دروس شهر رمضان 1436(25): ازرعْ أشجار المعروف لتجني ثمار السعادة
كاتب الموضوع
رسالة
admin Admin
عدد المساهمات : 9696 تاريخ التسجيل : 06/08/2009
موضوع: دروس شهر رمضان 1436(25): ازرعْ أشجار المعروف لتجني ثمار السعادة الأحد يوليو 12, 2015 9:46 am
ازرعْ أشجار المعروف لتجني ثمار السعادة
يجب على الإنسان في هذه الحياة القصيرة أن يحرص على عمل المعروف على الدوام، وزرع الجميل في سائر الأيام.. وأن يجعل الإحسان إلى الناس هو شعاره في هذه الحياة..
وأنتَ حين تُحسن إلى إنسان فلا تنتظر ردًّا على ما تقدمه.. فإنْ حصل، ووجدتَّ من يُحسن إليك، ويحاول أن يتجمَّلَ معك فهذا حَسنٌ وجميلٌ.. ولا يذهبُ بك سوءُ الظن بعيدًا فتعتقدُ أنَّ ذلك الشخص ما أحسنَ إليك إلا من أجل المصلحة، أو التقرب إليك.. وإنْ ألفيتَ نسيانًا مُرًّا، وجفاءً محرقًا، وصلفًا مؤلمًا فلا تغضبْ، ولا تتضايقْ؛ لأنَّ الناس كلهم ليسوا سواء في التعامل..
فهناك مَنْ إِنْ تقدم له معروفًا ولو بسيطًا فتجده كبيرًا في عينيه، وعظيمًا في خاطره.. وتراه يسعى إلى ردِّ الجميل بالجميل، ورُبما بشكلٍ أكبر فإنْ لم يستطعْ فهو لا يملُّ من إسماعك بذلك، وتذكيرك به.. ومنهم من إنْ تُحسن إليه.. فيمرُّ إحسانك مَرَّ السحاب، ويزولُ زوال الظل.. فهو من الناس الذين لا يكترثون، فهم أصحاب أحاسيسَ جامدة، وعيونٍ من الجمال فارغة... ومنهم مَن إنْ تُقدم له جميلًا، وتُسدي إليه معروفًا.. فيلقاكَ جافيًا، ولأفضالكَ ناسيًا، ولمعروفكَ جاحدًا.. بل ويظنُّ بجهلهِ المتراكم، وضعفِهِ المتلاطم بأن الإحسان منكَ إليهِ فرضٌ عليك، وواجبٌ منك...
ومع هذه الأصناف الموجودة في بني البشر يجبُ أَلَّا يقطعَ الإنسان الحقُّ إحسانه.. وأَلا يبني في أنهارِ أفضاله السدودَ.. وأَلا يجعلَ حظَّ الناس منه الصدود ما دام قادرًا على ذلك.. والإنسانُ الحقُّ الذي تذوق القيم النبيلة، وتشرُّب الأخلاق الحميدة.. يعرفُ معرفة كاملة، ويدرك إدراكًا تامًّا بأن الإحسان، وإن أضاعه فئامٌ من الناس، وتناساه كثيرٌ من البشر.. فإنه لن يضيع عند الله الذي لا يضيع المعروف، وهو الذي أمر به.. ولا يرضى لعباده الظلم، وهو الذي نهى عنه.. وستجدُ مآل ما تفعل خيرًا في دنياك، وثوابًا في أُخراك.
أيها الإنسان الجميل خذْ من جذور الأشجار عِبرًا فهي لا تطلب مقابلًا لثمنِ بيع الثمار.. وخذ من جمالِ الورد دروسًا فأريجه يُعطى حتى لسارقه، وعبيره يهدى حتى لساحقه... ولا تنسى مواقف العظماء، وسير الشرفاء.. ففيها للمحسن مصابيح مضيئة، وللمعطي شموع منيرة... ولا تنسى بأن المعروف يردُّ السوء ويصدٌّ الشرَّ.. جُدْ بكلِّ ما تقدر عليه، ولو بكلمة تُسكن المسرَّة في أفئدةِ البشر، أو بسمةً ترسم الفرحةَ على الثغرِ.. فالجودُ كما قِيل: مِرقاةُ الشرف...
أيها الإنسان.. كن نهرًا من العطاء جاريًا يتدفقْ.. لا جذوة من نارٍ مشتعلة تتحرقْ.
وازرعْ أشجار المعروف لتجني ثمار الراحة والسعادة.
دروس شهر رمضان 1436(25): ازرعْ أشجار المعروف لتجني ثمار السعادة