منتدى دكتور خالد أبو الفضل الطبى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


DR Khaled Abulfadle physiology site
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دروس شهر رمضان 1436(17): أخى المسلم... طريقك لعدم الاكتئاب رغم مواجهة الصعاب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 9696
تاريخ التسجيل : 06/08/2009

دروس شهر رمضان 1436(17): أخى المسلم... طريقك لعدم الاكتئاب رغم مواجهة الصعاب Empty
مُساهمةموضوع: دروس شهر رمضان 1436(17): أخى المسلم... طريقك لعدم الاكتئاب رغم مواجهة الصعاب   دروس شهر رمضان 1436(17): أخى المسلم... طريقك لعدم الاكتئاب رغم مواجهة الصعاب Emptyالسبت يوليو 04, 2015 11:22 am


لقد أصاب الاكتئاب و الملل من الحياة كثيرا من الغربيين , و كيف لا يكتئبون و قد عاشوا واختاروا أن يعيشوا حياة نفعية خالصة , أكل و نوم و أحلام مؤقتة , و قد ينتهي عند الكثير منهم علي اختلاف أعمارهم وصول الاكتئاب عندهم إلي أعالي درجاته حتي ربما ألقوا بأنفسهم في دائرة الانتحار , وذلك أيضاَ أمر طبيعي ليس فيه أي عجب بالنسبة لهم , فلا دين رادع و لا عقيدة ثابتة و لا أصول  يعودون إليها


ورغم كل ما يتمتعون به من نعم الخالق التي تحوطهم ليلاَ و نهار , فعلي العكس ينسبون كل نعمة تعود إليهم إلي ذاتهم علي حد قولهم " ذلك نتيجة عملهم و جهدهم صاروا متنعمين ".


أما المسلم فكيف يكتئب و قد منحه الله تعالي الكثير من النعم ؟!
الفرق بين الطرفين أن كل نعمة لدي المؤمن يرجع منحها لله تعالي الخالق , فيختلف تمتع المسلم عن تمتع الكافر بها


فنعمة البصر يتمتع بها المسلم لأنه يري مخلوقات الله في الكون و جمال الطبيعة والإحساس بوجود الله سبحانه , لكن الكافر يجد في البصر ما ينظر به إلي كل ما يريد سواء أكان جميلا أو قبيحا , شرا أو خيرا


والمؤمن أمره كله له خير , حتى همومه وغمومه إن احتسبها , فتصير له خير , يقول النبي صلي الله عليه و سلم "عجباَ لأمر المؤمن إن امره كله خير و ليس ذاك لأحد إلا المؤمن  إن أصابته سراء شكر فكان خيراَ له و إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " .


ليس ذلك فقط بل اعطي لنا ديننا العظيم مفتاح الخلاص من هذه المحن من طرائق اللجوء إليه ودعائه بأدعية وأذكار لها دورها الكبير بجانب الشعور بمعية الله تعالي و الثقة بأن لا منجي و لا ملجأ منه إلا إليه .


فإبراهيم عليه السلام كان معلقا بين السماء و الأرض ووعالما ألا مفر من وقوعه في النار , لكنه في هذه اللحظة رفع بصره إلي السماء مردداَ " حسبي الله و نعم الوكيل "


فكانت معية الله تعالي له بأمر النار أن تكون برداَ و سلاماَ علي إبراهيم , و يونس لما إلتقمه الحوت فناجي في الظلمات ربه " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " فكانت معية الله تعالي له و كشف عنه السوء


أما هاجر المحبة لربها إذ أحسنت الظن به سبحانه حيث تركها زوجها إبراهيم في صحراء خاوية جدباء بلا زرع و لا ماء , وأيقنت أن ذلك أمر الله تعالي لزوجها فقالت وبين يديها وليدها الرضيع "إذن لن يضيعنا الله "


فمن قصد الله في محنته بقلب خالص فلن يخذله ربه أبداَ , فاللجوء والتوكل علي الله تعالي و العودة إليه كاف بأن يخرج العبد من أزمته ومن كربه و همه


والمؤمن في خاطره فكرة يعيش عليها , وهدف يسعى نحوه , تتعلق بإصلاح الحياة , وتقويم الناس , وبث الخير والهدى , فيسعي إليها , فيستغل الفراغ الذي عنده فلا يستطيع أن يطرق الشيطان بابه , فلا يجد أى خيط لدخول الملل و الاكتئاب لديه , و يبدل ذلك الفراغ بما يرضي الله تعالي و يحتسب كل عمل يقوم به لله .


وفي أحيان كثيرة يصيب الاكتئاب الإنسان ضعيف النفس , لكن المسلم ليس بضعيف لأن إيمانه جعله من أقوى الأقوياء و بزيادة الإيمان يزيد ارتباط العبد بربه , و عندها تجد في قلبه القوة التي يستطيع أن يتغلب بها علي كل الصعاب , لذلك إذا شعر العبد بالاكتئاب ليس عليه إلا أن يعود إل ربه و يقوي إيمانه و يراجع حساباته .



ويبحث عن كل ما باعد بينه و بين ربه , ويطرق الباب بالدعاء و المناجاة و صلاة الليل و الخلوة به سبحانه فسوف يجد في قلبه الراحة التي يبحث عنها بعد الضيق و السعادة بعد الحزن , بل قد يجد من ذلك حلول الأمور المعقدة ففي الحديث عن عائشة أن النبي صلي الله عليه و سلم قال " لا يغني حذر من قدر , و الدعاء ينفع مما نزل ومما لا ينزل , و إن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلي يوم القيامة "



و كيف يحزن المسلم أو يكتئب و هو يعلم أن كل ما يصيبه من هم أو غم حتي الشوكة له عليها أجر , فعن النبي صلي الله عليه و سلم  قال "ما يصيب المسلم من نصب و لا وصب و لا حزن  و لا غم  ولا أذي حتي الشوكة يشاكها  إلا كفر الله تعالي بها خطاياه " .


هكذا يجب أن يعيش المؤمن بتلك النفحات الربانية فتخرجه من دائرة الأحزان و الاكتئاب , فتغير احواله  , إذ بالإسلام يعرف العبد ربه  بأسمائه العليا و صدّق بها , فاستشعر رحمة ربه وعلمه وقيوميته وكشفه الضر وإجابة دعوته إذا هو دعاه .


على جانب آخر علي المسلم أن يعلم أنه قد لا يدرك المرء كل أمانيه بل قد يحقق بعض امانيه التي بات يحلم بها  , لكنه عليه بالرضا , لأن قدر الله تعالي حال بينه و بين تحقيقها , ذلك الرضا الذي يجعل القليل عنده كثيرا  , بل يشبع الإنسان و يحجم نظره تجاه ما عند الغير  , فيسعد قلبه دائماَ و لا يجد للاكتئاب و لا الأحزان بابا للدخول إليه .


أيضاَ علمنا إسلامنا أنه لا يصح لمسلم أن يحمل في قلبه لأخيه ضيقا أو خصاما , ولا بد أن يدخل قلبه في دائرة العفو و التسامح لمن ظلمه , فإن ترويض القلب علي العفو باب لإعادة السعادة إليه , فكيف يكتئب و هو محب لكل الطيبين  !


أيضاَ الحسنة تلو الحسنة تضع في القلب نورا يستوجب له السعادة , و السيئة تلو السيئة تجعل في القلب رانا يورث له الظلمة والوحشة وحمل الهموم , لكن إذا مسه الحزن عليه ألا يقنط من رحمة الله تعالي , و ليس عليه إلا باب التوبة الخالصة الصادقة كي تخلصه مما هو فيه , حينئذ يقبله ربه و يبدل ضيقه بالفرج و عسره باليسر , فكيف يكتئب العبد و أمامه كل هذه الأبواب ؟ !


وقد يكون من أسباب اكتئاب العبد دين أثقل عاتقه , فالعلاج هنا في السنة النبوية , أولا أن عليه عقد النية  الخالصة لله علي السداد ثم الدعاء و قد أوصانا النبي الكريم صلي الله عليه و سلم بكلمات صالحات :" اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل والهرم وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " أخرجه البخاري


ثم بعد ذلك الأخذ بالأسباب في وضع خطة لسداد ذلك الدين , وعليه ان يعلم ان الذي سيعينه في سداد دينه هو الله تعالي , كما في الحديث الشريف " ثلاثة حق علي الله عونهم , المجاهد في سبيل الله , و المكاتب الذي يريد الأداء , و الناكح الذي يريد العفاف " ,  فلماذا يكتئب العبد بعد ذلك ؟!


إن لقاء الله تعالي قادم لا مفر , فلا داعي لأن يضيع المرء أيام حياته في الاكتئاب اذ يكون من آثاره حرمان العبد أيضاَ كثيرا من العبادات , فهذا اليوم الذي يمر علي العبد لن يعود مرة ثانية , فلنترك الأحزان و الهموم بقوة  إرادة للخلاص من قيود ذلك الاكتئاب , و ننظر لأيامنا بمرآة الأمل الصالح , والخير المأمول فيما عند الله تعالي .


فاليوم إن شاء الله بالحمد و الرضا يصبح أفضل من أمس , و غداَ بشيئه الإله و حسن الظن به سبحانه سيكون أفضل من اليوم  .......فعار علي المسلم أن  يكون إلهه الله تعالي و نبيه محمد صلي الله عليه و سلم  و دينه الإسلام  ثم نراه يكتئب  !





study study study study study study study study study study study
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khafadle.ahlamontada.net
 
دروس شهر رمضان 1436(17): أخى المسلم... طريقك لعدم الاكتئاب رغم مواجهة الصعاب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  دروس شهر رمضان 1436(16): أهم النصائح لعدم الوقوع في الأزمات النفسيه
» دروس شهر رمضان 1436(19): العشر الأواخر من رمضان .. الشيخ د.محمد العريفي
» دروس شهر رمضان 1436(24): العشر الأواخر من رمضان - كيفية سنة الاعتكاف وطريقتها.... الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان
» دروس شهر رمضان 1436(29): الثبات بعد رمضان
» دروس شهر رمضان 1436(1): أهلاً رمضان..!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى دكتور خالد أبو الفضل الطبى :: أقسام المنتدى :: منتدى دكتور خالد أبو الفضل الاسلامى-
انتقل الى: