موضوع: قصص لا أنساها للشيخ عبد المحسن الأحمد الأحد أكتوبر 17, 2010 7:38 pm
الحمد لله العظيم في قدره العزيز في قهره .. نحمده على القضاء حلوه ومره لا اله إلا هو مالك الملك يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء .. كل ملوك الأرض عبيد عند الله ولا يملكون شبرا من أرضه لولاه وكل أغنياء الأرض فقراء عند الله ، حفاة عراة لا يجدوا ما يأكلون ولا ما يشربون لو لم يكسهم ويطعمهم الله وكل أقوياء الأرض والسماء ضعفاء عند الله وما حرك مفاصلي ومفاصلكم ومفاصلهم إلاه .. الملك من ولّاه ؟ والغني من أغناه ؟ والقوي من قواه ؟ والعاصي على عصيانه من يحلم عليه ؟ وهو قادر عليه من يراه ؟ سبحانه لا رب يعبد ولا رب يخشى سواه .. ما أعظمه وما أحلمه عصاه العاصي فرآه ثم أمهله ثم عصاه.. ستر عليه فعصاه .. استصلحه فعصاه ..ضيق عليه فعصاه! .. أغدق عليه من النعم فعصاه ! ثم بلا موعد أخذه فلم ينفعه تحت الأرض دعاه ولا بكاه { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ ۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } ( الزخرف 80) رأيت ما لم يره الكثير منكم .. وقفت أنا وملك من ملائكة السماء .. خُلق من نور يا من خُلقنا من تراب ونسينا ! ما عصى الله قط يا من حُملنا جبال من الذنوب على عواتقنا ونسينا ! إلا من رحم الله .. وقفت أنا وملك الموت في نفس التوقيت ونفس المكان .. في المستشفى وخارجها إلى هذا اليوم أربع وعشرين مرة .. ليس هذا بغريب .. أن أقف أنا وملك الموت وأرى إنسان يحتضر أو إنسانة .. أربع وعشرين مرة! . هذا ليس غريب { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } ( الأنبياء ) فالجميع سيرحل والجميع بعدها سوف يُسأل { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27)} (الرحمن) أما قال ربنا عز وجل { إِنَّكَ مَيِّتٌ } (الزمر 30) لمحمد عليه الصلاة والسلام وهو حي يمشي فمات { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} (الزمر30) فهذا ليس بغريب .. إذاً ما الغريب ؟ ..الغريب أن ما ختمت من هذه الصحائف ب لا إله إلا الله إلا صحيفة .. صحيفة واحدة هي التي ختمت ب لا إله إلا الله .. لا تجرب الآن .. أخي لا تجرب الآن .. تستطيع أن تقول مليون مرة أن لا إله إلا الله ..الموعد أخي ليس الآن .. الموعد :
{ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) } (القيامة ) أخي ..أختي سوف تذكرون هذا الكلام ولكن على أي حال ؟ هذه إحداهن .. كانت في المستشفى تتحدث .. تتحرك .. آخر من كشف عليها أنا حين نزعت السماعة من أذني .. إذا بها تقول بالحرف الواحد : الله يعافيكم شلون التحاليل ترى والله ملينا من هالمستشفى متى نطلع ؟! .. فأرسلنا تحاليلها للمختبر في الأرض وأرسل من في السماء من بيده ملكوت كل شيء رسولاً لا يعص له أمرا.. ما هي إلا لحظات .. العينة تُفحص تحت في المختبر وملك الموت عندها في الغرفة .. لحظات وأنا أقلب في ملفها خارج الغرفة ..إذا بالممرضة تأتي بسرعة فزعة قالت تعال انظر .. فلما دخلت الغرفة رأيت فتاة غير التي رأيت .. التي رأيت قبل قليل تحرك اليدين وتقول ملينا ومتى بنطلع !! هذه الأيادي التي أرسلت ثم أُقبضت والله ما رأيتها إلا تعطلت .. اللون شاحب والبصر خاشع شاخص.. الأطراف ممدة والشفاه ترتعش .. نظرة سريعة لجهاز المراقبة إذا بنبضات القلب كانت 80.. 62 .. 45 .. ضغط الدم ينزل .. بدأت أرى معالم الفراق على وجهها خشيت أن تُغلق الصحيفة بغير لا إله إلا الله كما أُغلقت الصحف من قبلها .. أربع وعشرين حالة والذي نفسي بيده ما قال لا إله إلا الله إلا واحد .. لا تستغرب الآن ولا تجرب .. تستطيع أن تقول الآن مليون مرة .. الموعد ليس الآن ..فأسرعت قلت لا إله إلا الله وإذ بالشفاه ترتعش كأن عليها جبل لا تتزحزح .. ترتعش بلا أحرف .. كررتها الثانية .. الثالثة .. ما بقي إلا عدة نبضات .. خشيت أن تُغلق الصحيفة بغير لا إله إلا الله .. أسرعت عند أذنها يا إخوان ولقنتها هذه المرة تلقين قولي لا إله إلا الله .. ولا أحرف تخرج .. لما كررت عليها واشتد النزع وإذا بالمرأة تعالج السكرات .. الحنجرة تدخل وتخرج وإذا بالنزع يشتد فما هو الملك ينزع الروح إلا وبدأت أسمع حشرجة وبعض الحروف تخرج كررتها لا إله إلا الله .. سمعت أحرف وصوت متحشرج .. هل كانت لا إله إلا الله ؟ لا والذي نفسي بيده .. والروح تنزع والصوت المتحشرج ببيت يُغنى ملحن بصوت متحشرج وإذا بها تغني بيت حتى لا يدعها تُكمل البيت الثاني إلا والروح قد خرجت من المستشفى .. ماتت .. هل تعرف آخر صفحة في السجل ؟ في سجل حياتها آخر صفحة غنت قبل أن تموت .. تُعرض يوم القيامة على الجبار مغنية .. طبعا لا نعرف هذا المعنى الآن .. ها هي الآن لها قرابة السنة تحت الأرض .. والله لو تصرخ في كل يوم وتعض الأصابع وتبكي الدم ربي أخرجني والله ما أسمع إلا
ما يرضيك ولا أرى إلا ما يرضيك وأقوم الليل لا أنام وأصوم النهار حتى أموت .. هل ترجع ؟ { وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} (النحل 33) قال رسولنا عليه الصلاة والسلام كلمات عربية ونحن عرب ويا ليتنا نعي بقلوبنا لا بأسمائنا.. قال رسولنا عليه الصلاة والسلام : ( من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة ) وضع تحت آخر كلامه عشرين خط ..ما قال الرسول عليه الصلاة والسلام من كان أول كلامه ..ولا قال من كان أوسط كلامه من الدنيا لا اله إلا الله دخل الجنة لأنهم أمم يقولها في الأول ويقولها في النصف وآخر فرض لحق عليه فوق الأرض رفع السبابة وقال أشهد أن لا إله إلا الله حرك السبابة وحرك الشفاه وقلبه ما تحرك فهيهات هيهات .. أحدهم اسمه محمد على اسم محمد صلى الله عليه وسلم والآخر أسمه خالد على اسم خالد بن الوليد ما نفعتهم أسماؤهم .. هل تعرف ماذا كنت أنت يا من ظلمت نفسك ؟ قبل أن تتكبر والله الذي لا إله إلا هو لو وعينا هذا الكلام لتغيرت الأحوال .. خذ أصلك وأصلي { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ } ( الحج 5) هل رأيت التراب الذي تمشي عليه ولو علق بثوبك لأزلته .. هذا هو أصلك وغداً يكون فوقك تراب وعن يمينك تراب وعن يسارك تراب ومن تحتك تراب كأنك ما خرجت من التراب ثم بعدها { ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ } (الحج 5) كنت في بوم من الأيام لو غُسلت من الثياب لأُزلت! تُغسل .. نطفة .. لم تكن شيئا مذكورا ثم بعدها كنت علقة { ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ} (الحج 5) قطرة دم ! ما أضعفك ! متعلقة في الرحم .. والله لو اجتمع الإنس والجن بعلمائهم وخبرائهم وأجهزتهم وقالوا نخلق له شعرة ما خلقوا لك شعرة .. ما هو قلب ينبض 115 ألف نبضة باليوم ولا كلى تغسل 36 مرة في اليوم .. شعرة! لا يخلقون لك شعرة ثم بعدها منّ عليك المنّان كتب لك الحياة ثم كنت قطعة لحم متعرجة { ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ } ( الحج 5 ) كأنها مُضغت ثم أُلقيت لا لها يد ولا قدم ولا عين ولا أذن ولا تملك شيئا { وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (النحل 78) لماذا ؟ حتى تخرج وتقول لا تدقق ؟!! ما أضعفك ! { لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } (النحل 78) ثم تسعة أشهر في هذا الرحم .. ظلمات ثلاث .. ظلمة المشيمة .. وظلمة بطن الأم وظلمة الرحم .. من يراك ؟ { إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ(5) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)} (آل عمران) ثم بعدها تخرج ما أضعفك ! ما بين خمسة مليار هو خلقهم وشق سمعهم وأبصارهم
لكن أنت يختصك ما بين الخمسة مليار ويجعلك مسلم لا بيد منك ولا بحسب ولا بنسب { ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ } (الجمعة 4) ثم من بين هؤلاء المسلمين يجعلك سُني على سنة محمد صلى الله عليه وسلم يريد الله بكم اليسر ولكن أكثر الناس لا يعلمون ها هو أحدهم أخوتي رأيته في أحد الممرات في المستشفى بعد سبع وعشرين سنة كما متعك الجبار اليوم يتحرك 360 مفصل متى أردت ترسل يدك أو تقبضها لا تعصيك أعطاه الله سبع وعشرين سنة لا تعصيه أطرافه هو بنفسه يقول : أنا أدبني الجبار ويا ليته يعيد لي ما سلب مني والله لا اعصيه وأنا أقول في نفسي آلآن ؟ كيف رأيته يا ترى بعد القوة ؟ والله قد رأيته قد انطوى في أحد ممرات المستشفى العربية أول ما رآني استبشر .. فرح.. لأنه لا يستطيع أن يذهب مثلي ومثلك و يناظر الناس فيفرح إذا رأى إنسان مر من عنده .. أفضل نزهة له في ممر المستشفى فأول ما رآني قال لي بالحر الواحد : الله يعافيك دقيقة .. فلما أتيت عنده قال : أريد أن أطلب منك خدمة الله يعافيك قال لي : الله يجزاك عني خير تكفى بس تدفني لعند باب الحمام أعزكم الله .. المشوار ما أخذ مني سبع خطوات فلما وصلنا عند الباب وإذا به يرفع الأعين ينظر إلي بحياء .. يحس أني صاحب أفضال عليه وإذا بالعيون تلمع قال جعلك في جنات النعيم .. والله ما قصرت وأنا ادري إني تعبتك لكن تكفى ممكن تدخلني داخل الحمام أعزكم الله فلما أدخلته فإذا بالرأس يطأطئ والدموع تذرف عله كان يتذكر يوم أن كان يمشي لا يحتاج لأحد أن يدفعه ولا لأحد فضل عليه وما كان يشكر الله عز وجل .. فجلس يدعو بحرارة ثم قال آخر طلب والله ما أطلب غيره تكفى أنا اعرف إني تعبتك فقط طلب أخير ممكن تحملني على الكرسي ؟ واخلع لي ملابسي ولكن لا تنظر إلي .. انظر إلى هذا المشوار كم أقضيه أنا وأنت في اليوم ؟ خمس مرات ؟ أربع مرات ؟ اقل ؟ أكثر ؟ من يفتح لك الباب ؟ من يدفعك إلى هناك ؟ من أغلق الباب ؟ من نزع ملابسك ؟ من نظفك ؟ هل في يوم من الأيام أسألك بالله وأسألك أختي بالله في يوم من الأيام هل تذكر أنت انك بعد أن خرجت بعد هذه النعم ما رآك أحد عند الباب وأنت خارج استشعرت هذه النعم ؟ التي حرم منها ملايين ثم ارتفعت بقلبك إلى المنان وقلت اللهم لك الحمد أن فضلتني على كثير من العالمين .. تذكر في يوم ؟ { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ } (النمل 73) ما هي سبع خطوات وإنما أربعين سنة يحركك.. يطعمك.. يسقيك.. { وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (73) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (74) } (النمل)
تعرف قلبك كم ينبض في السنة ؟ 42 مليون نبضة في السنة ! ما تملك منها واحدة .. لو ملكت الكون ما ملكت نبضة واحدة .. أنا لن أقول ستسأل وسأسأل أنا عن كل نبضة .. لا .. والله الذي لا إله إلا هو .. كل قطرة دم ضخها قلبك إلى عينك فأبصرت حرام ستسأل عنها و كل قطرة دم ضخها قلبك إلى أذنك فسمعت حرام ستسأل عنها سواء اقتنعنا أو ما اقتنعنا { فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ } (الذاريات 23) هل تعرف كم تغسل كلاك في اليوم ؟ بدون مواعيد ! وبدون فتح ملف وبدون واسطات ولا بكاء عند الناس .. الله يعافيكم جددوا لي الملف ! قربوا لي الموعد .. بدون هذه كلها .. تغسل في اليوم الواحد 36 مرة .. تعرف كم يغسل غيرك ؟ مواعيد وتعب .. يأتون أهله فيجدون أنه قد سقط في السلم تسمم دمه .. يسقط عليهم في السيارة مغمى عليه ..يأتي يجول المكاتب يطلب الناس.. يا إخوان ملفي ينتهي اليوم وعندي غسيل غدا لو شهر جددوا لي .. بعد كل هذا خلال شهرين تعرف كم يوصل ؟ يجلس ثمان ساعات أنت تقضيها وأنا مع أهلونا والكثير منا إلا من رحم الله يقضيها بالمعاصي .. تعرف الثمان ساعات أين يقضيها ؟ ثمان ساعات أمام الجهاز يخرج الدم من جسمه إلى الجهاز خلال ثمان ساعات حتى يعود .. تعرف كم يغسل خلال الشهرين ؟ 30 مرة ! وأنت في اليوم الواحد 36 مرة لا ضير .. ليست مجانا !! { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } (التكاثر الله .. الله .. الأدب مع الله ما دمتم فوق الأرض فالفرص عندكم .. والذي نفسي بيده يوم تبلغ الحلقوم تُسحب منك الصلاحيات كلها .. أتوب .. ربي أرجعون .. تبكي الدم .. يقال { قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} (المؤمنون 108) والذي نفسي بيده ستذكرون هذه الكلمة .. كل منا سيذكرها لأنها عامة ليست خاصة .. كل من لم يتأدب مع الله فوق الأرض سيؤدب في كفنه تحت الأرض ثم يؤدب خمسين ألف سنة يوم العرض .. ليس بعض بل كل .. ها هو قريب لي جداً آخر ما كلمته أمس جلس يتكلم معه أخوه فقال له احمد ربك فقال هذا الشاب ما الذي أحمد الله عليه ؟! وسمعه من ؟ سمعه من بيده ملكوت كل شيء .. سمعه من حركه وغيره لا يتحرك .. سمعه من شق بصره وغيره لا يبصر .. سمعه رب السماوات والأرض وهو يجحد نعمة الله .. يقول ما الذي أحمد الله عليه ؟! اتصل علي أخوه مباشرة قال لي الله يعافيك تعال وكلمه أنا لا اقدر أن اكلمه خلاص ! فلما أتيت فإذا بأمه تبكي .. علمت أنه ساء الأدب مع جبار السماوات
والأرض .. والله التجأت إلى الله أن يلطف بحاله .. الأم تبكي هناك والأخ يدعو فإذا بي لم أره قد خرج في نفس اليوم يمشي بسرعة 180 فإذا بجبار يقدر القدر حتى يعرفه كلامه فإذا بالسيارة بعد أن قال الجبار كن تنقلب .. والله خرق الزجاج أجزاء جسمه ..أنا من أخرج في غرفة الإسعاف أخرجت من رأسه زجاجة بهذا الحجم وأخرجت من عينه والله حجر بهذا الحجم وأنا أقول له تذكر كلامك يا فهد اليوم ؟ والله يبكي ويصرخ .. جسمه كله مخرق ثم قلبت فيه السيارة واشتعلت بجانبه وصارت تدور .. بلطف الله عز وجل ما بينه وبينها إلا خطوة ورأى الموت { وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } (هود 102) يا غافلا تتمادى غدا عليك ينادى هذا الذي لم يقدم قبل المنية زادا قال العزيز ربنا الله سبحانه جل في سماه قال في الحديث الصحيح ( وعزتي وجلالي لا أجمع لعبد خوفين ولا أمنين فإن أمنني في الدنيا خوفته في الآخرة ) لا اجمع لعبد : وأنتَ عبد وأنا عبد وأنتِ أختي أمَة فمن ينسى ذلك يهلك إن أمنني في الدنيا : صح يصلي لكنه ضامن الجنة !! إن أمنني في الدنيا خوفته في الآخرة : أسألك بالله سؤال من منا اليوم منذ أصبح أحس في قلبه بوجل من النار فدعا الله في أي سجود من كل قلبه اللهم أجرني من النار .. من منا ؟ { أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ۚ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } (الأعراف 99) أي واحد يعمل ويضمن الجنة ! لعب علي وعليك إبليس ! قال مسلم عربي فالجنة أنت ! مكتوب اسمك في الفردوس ! من منا حاسب نفسه في اليوم مرة ؟ في الأسبوع مرة ؟ في الشهر ؟ في السنة مرة ؟ ... فإن أمنني في الدنيا خوفته في الآخرة .. وحين يُذكر الإيمان يأتي إبليس ويكتب اسمك في المقدمة ! تريد تعرف أنت مؤمن أو لا ؟ دعك من تزكيات إبليس ..اعرض نفسك على كلام الجبار العظيم { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) } ( المؤمنون ) قف هل نخشع في صلاتنا؟ وتخشع في صلاتك ؟ { وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ } (المؤمنون 3) كيف مجالسنا ؟ منا من يتورع عن الزنا ويتورع عن أكل الحرام ولسانه يفري في خلق الله !
لما نزل هذا الحديث عُلم أن وعد الله حق .. كيف لا وهو يقسم بعزته وجلاله فصار النبي صلى الله عليه وسلم يجلس مع أصحابه ( اللهم اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم ) سبعين مرة لأنه يعلم أنه إن لم يخاف في الدنيا سيخوف في الآخرة .. أبو بكر رضي الله عنه خير من وطأت قدمه الثرى بعد الرسل والأنبياء موعود بأن يدخل الجنة من أي أبوابها الثمانية شاء قال فيه المولى { وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ }(الليل 21) ما قال والله أنا على خير وأحسن من غيري وأموري طيبة .. كان جالس أبو بكر .. لك أن تتخيل هذا المنظر .. جالس أبو بكر ممسك بلسان نفسه ويهزه ! دخل عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. قال مالك يا أمير المؤمنين ؟ قال : هذا ! يعني لسان نفسه .. اللسان الذي ما فتر عن ذكر الله ولا تلاوة القرآن ولا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .. يقول : هذا أوردني الموارد .. علّه أن يكون زل بكلمة .. هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. فُتحت علي يديه الأمصار لكنه علم – رغم أنه مبشر – ثاني رجل في الأمة لكنه علم إنه مع منزلته هذه إذا ما خاف في الدنيا سيخوف في الآخرة فلما سمع أن حذيفة بن اليمان الصحابي الصغير الذي ليس هو مبشر بالجنة .. سمع أن عنده أسماء بعض المنافقين .. ليس كلهم .. بعض المنافقين .. هل ارتاح عمر ؟ والله ما ارتاح .. وجل قلب عمر ما قر في مكانه سعى سعيا إلى بيت حذيفة يطرق على حذيفة الباب يفتح حذيفة الباب .. عمر ! تفضل قال لا .. حذيفة إني أسألك بالله هل ذكرني النبي صلى الله عليه وسلم مع المنافقين ؟ ما عندهم مجاملات عمر بن الخطاب الفاروق رضي الله عنه يخشى على نفسه النفاق ! ومنا من اجتمعت فيه صفات المنافقين كلها لكن إبليس يقول له لا يا أخي ! أنت أحسن واحد عند الله عز وجل ! ما بينك وبين الجنة إلا أن تنزع روحك .. كم منا إذا حدث كذب ؟ كم منا من إذا اؤتمن خان ؟ أم أنت خارج عن هؤلاء ؟ أنت مزكى ! أنت خاص عند الله ! تكذب كما تريد ! وتغدر كما تريد ! كم منا إذا واعد أخلف ؟ وإذا خاصم فجر ؟ كم من بالله من إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى ؟ يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا .. فالدندنة خذ رجال في خلواتهم يدندن ويريد إذا جاءت سكرة الموت يقول لا إله إلا الله ! إخوتي ما الذي يحضر عمر ؟ يسعى ؟ لأنه علم ولا بد أن يعلم من لم يخف في الدنيا يخوف في الآخرة .. هذه واحدة أخوتي بالرياض كنت هناك فجاءني اتصال ودعيت إلى وحدة الطوارئ فإذا بي أرى موقف ما رأيت مثله في حياتي .. فتحت الستارة فإذا بي أرى فتاة عمرها 22 سنة كان لها معالم في وجهها كما كان لي ولك .. كان لها أنف ولها
عينين... ولها يدين.. يد فتكت بها النيران حتى انقطعت واليد الأخرى أكلت النيران الجلد ثم عادت و فرت في اللحم والعضلات وقطعت الشرايين وأكلت الأعصاب ما بقي إلا عصب واحد فقطعت اليد الأخرى .. هذا الأنف .. هذا الغضروف يا ضعفاء يا من لا يطيق نار الدنيا فضلا عن نار الآخرة والله هذا الغضروف قد ذاب حتى التصق بخدها الأيسر .. أرى لسانها مع فتحة الأنف .. منظر مريع .. العين اليمنى فضخت حتى التحم جفنها الأعلى بجفنها الأسفل .. ألحمها من شقها أول مرة .. ولو أراد عيني وعينك كل يوم لن نعجزه في الأرض .. ولن نعجزه طلبا .. والجهة الأمامية من الرأس الجلد تكشف .. ليس الشعر فقط بل الجلد تكشف .. وضعت السماعة على صدرها والدمعة تسبق السماعة فلما رفعت السماعة فإذا بها .. ماذا بها يا ترى ؟ سماعة ؟ والله بها قشور من جلد صدرها قد التصقت في السماعة .. هذه نار الدنيا ! .. طبعا الذنوب التي عندنا قال إبليس يأخذها عنا ! سيحاسب هو ! أنت عزيز هند إبليس ! يتحمل عنك ! نار الدنيا التي صورها إبليس في عقلي وعقلك قال أنت تدخل وتخرج أنت مسلم قال لا إله إلا الله .. اسمع ماذا يقول الملك وهو الحق { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا } (مريم 71) أسألك بالله في يوم من الأيام هل جلست مع نفسك وتخيلت نفسك فوق الصراط ؟ الصراط أسود والكون ظلام والنار تغلي وتزفر ..سوداء.. ظلام في ظلام .. ومن لم يجعل الله له نور ما له من نور .. هل تخيلت نفسك وأنت تسمع الصراخ وتسمع هذا يهوي قد وضعت أول قدم على الصراط ثم رفعت اليمنى ؟ هل تفكرت في نفسك هل تنزل على الصراط؟ أو تهوي كما هوى الكثير منا خلف شهواته ؟ أم عندنا واسطة ؟ .. لا نفكر في هذه الأشياء ! نسمع : قُطعت لهم ثياب من نار يُصب من فوق رؤوسهم الحميم .. نتخيل أناس آخرين ! نحن لا تمسنا النار ! لكن لما تذكر الجنة وتذكر الحور يا إخوان والرجال على وجوه القمر يا أخوات .. تجري من تحتهم الأنهار والثمار وجنى الجنتين دان يتخيل الواحد منا جلسته على الأرائك ! لم ؟ { أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ } (البقرة 80) وهذه قصة لم أقف عليها وما تفوهت بها والذي نفسي بيده حتى تأكدت منها وسوف أخبركم بمكان القصة وزمانها لمن أراد أن يتثبت .. حصلت هذه القصة مع قريبة لي جدا سمعتها منها مباشرة .. والقصة مشهورة .. حصلت هذه القصة أوائل شهر شعبان الماضي .. تقول قريبتي هذه كنا جالسات وكان أحد الدعاة يلقي محاضرة فكنا في قاعة نستمع تقول بينما نحن جلوس إذ دخلت فتاة لا أعرفها فجلست بجانبي
فكان الشيخ يتكلم عن قصة ماشطة بنت فرعون .. سؤال قبل القصة لو خرجنا من هذا الباب ورأيت رجال قد كبلوا رجل ثم أشعلوا فيه النيران .. يصرخ وهو مكبل هل تنام اليوم ؟ والله لا تنام مع إن هذا الرجل لا يمت لك بصِلة .. فكان يتكلم عن قصة ماشطة بنت فرعون حينما سألها فرعون أنا ربك ؟ قالت لا ربي الله الذي خلقني وخلقك فأمر الجنود فأشعلوا على القدور العظيمة نيران تأجج والزيت يغلي في القدور فكرر السؤال فكررت الإجابة .. حولها أطفالها الخمسة فزعين من صوت الزيت والنار فكل منهم قد تشبث بأمه .. أغمض عينيه والأم تحاول ما عندها إلا يدين اثنتين تحاول أن تحتضن وتضم هؤلاء الخمسة .. فإذا به يأمر الجنود فيتحركون فلما أتوا عندها قام الأطفال يصرخون فيسحبون هذا فتحاول أن تمسكه تدفعهم ينزعون الآخر حتى نزعوا واحد يجرونه ويبكي يلتفت لأمه ساعديني وهي تبكي وهو يبكي ثم يحمل هذا الطفل أمام أعين أمه فيلقى بالزيت .. لحظات غاب الطفل .. لحظات أخرى فإذا بالعظام تطفو .. عظامه أمام أعينها وقلبها يحترق .. يعود يسألها وترد نفس الإجابة .. ربي الله الذي خلقني وخلقك فيأمر الجنود فيتحركون مرة أخرى ومرة ثانية فينزعون الآخر يضربهم بيديه الصغيرة ولكن لا محال فيرفع يصرخ الطفل .. تسمع الصرخة .. غاب الصوت .. غاب الطفل .. وإذا بالعظام تطفو مع عظام أخيه ..اختلطت عظام هذا بعظام بذاك .. ثابتة .. الثالث .. الرابع .. ما بقي معها إلا رضيع صارت تضمه بكل ما أوتيت من قوة كأنه قطعة منها قد التصق بجسدها فلما تحرك الجنود تحاول تنطوي عليه فتضرب أشد ما يكون الضرب ثم تضرب يدها وينزع منها .. اللبن يتطاير من فمه وشعرات أمه في يده ..تنظر إليهم .. دقائق فإذا بالخمسة عظام أمامها .. والله ولو ما كانوا أبنائها لا يهونون .. تتذكر كم كانت تلاعبهم .. كم ساهرتهم .. كم ضاحكتهم .. هم الآن عظام .. إنه الثبات يوم قل الثابتون والثابتات .. يقول لا أقدر أن أترك الأغاني ! لا تتركها أبدا ! هل تظن أن من بيده ملكوت كل شيء محتاج أن تترك الأغاني ؟! لو يشاء الله ما أُسمعت حرف لا ولا أبصرت بالعينين شر لكن الجبار أعطاك الخيار وهذه الدنيا امتحان لا مفر ..تقول لما ذكر هذه القصة فلاحظت تصرفات غريبة .. يدين الفتاة ترتعش .. فجأة استأذنت بسرعة وخرجت .. تقول تبعتها فإذا بها اتكأت على احد الجدران تبكي .. تقول هدأتها وأقنعتها ورجعنا نكمل المحاضرة فإذا بالشيخ يسترسل ويذكر قصة امرأة فرعون .. امرأة يا رجال مكبلة تضرب بالسياط حتى يتكشف اللحم .. صحيح آلام وصحيح إنها موجعة ولكنها علمت { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } (فصلت 35) فلما أحست الألم وأحست .. وعانت .. قالت من كل قلبها رب ابني لي عندك بيت في الجنة .. تريد
أن تسلي نفسها .. تذكر نفسها أن هناك جنان .. كما قال ابن كثير فيفتح الملك ويرفع عنها الحُجب فإذا بها ترى قصر وترى الأنهار تجري من تحته .. أنهار من لبن لم يتغير طعمه .. وأنهار من عسل مصفى .. وولدان مخلدون .. وحلي وسندس وإستبرق وحرير و جنان وثمار وطيور فتبسمت .. نسيت الضرب ..جُن الجنود كيف نضربها وتتبسم ؟! قالت والله إني لأرى منزلتي من الجنة .. تقول لما قال الشيخ الجنة فإذا برأس الفتاة يسقط على حجري وبدأت الأنفاس لها زفير واللون يتغير تقول حملناها بسرعة إلى قاعة أخرى فإذا بإحداهن تقول اقرأ عليها القرآن .. اقرأي عليها القرآن .. تقول والله أنا في وضع لا أحسد عليه .. صرت اقرأ عليها ودمعاتي على وجهها .. خائفة وما يزداد النفس إلا صعوبة وما يزداد اللون إلا تغير تقول قالت لي إحداهن همساً في أذني .. لقنيها الشهادة والله ما أظنها إلا تحتضر .. تقول والبنت كانت شاخص بصرها إلى السماء .. ترسل اليد تارة ثم تغذها وتغض الطرف تارة وتشخص بالبصر تارة واللون يتغير .. فقلت لها وأنا خائفة قولي لا إله إلا الله .. تقول ما ردت علي .. الثانية لا ترد .. الثالثة .. تقول لما قلت الثالثة فإذا بها ترفع يدها وتصرخ وتقول والله والله إني لأرى منزلتي من النار .. والله إني أرى منزلتي من النار .. { وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } (النحل 33) { إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } (يونس 44) { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ ۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } ( الزخرف 80) { أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى } (القيامة 36) يا إنسان يخاطبك الرحمن .. يحركك ويطعمك ويؤمنك ويسقيك .. الحكيم لا يعطيك ويترك سدى .. لا يعطينا ويتركنا .. ما بالنا ؟؟ قبورنا تبنى ونحن ما تبنا يا ليتنا تبنا من قبل أن تبنى فكم يرانا الله في سرنا نعصاه ونحن عند الناس نفيض بالإخلاص قف قلبي بي يسأل إلى متى نغفل ما بالنا نعلم لكننا لا نعمل
مرة واحدة حاسب نفسك .. ما بالنا نعلم ولكنا لا نعمل ؟!.. نعرف أذكار الصباح ..اسأل واحد في مسابقة .. يقول لك أذكار الصباح وأذكار المساء .. من أفضل صوت في القرآن يجيبك .. أسمى الرواتب يذكر لك ولكن هو لا يصل إليها ! .. ثقافة .. يعلمون .. لو سألت أحدكم كم أركان الصلاة الآن؟ وما هي ؟ ما دخلت مجلس في حياتي إلى اليوم وسألت وأجابني أحد لكن لو سألت عن شروط قبول الجامعة لتطاول الكل يريد تسابقوا على أن يقولونها .. لو سألت عن جبال السروات أين تقع كل منا يظهر ثقافته .. يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ؟؟ أحدهم عندنا في المستشفى مع ابنه المرافق كما قلنا إخوتي لا تجرب الآن أن تقول لا إله إلا الله .. تستطيع الآن أن تقول مليون مرة .. الموعد أخي ما هو الآن .. إذا أردت أن تعرف هل هي سهلة أو لا الموعد ليس الآن .. { كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) } ( القيامة ) من هو ربك ؟ الذي اعترفت انه سميع لكن أسمعته ما يغضبه واستهنت بسمعه .. ربي بصير .. يرى كل شيء .. إن الله لا يخفى عليه شيء .. لكن جعلته يبصرك على ما يغضبه .. واستهنت ببصره ..لا ضير !.. خزائن السماوات والأرض لن تنقص حتى تتوب ! .. والله لا يحتاجنا الجبار { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } (فاطر 15) ولا يهم أن تعصوا .. { إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ } (إبراهيم .. سبحانه فلا يحتاجك الجبار فهذا أحدهم في المستشفى مع ابنه مرافق معه .. لما جاءت سكرة الموت ، لم سماها الله سبحانه سكرة ؟ لأن السكران قبل أن يشرب يقدر أن يقول أنا حافظ القرآن بالقراءات وحافظ الكتب الستة كلها في صدري ! لكن اتركه يشرب قليلا حتى يفقد عقله ويشتغل الشريط المخزن في العقل فانظر ماذا يقول .. لا يدري... إن كان يغني غنى وسكرة الموت أشد .. فهذا الأب كان معه ابنه مرافق { فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ } (الواقعة 83) هل رأيت أحد تبلغ عنده الحلقوم ؟ هل رأيت ضعفه بعد القوة ؟ هل رأيته ينظر على قدميه التي جالت به الميادين سنين يريد أن يحرك إصبع ولا يتحرك .. لا يوجد روح .. بلغت الروح .. يريد أن يرفع يده حتى يراه الجبار وهو يختم ب لا إله إلا الله ولكن
اليد لا تتحرك .. الروح هنا .. فرأى الابن الأب تغيرت أحواله .. اللون شاحب .. بصر الأب شاخص يرتعش فجأة تجمد القدمين .. يعالج الابن .. صحيح يستطيع أن يعطيه ماء .. صحيح يستطيع أن ينظفه .. صحيح يستطيع أن يمسح رأسه .. { قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (آل عمران 168) لا يستطيع .. ترجعونها ان كنتم غير مدينين .. فعلم الابن انه لا يستطيع أن يقدم لأباه أي شيء فأسرع ب لا إله إلا الله .. الأب لا يرد .. قبل قليل كان يتكلم .. الثانية .. وكأن الأب لا يسمع .. الثالثة .. والابن عينه تلمع من الدموع .. أبي قل لا إله إلا الله .. التفت الأب قال يا ولدي والله إني اعرف معناها .. أريد أن أقولها ولا أقدر .. { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } (فصلت 35)، { وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } (فصلت 46) لو كانت الشفاه رطبة بذكر الله هل سيظلمه الجبار ؟!! وعلنا نختم بمسك .. وهو الوحيد .. نسأل الله العظيم رب العرش الكريم الذي يرى مكاننا وضعفنا ويسمع كلامنا أن يختم لنا بما ختم له وأن يجعل آخر صحائفنا من الدنيا لا إله إلا الله.. شاب عمره ثماني وعشرين سنة أصيب بجلطة في المخ فصار لا يعي ما يقول .. يرمي بالكلمات كيفما اتفق .. والله أن هذه الكلمات التي لا يعنيها ولا يعيها خير عند الله من ملايين من الكلمات التي يطلقها من عدت من العقلاء .. لا يقول إلا آية .. لأنه لا يوجد في المخ إلا آية .. ثم يقول روى أحمد ويقول حديث .. أتيت عنده وإذا هو بملابس المستشفى .. ما كان شاخص ولكن والذي نفسي بيده وجهه نور .. ليس فيه نور إنما وجهه نور .. وليس من رأى كمن سمع .. لما أتيت عنده أحببت أن اذكره بالله عز وجل فقلت له { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) } (البقرة ) أقدامك لك ؟ لا والله .. لله وما حركها إلا الله وحين يريدها سيأخذها.. عينيك لك ؟ لا والله { قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } (البقرة 156) حتى يجزينا على هذا الصبر { أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } (البقرة 157) ... ما هي ردة الفعل؟ نظر إلي وتبسم ثم صار ينظر عن اليمين ويشير بيده على العناية المركزة والأجهزة والطاقم الطبي .. ويقول والله ما انتم إلا أسباب !.. أنتم أسباب .. ثم رفع بصره ورفع الرأس إلى السماء واستشعر عظمة من هناك مستوٍ على عرشه استواء يليق بجلاله وعظيم سلطانه .. من الملائكة يسبحون له الليل والنهار لا يفترون .. استشعر هذه العظمة فالرأس يرتفع والدموع تذرف دقائق من الحياة .. أنزل الرأس ثم روى حديث عن أحمد ثم شهق شهقات وهو مطأطئ الرأس ثم رفعه.. فجأة والدموع على خديه تبتسم الشفاه ويرفع يديه أشهد أن لا إله الله ..
أشهد أن لا إله الله وأن محمدا رسول الله .. ثم مات .. { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} (الزمر30) لكن بم ختمت الصحيفة ؟ آخر صفحة فيها قال أن لا إله الله حتى يبعث يوم القيامة مع الحفاة العراة الذين ظنوا بأنفسهم خيرا فيذهب إلى مالك يوم الدين بصحيفته .. ربي وعدتني على لسان نبيك ومن أصدق منك قيلا ان من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة .. رب هذه آخر كلمة قُلتها .. { لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ } (الصافات 61) والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى .. فريق في الجنة وفريق في السعير .. إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا .. هذا الخيار فقط فوق الأرض.. يوم تتحشرج الروح في الصدر يسحب منك الصلاحيات فليس فيه خيار .. أسألك بالله أخي يا من متعت نفسك بالمحرمات هل أنت مرتاح ؟ تكذب والله إن قلت نعم لكن أريدك الآن إذا خرجت تذهب إلى الانترنت وتبحث عن إحصائية في العام الماضي 2001 وانظر بنفسك كم عدد حالات الانتحار العام الماضي .. واحد وعشرين ألف حال انتحار .. شاب وشابة .. طيب أنا لا أكون مغفل حتى أموت .. إذا كان عندهم الحرية والتكنولوجيا والحضارة لماذا ينتحرون ؟ الآن نرى شبابنا إلا من رحم الله تراه يجوب الرياض وبالنهاية يطلع عنده محصلة يقول لك الرياض ما فيها مكان تذهب إليه .. يجلس على الأغاني ويرقص ثم يدخل البيت ويقول تراها واصلة لا أحد يكلمني! لماذا ؟ ما أبسطك الدخان ؟ وما أسعدك الأغاني ؟ لماذا ضيق صدرك ؟ لا تغفل حتى تموت .. اسأل نفسك عشر دقائق لأنك صعبة أن لا ترتاح فوق الأرض لأنك تعصي الله ولا ترتاح تحت الأرض ولا ترتاح يوم العرض ! والله مشكلة ! وهذا مصير .. لا بد أن نسأل أنفسنا ... تريد الإجابة على هذا الاستفهام لماذا ينتحرون ؟ ولماذا أكثر شبابنا ونسائنا يعيشون حالة نكد وطفش ؟ وأحدهم يقول والله لا يوجد أحد يفهمني ! تسافر فترجع إلى حالة الضنك تقول اشتقت للرياض ! وعلى هذا الدوام إلى أن يموت .. فقط يدفع الوقت .. تريد الإجابة لماذا كل هذا ؟ { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124)} ( طه ) لأنه أهون على الله من الجعلان .. طرب السمع بأنواع الغنى ثم ضاق الصدر وتعاطى الخمر .. ما استراح ! فراح يعبث بالنساء ! مل من دنياه قرر وانتحر .. يحسب المسكين راحته الممات ! جاهل باللحد وضيق القبر ؟! لا وربي .. ما السعادة بالحياة بالنساء وبالغناء وبالسكر ..إذا أردت آن تعرف إلى أي مدى أنت ظلمت نفسك إذا خرجت من هذا الباب فاركب سيارتك وخذ أشرطة الأغاني .. لا تكسرها ! لا يحتاجك الله ! أبداً لا يحتاج .. خذها أنزلها معك البيت وخذ معك أية أفلام وخذ الريموت كونترول للدش .. لا تكسر
شيء .. اسمعني! الملك وخزائن السماوات ما نقصت تنتظر توبتك .. لكن اجمعها وإذا كانت أختك أو زوجتك أو ابنتك تلبس العباءة الناعمة الرقيقة الجذابة .. يا رجال ولا يبدين زينتهن .. يعني لا رجولة ولا إيمان ! ضعها أمامك فقط دقيقتين بعد السبات العميق ..أريدك أن تستشعر معي وتنظر إليها وبعدها إذا أردت أن تعود إلى سباتك فعد { اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } (فصلت 40) أريدك أن تستشعر معي وتنظر إليها.. والجبار والملك والواحد القهار الذي خلقك من تراب ولم تك شيئا ولو أراد أن يأخذك في هذه الليلة وتحاسب عن كل خروج تخرجه هذه البنت وتفتن الناس ويحاسبك عنها لفعل في هذا اليوم والله الذي لا إله إلا هو إذا لم تغيرها الآن أنت يا من إلى الآن ما اقتنعت إنك تغيرها .. سيأتي يوم وستعض الأصابع وستبكي الدم ربي أخرجني أكسرها { قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} (المؤمنون 108) ربي لا تجعلنا منهم ... { إِنَّ هَٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا } (الإنسان 29) يشرح صدرك فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض { إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } (ق 37) { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ } ( ق45) ومن لا يخاف { ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } (الحجر 3) { فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} (غافر 44) كل خطوة وكل حرف سُجلت واطلع عليك الملك ..حسبنا الله ونعم الوكيل .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم جزاكم الله عني خيرا