موضوع: من قصص التائبين: إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار الأربعاء مارس 21, 2012 5:30 am
السلام عليكم اخوتى فى الله هذه قصه حدثت معي أحببت أن اروها لكم وأسالكم الدعاء
وأسال الله أن تكون منها العبرة النافعة لي ولكم فقد تعودت فيما مضى من العمر من الأيام الفرح والسرور....كان هذا في أيام اللهو والطفولة وما كنت أتخيل يوما فى صغرى أنى عندما اكبر سوف انظر للدنيا بمنظور أخر...منظور مؤلم تمنيت فيه كثيراأن أكون لا شئ أو لا اخلق أو أكون تراب أو رماد تذرواه الرياح ولكن خلقت و كنت شئ!
كنت جسد كل ما فيه ملك لله ستشهد كل أعضاءه يوما ما على ستشهد على ما اقترفت وفعلت....كنت روح كثيرا ما تشقني وتعبث وتبتعد عن خالقها
وأسأل الله أن تنجني روحي من النار...ولن أنجو ألا برحمة من الله العظيم
أعانى من قسوة القلب ولا ادري كيف أحطمها والله أعانى من المعاصي التي تبكى وتفض مضجعي ولا تتركني بسلام...كل هذا وأنا أرى واعظ الموت كل حين في اقرب الناس لي في اهلى فى اصحابى فى جيراني ما ترك بيت إلا واتاه
شئ مرعب شئ مخيف والله .... أتمنى من الله وادعوه أن يرحمني ويرحمكم وان يسهل علينا ساعة الخروج من الدنيا اللهم أمين
ساعة خروج ؟؟ نعم وكان الدنيا دار ببابان دخلنا من اولها جلسنا بالبيت قليلا ثم أن الأوان للرحيل فما هي إلا دار رحيل
وقصتي أنى من ستة اشهر تقريبا رن على الهاتف الارضى فرددت السلام عليكم... من بعيد اتانى صوت ضعيف لسيدة عجوز يقول محمود رد على كلمني يا بنى
فقلت لها عفوا امى النمرة خطأ...فرنت ثانيا فكررت ثالثا فكررت ردى عليها
ونظرت إلى رقمها في الإظهار وعرفته فلم اعد أجيب عليها...مر يوم ويومان واتصلت فقلت لها النمره خطأ امى مره يوم واتصلت
وهكذا يا اخوتى يمر يوم أو يومان وتتصل علينا مدة 6اشهروربما تزيد
عرفها اخوتى الصغار...يسمعونها ويضحكون ويتركوها على الهاتف ويرحلون عنها كثيرا كثيرا.....عرفها كل من بالبيت عندما ترن يقولون أنها السيدة العجوز
بات الأمر يزعجني بالأخص وأنى من امكث في البيت دوما ولا أسافر إلا قليلا مثل اهلى...كانت ترعبني ليلا عندما ترن ولا يرد عليها إلا الانسر مشين في الظلام فتترك رسالتها واسمعها ولا أجيبها ولكنها كانت تقلقني من نومى فاذهب الى الصلاة وكنت اشكرها...وأدعو الله لها بخير لأنها كانت سببا في باب حسنات لي
أحيانا تصعب على لما تفعله....اعتدت على الأمر كنت أحيانا أشفق عليها واجبها....ماذا امى الم اقل لكي أن الرقم خطأ ؟...انت تزعجينا صدقا يا امى والله..الرقم خطأ من الذي اعطاكى هاتفنا
كنت اكلمها وكأنها لا تفهمي فقط تسال عن ابنها محمود ولا تريد أن تكف لا ليلا ولا نهارا....حتى ان مرة نهرها احد اقاربى وصرخ فيها ولم تكف أيضا...حتى أعطيت رقمها لأحد أقاربنا وطلبت منه كل البيانات عنها واتاني ليقول لي هذا الرقم يخص أسرة في حي ثالث
هذه الأسرة كانت مكون من أربع أفراد....مات الوالد من أربع أعوام وكان له احد المحال التجارية...وترك زوجه وابنه وابن هذا الابن يدعى محمود وكان موظف بالجامعة يعمل على صيانة التكيقات ومن 7اشهر صعد إلى الدور الثاني ليصلح تكيف معطل بعمله فسقط على رأسه وأصيب بارتجاج في المخ ومات بالمشفى بعد يومان من حادثته
وأمه المسكينة أضربت نفسيا ولا تريد أن تصدق انه مات عندما سمعت هذه القصه بكيت وبكيت وحمدت الله على ما أنا فيه من نعم
بعد ذلك كانت تتصل فأسرع وأجبها وأظل أحدثها وأجاهد في الصبر عليها...واذكرها الله وان الله رحيم بعبادة وان ابنها في ميزان حسناتها
كنت اكلمها وكأني اكلم نفسي كانت لا تتفاعل معي ولا تعقل ما أقول وتظل تهذي بكلمات لا افهمها...ولكني كنت أحاول أن اسلها قدر استطاعتي حتى أسميتها بزائرة الليل.... وكنت اندهش وأقول لنفسي أنها لا تعي شئ ولا تسأل إلا عن ابنها فقط كل مرة ...
اعقلها هذا يذكرها برقم هاتفى دوما دوما دوما...ألا تنساه ! كنت أعجب من هذا وقلت عل احدهم قام بتسجيله لها على هاتفها خطأ
كنت استغرب كيف رقمى من دون العالم والناس الذي وقع تحت يديها....ولكني اعتدت عليها وأحسست أنها باتت صديقتي
إلى أن مرت أيام ولم تتصل سألت نفسي ترى لم لم تتصل! إلى أن قلت يجب أن أزورها ربما تحتاج إلى شئ وأساعدها فيه بات هذا واجب على....وأخذت عنوانها من قريبي الذي اتانى بالمعلومات عنها
ونزلت مع آخى الوسط لزيارتها....ذهبنا إلى حى سكنى هادئ وأخيرا وقفت تحت العمارة التي تسكن بها
وقفت تحت عمارتها فوجدت كراسي كثيرةقد نسقت للجلوس وقران يتلى....فسألت أين الحاجة ام محمود أريد أن اعرف شقتها....فأجابوني أنها الان تغسل البقاء لله ....سمعت هذا واصابتنى الصدمة والذهول وأحسست انى لا أستطيع الحركة من مكانى
أيعقل يوم ان أفكر فى زيارتها تموت حتى من دون أن أراها!.....كلمتها أيام وليالي أحببتها استأنست بها أحسستها من عالم أخر تكلمني رسمت لها صورة في مخيلتي ترى كيف كانت زائرة الليل من كانت تقلقني من نومي مرارا بكيت من الصدمة وعدت إلى السيارة وآخى مذهول مثلي
وتحركت وإذ بي ارجع فلم استطع الذهاب دون حتى أن أودعها وهى تغسل صعدت إلى شقتها بالدور الرابع
وجدت نسوة وابنتها بنت العشرون عام منهارة من البكاء حالها وصدمتها ابكانى وأخيرا أخرجوها من احدى الغرف ذهبت إليها ابنتها تصرخ وتصرخ والنسوة يجذبوها بعيدا ومرت من امامى
فقال بعض من يحمها اتركها ابنتها تودعهافأسرعت الفتاة وكشفت عن وجهها وارتعدت اوصالى
لم يختلف وجهها كثيرا عما رسمته لها في مخيلنى انه نور يشع.....اماه رحمك الله أسأل الله ان يرحمك قدر لى ان التقى بك هكذا فى الدنيا....اسأل الله ان يجمعنى بك فى جنة
امى رحمك الله ورحم امى وابى وسائر المسلمين
عدت إلى منزلي باكيه ولسان حالي يقول....
يا نفس توبي فان الموت قد حانا
واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا
أمــــــا ترين المنــايا كيف تلقـطنا
لقـطـــــاً و تلحـق أخرانـا بأولانا
في كـــــل يوم لنـا ميت نشــيعه
نــــرى بمصـرعه آثــــار موتــانـا
يا نفـس مالي وللأمـوال أتركها
خلفي وأخـرج مـــــن دنيـاي عريانا
ما بالنـا نتعامى عـــــن مصــائرنا
نـنـسـى بغـفلتنا من ليـس ينسانـا
نزداد حرصـا وهذا الدهر يزجرنا
كأن زاجـرنا بالحـرص أغرانـا
أيـــــن الملوك وأبنــاء الملوك
ومن كانت تخـر له الأذقـان إذعانـا
صاحت بهم حادثات الدهر فانقلبوا
مسـتبدلـين من الاوطان اوطانا
خلـــوا مدائـن كان العز مفرشـها
واستفرشــوا حفرا غبرا وقيعانا
يا راكضاً في ميـادين الهوى مرحاً
ورافلا في ثـيـاب الغي نشــوانا
مضى الزمان وولى العمر في لعب
يكفيك ما قد مضى قد كانا ما كانا
وما ان هدأت حتى رن الهاتف من جديد....انتابني الرعب ورفعت ألسماعه وكانى سوف اجدها....ولكنى لم اجدها هذه المرة ولن اسمع صوتها ثانيا
انه الموت ذاك المخلوق المرعب الذى لا يفرق بين صغير وكبير.....بين طيب وشرير لا يعرف وسائط.....ولا يأخذ رشوه لو قدمنا له مال الدنيا كلها....ما يقدم لنا دقيقه زيادة لنا
انه الموت الذي يجب علينا جميعا أن نعمل له...من يطلع على رسالتي هذه لا ينسى من دعائه...لانى أدرك ان:
الأربعاء مارس 21, 2012 5:30 am
