة بانسداد شرايين الدماغ. والجبن القريش لا يحتوي على الملح الذي يرفع ضغط الدم.
٣ـ كانوا يأكلون المش ويصنعون الزبادي في منازلهم وأثبتت الأبحاث أن الجبن المخمر يحتوي علي البكتريا الحميدة لاكتوبسيلاس lactobacillus التي تفيد المعدة والأمعاء وتقلل فرصة الإصابة بمرض السكر لعملها كبريبيوتك prebiotic مما يقلل من البدانة ويحسن مستوى السكر في الدم.
٤ـ كانوا يطهون طعامهم بالسمن البلدي الذي يصنعونه في منازلهم وأثبت العلم الحديث أن هذا النوع من السمن والزبدة أفضل بكثير من السمن الصناعي القاتل والمصنع من الزيوت المهدرجة. وعلي العموم فإن الدهن المشبع saturated fat من منتجات الألبان مفيد للجسم علي عكس ما كنّا نعتقد في الماضي القريب ويعتقد الكثيرون حتي الآن. ونجري الآن العديد من الأبحاث على أنواع البكتريا المختلفة في الأمعاء وتأثيرها علي الأمراض المزمنة.
٥ـ كانوا يأكلون الزيتون ويخللوه في منازلهم بأنفسهم ويستخدمون زيت الزيتون وزيت بذرة القطن والزيت الحار وكلهم مفيدين صحيا وخاصة زيت الزيتون الذي يرفع مستوي الكوليسترول المفيد HDL ويخفض مستوي الكوليسترول الضار LDL. فهو أفضل الزيوت علي الإطلاق. كان آبائنا وأجدادنا يهرسون الجبن القريش في زيت الزيتون ويضيفون له الطماطم ليكون إفطارا رائعا.
٦ـ كانوا يأكلون الخبز الأسمر بالردة وهو أقل تأثيرا علي مستوي السكر في الدم. وكانوا يأكلون الخبز الفلاحي المصنع من القمح والذرة وهو أفضل بكثير من الخبز الآبيض من القمح المطحون.
٧ـ كانوا يأكلون في غذائهم السلاطة الخضراء من الطماطم والخيار والجرجير والبصل وكانوا يأكلون الفجل والسريس والبصل الأخضر والخس والجزر وكلهم يحتوي علي الالياف المفيدة للقولون والتي تقي أيضا من سرطان القولون كما أنها تمنع الإمساك وتبطئ إمتصاص السكر من الأمعاء.
٨- كانوا يأكلون القليل جداً من اللحوم الحمراء وفي الأيام التي تذبح فيها المواشي فقط وكان نصيب الفرد لا يتعدى القطعة الواحدة. والمعروف الآن أن أكل اللحوم بكثرة يزيد من معدل الإصابة بالسكر ويزيد فرص الاصابة ببعض آنواع السرطانات. كانوا يأكلون الطيور والأرانب والبيض والأسماك وكلها مصادر جيدة للبروتينات الحيوانية والتي يحتاجها الجسم لبناء العضلات. فالبيض مصدر هام للبروتين الخالص وكما ذكرت فإن الكوليسترول في صفار البيض سئ الامتصاص ولايؤثر بصورة كبيرة كما كنّا نعتقد في السابق علي نسبة الكوليسترول في الدم.
٩ـ كانوا يأكلون الكثير من الخضار المطبوخ والبقوليات المطبوخة مثل الفاصوليا والكوسة والباذنجان والبسلة واللوبيا والملوخية وكلها مصادر رائعة للنشويات الجيدة التي لاتؤثر علي مستوي السكر في الدم كما أنها مصادر عظيمة للبروتينات النباتية المفيدة للجسم.
١٠ـ كانوا يأكلون حبة واحدة من الفاكهة الطازجة بعد الغذاء وفي موسمها وغير محفوظة بالشمع والكيماويات وربما يكررونها في المساء مع عشاء خفيف من الجبن الأبيض والخبز الأسمر. والفاكهة تحتوي علي العديد من الفيتامينات الهامة ونوعية خاصة من الألياف التي تعوق امتصاص الدهون الضارة فتخفض نسبة الكوليسترول الضار في الدم. كما أن سكر الفركتوز الموجود في الفاكهة أقل خطورة بنسبة كبيرة من السكر. والفاكهة الموسمية لا تحتوي علي مواد حافظة وسُمية.
١١ـ كانوا يشربون الشاي أو القهوة التركي بدون مبيض. وكلاهما يحتوي على مواد مضادة للأكسدة تفيد الجسم.
١٢ـ كانوا يشربون الماء ولم يعرفوا المشروبات الغازية والعصائر المحتوية على كمية عالية من السكر والتي تزيد من البدانة وفرصة الإصابة بالسكر. كانت تسليتهم لب البطيخ والشمام واللب السوري وكلها تؤثر إيجابيا على الكوليسترول بالدم.
آبائنا وأجدادنا المصرين منذ أربعين عاماً فقط لم يعرفوا الانشون والببروني والسلامي وأنواع السجق المختلفة ولم يآكلوا البيتزا والشيبسي والفرنش فرايز والكاتشاب وأكياس الشيتوز وأصابع البسكويت والسوداني المغطاة بالشيكولاتة والمغلفات والمعلبات والمحفوظات في الثلاجات من الأطعمة سابقة التحضير والمضاف إليها عشرات المواد الكيميائية السامة والتي تتراكم في الجسم كما انها تحتوي على سكرالفركتوز المشتق من الذرة والضار جدا بالصحة. كانوا يأكلون يوميا في بيوتهم ومن طبيخهم