منتدى دكتور خالد أبو الفضل الطبى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


DR Khaled Abulfadle physiology site
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السعاده

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 9481
تاريخ التسجيل : 06/08/2009

السعاده Empty
مُساهمةموضوع: السعاده   السعاده Emptyالأحد يوليو 04, 2010 4:21 pm

ثلاثون سببا للسعاده للشيخ عائض القرنى



السبب الأول
فكر واشكر
والمعنى أن تذكر نعم الله عليك , فإذا هي تغمرك من فوقك ومن تحت قدميك (( وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها )) صحة في بدن، أمن في وطن، غذاء وكساء، وهواء وماء، لديك الدنيا وأنت ما تشعر، تملك الحياة وأنت لا تعلم (( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرةً وباطنةً )) عندك عينان، ولسان وشفتان، ويدان ورجلان (( فبأي آلاء ربكما تكذبان )) . هل هي مسألة سهلة أن تمشي على قدميك، وقد بترت أقدام, وأن تعتمد على ساقيك، وقد قطعت سوق، أحقير أن تنام ملء عينيك وقد أطار الألم نوم الكثير، وأن تملاً معدتك من الطعام الشهي، وأن تكرع من الماء البارد وهناك من عكر عليه الطعام، ونغص عليه الشراب بأمراض وأسقام . تفكر في سمعك وقد عوفيت من الصمم، وتأمل في نظرك وقد سلمت من العمى، وانظر إلى جلدك وقد نجوت من البرص والجذام، والمح عقلك وقد أنعم عليك بحضوره ولم تفجع بالجنون والذهول.
أتريد في بصرك وحده كجبل أحد ذهباَ، أتحب بيع سمعك وزن " ثهلان " فضة، هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكما، هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ والياقوت لتكون أقطع، إنك في نعم عميمة وأفضال جسيمة، ولكنك لا تدري . تعيش مهموماً مغموماً حزيناً كئيباً وعنك الخبز والدفء، والماء البارد، والنوم الهانىء، والعافية الوارفة، تتفكر في المفقود ولا تشكر الموجود، تنزعج من خسارة مالية وعندك مفتاح السعادة، وقناطير مقنطرة من الخير والمواهب والنعم والأشياء، فكر واشكر (( وفي أنفسكم أفلا تبصرون )) فكر في نفسك، وأهلك، وبيتك، وعملك، وعافيتك، وأصدقائك، والدنيا من حولك (( يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها )) .

السبب الثاني
ما مضى فات
تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاه، والحزن لمآسيه حمقٌ وجنون، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة . إن ملف الماضي عند العقلاءً يطوى ولا يروى، يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان، يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبداً، ويوصد عليه فلا يرى النور، لأنه مضى وانتهى، لا الحزن يعيده، لا الهم يصلحه، لا الغم يصححه، لا الكدر يحيـيه لأنه عدم . لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت، أنقذ نفسك من شبح الماضي، أتريد أن ترد النهر إلى مصبه والشمس إلى مطلعها، والطفل إلى بطن أمه، واللبن إلى الثدي، والدمعة إلى العين، إنك بتفاعلك مع الماضي، وقلقلك منه واحتراقك بناره، وانطراحك على أعتابه تعيش وضعاً مأساوياً رهيباً مخيفاً مفزعاً.
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر، وتمزيق للجهد، ونسف للساعة الراهنة، ذكر الله الأمم وما فعلت ثم قال: (( تلك أمةٌ قد خلت )) انتهى الأمر وقضي، ولا طائل من تشريح جثة الزمان، وإعادة عجلة التاريخ .
إن الذي يعود للماضي كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلاً، وكالذي ينشر نشارة الخشب . وقديماً قالوا لمن يبكي على الماضي: لا تخرج الأموات من قبورهم، وقد ذكر من يتحدث على ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمار لم لا تجتر ؟ قال: أكره الكذب .
إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا , نهمل قصورنا الجميلة، ونندب الأطلال البالية، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا هو المحال بعينه .
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف؛ لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام والقافلة تسير إلى الأمام، فلا تخالف سنة الحياة .

السبب الثالث
يومك يومك
إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، اليوم فحسب ستعيش، فلا أمس الذي ذهب بخيره وشره، ولا الغد الذي لم يأت إلى الآن . اليوم الذي أظـلتك شمسه، وأدركك نهاره هو يومك فحسب، عمرك يوم واحد، فاجعل في خلدك العيش لهذا اليوم وكأنك ولدت فيه وتموت فيه , حينها لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضي وهمه وغمه، وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب، لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدك وجدك، فلهذا اليوم لا بد أن تقدم صلاة خاشعة وتلاوة بتدبر واطلاعاً بتأمل، وذكراً بحضور، واتزاناً في الأمور، وحسناً في خلق، ورضاً بالمقسوم، واهتماماً بالمظهر، واعتناءً بالجسم، ورضاَ بالمقسوم، واهتماماً بالمظهر، واعتناءً بالجسم، ونفعاً للآخرين .
لليوم هذا الذي أنت فيه فتقسم ساعاته وتجعل من دقائقه سنوات، ومن ثوانيه شهور، تزرع فيه الخير، تسدي فيه الجميل تستغفر فيه من الذنب، تذكر فيه الرب، تتهيأ للرحيل، تعيش هذا اليوم فرحاً وسروراً، وأمناَ وسكينة، ترضى فيه برزقك، بزوجتك، بأطفالك بوظيفتك، ببيتك، بعلمك، بمستواك (( فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين )) تعيش هذا اليوم بلا حزن ولا انزعاج، ولا سخط، ولا حقد، ولا حسد .
إن عليك أن تكتب على لوح قـلبك عبارة واحدة تجعلها أيضاَ على مكتبك , تقول العبارة: يومك يومك .
إذا أكلت خبزاً حاراً شهياً هذا اليوم فهل يضرك خبز الأمس الجاف الرديء، أو خبز غد الغائب المنتظر .
إذا شربت ماءً عذباَ زلالاً هذا اليوم، فلماذا تحزن من ماء أمس الملح الأجاج، أو ماء غدٍ الآسن الحار .
إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولاذية صارمة عارمة لأخضعتها لنظرية: لن أعيش إلا هذا اليوم .
حينها تستغل كل لحظة في هذا اليوم في بناء كيانك وتنمية مواهبك، وتزكية عملك ، فتقول: لليوم فقط أهذب ألفاظي فلا أنطق هجراً أو فحشاً، أو سباً، أو غيبة، لليوم فقط سوف أرتب بيتي ومكتبتي، فلا ارتباك ولا بعثرة ، وإنما نظام ورتابة . لليوم فقط سوف أعيش فأعتني بنظافة جسمي ، وتحسين مظهري والاهتمام بهندامي ، والاتزان في مشيتي وكلامي وحركاتي .
لليوم فقط سأعيش فأجتهد في طاعة ربي، وتأدية صلاتي على أكمل وجه، والتزود بالنوافل، وتعاهد مصحفي، والنظر في كتبي، وحفظ فائدة، ومطالعة كتاب نافع .
لليوم فقط سأعيش فأغرس في قلبي الفضيلة وأجتث منه شجرة الشر بغصونها الشائكة من كبر وعجب ورياء وحسد وحقد وغل وسوء ظن .
لليوم فقط سوف أعيش فأنفع الآخرين , وأسدي الجميل إلى الغير، أعود مريضاً، أشيع جنازة، أدل حيران، أطعم جائعاً، أفرج عن مكروب، أقف مع مظلوم، أشفع لضعيف، أواسي منكوباً، أكرم عالماً، أرحم صغيراً، أجل كبيراً .
لليوم فقط سأعيش فيا ماضٍ ذهب وانتهى : اغرب كشمسك فلن أبكي عليك ولن تراني أقف لأتذكرك لحظة ؛ لأنك تركتنا وهجرتنا وارتحلت عنا ولن تعود إلينا أبد الآبدين .
ويا مستقبل أنت في عالم الغيب فلن أتعامل مع الأحلام، ولن أبيع نفسي مع الأوهام ولن أتعجل ميلاد مفقود ؛ لأن غداً لا شيء لأنه لم يخلق ولأنه لم يكن مذكوراً .
يومك يومك أيها الإنسان أروع كلمة في قاموس السعادة لمن أراد الحياة في أبهى صورها وأجمل حللها .

السبب الرابع
اترك المستقبل حتى يأتي
(( أتى أمر الله فلا تستعجلوه )) لا تستبق الأحداث، أتريد اجهاض الحمل قبل تمامه ، وقطف الثمرة قبل النضج ، إن غداً مفقود لا حقيقة له ، ليس له وجود ولا طعم ولا لون ، فلماذا نشغل أنفسنا به ونتوجس من مصائبه ونهتم لحوادثه ونتوقع كوارثه، ولا ندري هل يحال بيننا وبينه أو نلقاه فإذا هو سرور وحبور ، المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد . إن علينا أن لا نعبر جسراً حتى نأتيه، ومن يدري؟ لعلنا ننفق قبل وصول الجسر، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام .
إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوتٌ شرعاً؛ لأنه طول أمل، ومذموم عقلاً ؛ لأنه مصارعة للظل. إن كثيراً من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع والعري والمرض والفقر والمصائب، وهذا كله من مفردات مدارس الشيطان (( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء ولله يعدكم مغفرةً منه وفضلاً )) .
كثيرٌ هم الذين يبكون ؛ لأنهم سوف يجوعون غداً، وسوف يمرضون بعد سنة، وسوف ينتهي العالم بعد مائة عام . إن الذي عمره في يد غيره لا ينبغي له أن يراهن على العدم ، والذي لا يدري متى يموت لا يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له .
اترك غداً حتى يأتيك ، لا تسأل عن أخباره ، لا تنتظر زحفه ؛ لأنك مشغول باليوم .
وإن تعجب فعجبٌ هؤلاء يقترضون الهم نقداً ليقضوه نسيئة في يوم لم تشرق شمسه ولم ير النور، فحذار من طول الأمل .

السبب الخامس
كيف تواجه النقد الآثم
الرقعاء السخفاء سبوا الخالق الرازق جل في علاه، وشتموا الواحد الأحد لا إله إلا هو، فماذا أتوقع أنا وأنت ونحن أهل الحيف والخطأ ، إنك سوف تواجه في حياتك حرباً ضروساً لا هوادة فيها من النقد الآثم المر، ومن التحطيم المدروس المقصود، ومن الإهانة المتعمدة ما دام أنك تعطي وتبني وتؤثر وتسطع وتلمع، ولن يسكن هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتفر من هؤلاء، أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك ويبكي عينك، ويدمي مقلتك، ويقض مضجعك .

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه
فالناس أعداءٌ له وخصوم

إن الجالس على الأرض لا يسقط، والناس لا يرفسون كلباً ميتاً، لكنهم يغضبون عليك لأنك فقـتهم صلاحاً، أو علماً، أو أدباً، أو مالاً، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك، وتنخلع من كل صفات الحمد، وتنسلخ من كل معاني النبل، وتبقى بليداً غبيًا، صفراً محطماً، مكدوداً , هذا ما يريدون بالضبط .
إذاَ فاصمد لكلام هؤلاء ونقدهم وتشويههم وتحقيرهم " اثبت أحد" وكن كالصخرة الصامتة المهيبة تتـكسر عليها حبات البر لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء . إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت معه حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك ، ألا فاصفح الصفح الجميل، ألا فأعرض عنهم ولا تك في ضيق مما يمكرون . إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك ، وبقدر وزنك يكون النقد الآثم المفتعل .
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء ولن تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم وتجنيهم بتجافيك لهم، وإهمالك لشأنهم، وإطراحك لأقوالهم (( قل موتوا بغيظكم ))

ما أبالي أنب بالحزن تيس
أو لحني بظهر غيب لئيم

بل تستطيع أن تصب في أفواههم الخردل بزيادة فضائلك وتربية محاسنك وتقويم اعوجاجك .

إذا محاسني اللاتي أدل بها
كانت عيوبي فقل لي كيف أعتذر

إن كنت تريد أن تكون مقبولاً عند الجميع محبوباً لدى الكل سليماً من العيوب عند العالم فقد طلبت مستحيلاً وأملت أملاً بعيداً .
قال حاتم :

وكلمة حاسدٍ من غير جرم
سمعتُ فقلت مري فانفذيني
وعابوها علي ولم تعبني
ولم يند لها أبداً جبيني

السبب السادس
لا تنتظر شكراً من أحد
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
خلق الله العباد ليذكروه ورزق الله الخليقة ليشكروه، فبعد الكثير غيره، وشكر الغالب سواه؛ لأن طبيعة الجحود والنكران والجفاء وكفران النعم غالبة على النفوس، فلا تصدم إذا وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك، وأحرقوا إحسانك، ونسوا معروفك، بل ربما ناصبوك العداء، ورموك بمنجنيق الحقد الدفين، لا لشيء إلا لأنك أحسنت إليهم (( وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله )) .
وطالع سجل العالم المشهود، فإذا في فصوله قصة أب ربى ابنه وغذاه وكساه وأطعمه وسقاه، وأدبه، وعلمه، سهر لينام، وجاع ليشبع، وتعب ليرتاح، فلما طر شاب هذا الابن وقوي ساعده، أصبح لوالده كالكلب العقور، استخفافاً، ازدراءً، مقتاً، عقوقاً، صراخاً، عذاباً وبيلا ً.
ألا فليهدأ الذين احترقت أوراق جميلهم عند منكوسي الفطر، ومحطمي الإرادات، وليهنؤوا بعوض المثوبة عند من لا تنفذ خزائنه .
إن هذا الخطاب الحار لا يدعوك لترك الجميل، وعدم الإحسان للغير، وإنما يوطنك على انتظار الجحود والتنكر لهذا الجميل والإحسان، فلا تبتـئس بما كانوا يصنعون .
اعمل الخير لوجه الله، لأنك الفائز على كل حال، ثم لا يضر غمط من غمطه، ولا جحود من جحده، واحمد الله لأنك المحسن، وهو المسيء، واليد العليا خير من اليد السفلى (( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً )) .
وقد ذهل كثير من العقلاء من جبلة الجحود عند الغوغاء، وكأنهم ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي على الصنف عتوه وتمرده (( مر كأن لم يدعنا إلى ضرٍ مسه)) لا تفاجاً إذا أهديت بليداً قلماً فكتب به هجاءك، أو منحت جافياً عصاً يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه، فشج بها رأسك، هذا هو الأصل عند هذه البشرية المحنطة في كفن الجحود مع باريها جل في علاه، فكيف بها معي ومعك .

أعلمه الرماية كل يوم
فلما اشتد ساعده رماني

السبب السابع
الإحسان إلى الغير انشراح للصدر
الجميل كاسمه، والمعروف كرسمه، والخير كطعمه. أول المستفيدين من إسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد، يجنون ثمراته عاجلاً في نفوسهم، وأخلاقهم، وضمائرهم، فيجدون الانشراح، والانبساط، والهدوء والسكينة .
فإذا طاف بك طائف من هم أو ألم بك غم فامنح غيرك معروفاً وأسدِ لهم جميلاً تجد الفرج والراحة. أعط محروماً، انصر مظلوماً، أنقذ مكروباً، أطعم جائعاً، عد مريضاً، أعن منكوباً، تجد السعادة تغمرك من بين يديك ومن خلفك .
إن فعل الخير كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه، وعوائد الخير النفسية عقاقير مباركة تصرف في صيدلية الذين عمرت قلوبهم بالبر والإحسان .
إن توزيع البسمات المشرقة على فقراء الأخلاق صدقة جارية في عالم القيم " ولو أن تلقى أخاك بوجه طـلق " وإن عبوس الوجه إعلان حرب ضروس على الآخرين لا يعلم قيامها إلا علام الغيوب .
شربة ماء من كف بغي لكلب عقور أثمرت دخول جنة عرضها السماوات والأرض لأن صاحب الثواب غفور شكور جميل، يحب الجميل، غني حميد .
يا من تهددهم كوابيس الشقاء والفزع والخوف هلموا إلى بستان المعروف وتشاغلوا بالخير، عطاء وضيافة ومواساة وإعانة وخدمة وستجدون السعادة طعماً ولوناً وذوقاً (( وما لأحدٍ عنده من نعمةٍ تجزى(19)إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى(20) ولسوف يرضى )) .

السبب الثامن
أطرد الفراغ بالعمل
الفارغون في الحياة هم أهل الأراجيف والشائعات لأن أذهانهم موزعة (( رضوا بأن يكونوا مع الخوالف )).
إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيبقى كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق تجنح ذات اليمين وذات الشمال .
يوم تجد في حياتك فراغاً فتهيأ حينها للهم والغم والفزع؛ لأن هذا الفراغ يسحب لك كل ملفات الماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة فيجعلك في أمر مريج، ونصيحتي لك ولنفسي أن تقوم بأعمال مثمرة بدلاً من هذا الاسترخاء القاتل لأنه وأدٌ خفي، وانتحار بكبسول مسكن .
إن الفراغ أشبه بالتعذيب البطيء الذي يمارس في سجون الصين بوضع السجين تحت أنبوب يقطر كل دقيقة قطرة، وفي فترات انتظار هذه القطرات يصاب السجين بالجنون .
الراحة غفلة، والفارغ لص محترف، وعقلك هو فريسة ممزقة لهذه الحروب الوهمية .
إذاَ قم الآن صل أو اقرأ، أو سبح أو طالع، أو اكتب، أو رتب مكتبتك، أو اصلح بيتك، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ وإني لك من الناصحين .
اذبح الفراغ بسكين العمل، ويضمن لك أطباء العالم 50% من السعادة مقابل هذا الإجراء الطارئ فحسب، انظر إلى الفلاحين والخبازين والبناءين يغردون بالأناشيد كالعصافير في سعادة وراحة وأنت على فراشك تمسح دموعك وتضطرب كأنك ملدوغ .



السبب التاسع
لا تكن إمعة
لا تتقمص شخصية غيرك ولا تذب في الآخرين. إن هذا هو العذاب الدائم، وكثير هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتهم وحركاتهم، وكلامهم، ومواهبهم، وظروفهم، لينصهروا في شخصيات الآخرين، فإذا التكلف والصلف، والاحتراق، والإعدام للكيان وللذات .
وآدم إلى آخر الخليقة لم يتفق اثنان في صورة واحدة، فلماذا يتفقون في المواهب والأخلاق .
أنت شيء آخر لم يسبق لك في التاريخ مثال ولن يأتي مثلك في الدنيا شبيه .
أنت مختلف تماماً عن زيد وعمرو فلا تحشر نفسك في سرداب التقليد والمحاكاة والذوبان .
انطلق على هيئتك وسجيتك (( قد علم كل أناسٍ مشربهم )) (( ولكلٍ وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات )) عش كما خلقت لا تغير صوتك، لا تبدل نبرتك، لا تخلف مشيتك، هذب نفسك بالوحي، ولكن لا تلغي وجودك وتقتل استقلالك .
أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك هذا، لأنك خلفت هكذا وعرفناك هكذا " لا يكن أحدكم إمعة " .
إن الناس في طبائعهم أشبه بعالم الأشجار . حلو وحامض، وطويل وقصير، وهكذا فليكونوا . فإن كنت كالموز فلا تتحول إلى سفرجل ؛ لأن جمالك وقيمتك أن تكون موزاً ، إن اختلاف ألواننا وألسنتنا ومواهبنا وقدراتنا آية من آيات الباري فلا تجحد آياته .

السبب العاشر
قضاء وقدر
(( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها )) , جف القلم، رفعت الصحف، قضي الأمر، كتبت المقادير، لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ما أصابك لم يكن ليخطأك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك .
إن هذه العقيدة إذا رسخت في نفسك وقرت في ضميرك صارت البلية عطية، والمحنة منحة، وكل الوقائع جوائز وأوسمة " من يرد الله به خيراً يصب منه " فلا يصيبك قلق من مرض أو موت ابن، أو خسارة مالية، أو احتراق بيت، فإن الباري قد قدر والقضاء قد حل، والاختيار هكذا، والخيرة لله، والأجر حصل والذنب كُفِّرَ .
هنيئاً لأهل المصائب صبرهم ورضاهم عن الآخذ، المعطي، القابض، الباسط، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون .
ولن تهدأ أعصابك وتسكن بلابل نفسك، وتذهب وساوس صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر، جف القلم بما أنت لاق، فلا تذهب نفسك حسرات، لا تظن أنه كان بوسعك إيقاف الجدار أن ينهار، وحبس الماء أن ينسكب، ومنع الريح أن تهب، وحفظ الزجاج أن ينكسر، هذا ليس بصحيح على رغمي ورغمك، وسوف يقع المقدور، وينفذ القضاء، ويحل المكتوب (( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )) .
استسلم للقدر قبل أن تطوق بجيش السخط والتذمر والعويل، اعترف بالقضاء قبل أن يدهمك سيل الندم، إذاَ فليهدأ بالك إذا فعلت الأسباب، وبذلت الحيل، ثم وقع ما كنت تحذر، فهذا هو الذي كان ينبغي أن يقع، ولا تقل " لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل".

السبب الحادي عشر
إن مع العسر يسراً
يا إنسان بعد الجوع شبع، وبعد الظمأ ري، وبعد السهر نوم، وبعد المرض عافية، سوف يصل الغائب ويهتدي الضال، ويفك العاني، وينقشع الظلام (( فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده )) .
بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال، ومسارب الأودية، بشر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء ولمح البصر، بشر المنكوب بلطف خفي وكف حانية وادعة .
إذا رأيت الصحراء تمتد، فاعلم أن ورائها رياضاً خضراء وارفة الظلال .
إذا رأيت الحبل يشتد يشتد، فاعلم أنه سوف ينقطع .
أحسن كلمة قالها العرب في الجاهلية :
الغمرات ثم ينـلجنّه
ثم يذهبن ولا يجنّه
مع الدمعة بسمة، ومع الخوف أمناً، ومع الفزع سكينة، النار لا تحرق إبراهيم التوحيد؛ لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة برداً وسلاماً .
البحر لا يغرق كليم الرحمن؛ لأن الصوت القوي الصادق نطق بكلا إن معي ربي سيهدين .
المعصوم في الغار بَشَّرَ صاحبه بأنه وحده معنا فـتـنـزل الأمن والفتح والسكينة .
إن عبيد ساعدتهم الراهنة وأرقاء ظروفهم القاتمة لا يرون إلا النكد والضيق والتعاسة، لأنهم لا ينظرون إلا إلى جدار الغرفة وباب الدار فحسب . ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحجب وليطلقوا أعنة أفكارهم إلى ما وراء الأسوار .
إذاَ فلا تضق ذرعاَ فمن المحال دوام الحال، وأفضل العبادة انتظار الفرج، الأيام دول، والدهر قلب، والليالي حبالى، والغيب مستور، والحكيم كل يوم هو في شأن، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ، وإن مع العسر يسراَ .

السبب الثاني عشر
اصنع من الليمون شراباً حلواً
الذكي الأريب يحول الخسائر إلى أرباح، والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين .
طرد الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة فأقام في المدينة دولة ملأت سمع التاريخ وبصره .
سجن أحمد بن حنبل وجلد، فصار إمام أهل السنة، وحبس ابن تيمية، فأخرج من حبسه علماً جماً، ووضع السرخسي في قعر بئر معطلة، فأخرج عشرين مجلداً في الفقه، وأقعد ابن الأثير فصنف جامع الأصول والنهاية من أشهر وأنفع كتب الحديث، ونفي ابن الجوزي من بغداد، فجود القراءات السبع، وأصابت حمى الموت مالك بن الريب، فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة التي تعدل دواوين شعراء الدولة العباسية، ومات أبناء أبي ذؤيب الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر، وذهل منها الجمهور، وصفق لها التاريخ .
إذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها، وإذا ناولك أحدهم كوب ليمون فأضف إليه حفنة من سكر، وإذا أهدى لك ثعباناً فخذ جلده الثمين واترك باقيه، وإذا لدغتك عقرب فاعلم أنه مصل واقي ومناعة حصينة صد سم الحيات .
تكيف في ظرفك القاسي لتخرج لنا منه زهراً وورداً وياسميناً، وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً .
سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمة شَاعِرَيْن مجيدين : متفائلاً ومتشائماً , فأخرجا رؤوسهما من نافذة السجن .
فأما المتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك . وأما المتشائم فنظر إلى الطين في الشارع المجاور فبكى .
انظر إلى الوجه الآخر للمأساة؛ لأن الشر المحض ليس موجوداً بل هناك خير ومكسب وفتح وأجر .

السبب الثالث عشر
أمن يجيب المضطر إذا دعاه
من الذي يفزع إليه المكروب، ويستغيث به المنكوب، وتصمد إليه الكائنات وتسأله المخلوقات وتلهج بذكره الألسن، وتألهه القلوب إنه الله لا إله إلا هو .
وحق علي وعليك أن ندعوه في الشدة والرخاء، والسراء والضراء، ونفزع إليه في الملمات، ونتوسل إليه في الكربات، وننطرح على عتبات بابه سائلين باكين ضارعين منيـبـيـن، حينها يأتي مدده ويصل عونه ويسرع فرجه، ويحل فتحه (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه )) فينجي الغريق ويرد الغائب، ويعافي المبتـلى، وينصر المظلوم، ويهدي الضال، ويشفي المريض، ويفرج عن المكروب (( فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين )) .
ولن أسرد عليك هنا أدعية إزاحة الهم والغم والحزن والكرب، ولكن أحيلك إلى كتب السنة لتتعلم شريف الخطاب معه فتناجيه وتناديه وتدعوه وترجوه، فإن وجدته وجدت كل شيء، وإن فقدت الإيمان به فقدت كل شيء، إن دعاءك ربك عبادة أخرى، وطاعة عظمى ثانية فوق حصول المطلوب، وإن عبداَ يجيد فن الدعاء حري أن لا يهتم ولا يغتم ولا يقلق، كل الحبال تتصرم إلا حبله، كل الأبواب توصد إلا بابه، وهو قريب سميع مجيب، يجيب المضطر إذا دعاه . يأمرك وأنت الفقير الضعيف المحتاج، وهو الغني القوي الواحد الماجد، بأن تدعوه (( ادعوني أستجب لكم )) .
إذا نزلت بك النوازل وألمت بك الخطوب، فالهج بذكره، واهتف باسمه، واطلب مدده واسأله فتحه ونصره، مرغ الجبين لتقديس اسمه، لتحصل على تاج الحرية، وأرغم الأنف في طين عبوديته لتحوز وسام النجاة . مد يديك، أرفع كفيك، أطلق لسانك، أكثر من طلبه، بالغ في سؤاله، ألح عليه، الزم بابه، انتظر لطفه، ترقب فتحه، أشد باسمه، أحسن ظنك فيه، انقطع إليه، تبتل إليه تبتيلاً حتى تسعد وتفلح .

السبب الرابع عشر
وليسعك بيتك
العزلة الشرعية السنية: بعدك عن الشر وأهله، والفارغين واللاهين والفوضويين، فيجتمع عليك شملك، يهدأ بالك، ويرتاح خاطرك، ويجود ذهنك بدرر الحكم ويسرح طرفك في بستان المعادن .
إن العزلة عن كل ما يشغل عن الخير والطاعة دواء عزيز , جربه أطباء القلوب فنجح أيما نجاح ، وأنا أدلك عليه . في العزلة عن الشر واللغو وعن الدهماء تلقيح للفكر، وإقامة لناموس الخشية، واحتفال بمولد الإنابة والتذكر، وإنما كان الاجتماع المحمود والاختلاط الممدوح في الصلوات والجمع ومجالس العلم والتعاون على الخير، أما مجالس البطالة والعطالة فحذار حذار، اهرب بجلدك ، ابك على خطيئتك، وامسك عليك لسانك، وليسعك بيتك . الاختلاط الهمجي حرب شعواء على النفس ، وتهديد خطير لدنيا الأمن والاستقرار في نفسك ؛ لأنك تجالس أساطين الشائعات وأبطال الأراجيف ، وأساتذة التبشير بالفتن والكوارث والمحن ، حتى تموت كل يوم سبع مرات قبل أن يصلك الموت (( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً )) .

وإذا ما خلا الجبان بأرض
طلب الطعن وحده والنزالا

إذاً فرجائي الوحيد إقبالك على شأنك والانزواء في غرفتك إلا من قول خير أو فعل خير، حينها تجد قلبك عاد إليك، فسلم وقتك من الضياع، وعمرك من الإهدار، ولسانك من الغيبة، وقلبك من القلق، وأذنك من الخنا ونفسك من سوء الظن، ومن جرب عرف، ومن أركب نفسه مطايا الأوهام، واسترسل مع العوام فقل عليه السلام .

السبب الخامس عشر
العوض من الله
لا يسلبك الله شيئاً إلا عوضك خيراً منه، إذا صبرت واحتسبت " من أخذت حبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة " يعني عينيه , " من سلبت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسب عوضته من الجنة " من فقد ابنه وصبر بني له بيت الحمد في الخلد، وقس على هذا المنوال فإن هذا مجرد مثال .
فلا تأسف على مصيبة فإن الذي قدرها عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم .
إن أولياء الله المصابين المبتلين ينوه بهم في الفردوس (( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار )) .
وحق علينا أن ننظر في عوض المصيبة وفي ثوابها وفي خلفها الخير (( أولئك عليهم صلواتٌ من ربهم ورحمةٌ وأولئك هم المهتدون )) هنيئاَ للمصابين ، وبشرى للمنكوبين .
إن عمر الدنيا قصير وكنزها حقير ، والآخرة خير وأبقى فمن أصيب هنا كوفي هناك ، ومن تعب هنا ارتاح هناك، أما المتعـلقون بالدنيا العاشقون لها الراكنون إليها، فأشد ما على قلوبهم فوت حظوظهم منها وتنغيص راحتهم فيها لأنهم يريدونها وحدها فلذلك تعظم عليهم المصائب وتكبر عندهم النكبات لأنهم ينظرون تحت أقدامهم فلا يرون إلا الدنيا الفانية الزهيدة الرخيصة .
أيها المصابون ما فات شيء وأنتم الرابحون ، فقد بعث لكم برسالة بين أسطرها لطف وعطف وثواب وحسن اختيار إن على المصاب الذي ضرب عليه سرادق المصيبة أن ينظر ليرى أن النتيجة (( فضرب بينهم بسورٍ لهُ باب باطنهُ فيه الرحمة وظاهره من قبله العذابُ )) وما عند الله خير وأبقى وأهنأ وأمرأ وأجل وأعلى .

السبب السادس عشر
الإيمان هو الحياة
الأشقياء بكل معاني الشقاء هم المفلسون من كنوز الإيمان، ومن رصيد اليقين، فهم أبداً في تعاسة وغضب ومهانة وذلة (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )) .
لا يسعد النفس ويزكيها ويهزها ويفرحها ويذهب غمها وهمها وقلقها إلا الإيمان بالله رب العالمين، لا طعم للحياة أصلاً إلا بالإيمان .
إذا الإيمان ضاع فلا حياة
ولا دنيا لمن لم يحي دينا
إن الطريقة المثلى للملاحدة إن لم يؤمنوا أن ينتحروا ليريحوا أنفسهم من هذه الآصار والأغلال والظـلمات والدواهي ، يا لها من حياة تعيسة بلا إيمان، يالها من لعنة أبدية حاقت بالخارجين على منهج الله في الأرض (( ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرةٍ ونذرهم في ظغيانهم يعمهون )) وقد آن الآوان للعالم أن يقتنع كل القناعة وأن يؤمن كل الإيمان بأن لا إله إلا الله بعد تجربة طويلة شاقة عبر قرون غابرة توصل بعدها العقل إلى أن الصنم خرافة والكفر لعنة، والإلحاد كذبة، وأن الرسل صادقون، وأن الله حق , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير .
وبقدر إيمانك قوة وضعفاً، حرارة وبرودة، تكون سعادتك وراحتك وطمأنينتك .
(( من عمل صلحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبةً ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )) وهذه الحياة الطيبة هي استقرار نفوسهم لحسن موعد ربهم، وثبات قلوبهم بحب باريهم، وطهارة ضمائرهم من أوضاع الانحراف، وبرود أعصابهم أمام الحوادث، وسكينة قلوبهم عند وقع القضاء ورضاهم في مواطن القدر؛ لأنهم رضوا بالله ربا، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا .

السبب السابع عشر
اجن العسل ولا تكسر الخلية

الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه، اللين في الخطاب, البسمة الرائقة على المحيا، الكلمة الطيبة عند اللقاء، هذه حلل منسوجة يرتديها السعداء، وهي صفات المؤمن كالنحلة تأكل طيباً وتصنع طيباً، وإذا وقعت على زهرة لا تكسرها لأن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف . إن من الناس من تشرأب لقدومهم الأعناق، وتشخص إلى طلعاتهم الأبصار، وتحييهم الأفئدة وتشيعهم الأرواح؛ لأنهم محبوبون في كلامهم , في أخذهم وعطائهم، في لقائهم ووداعهم .
إن اكتساب الأصدقاء فن مدروس يجيده النبلاء الأبرار، فهم محفوفون دائماً وأبداً بهالة من الناس , إن حضروا فالبشر والأنس، وإن غابوا فالسؤال والدعاء .
سهرنا ونام الركب والليل مسرف
وكنت حديث الركب في كل منزل
إن هؤلاء السعداء لهم دستور أخلاق عنوانه(( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميمٌ )) فهم يمتصون الأحقاد بعاطفتهم الجياشة، وحلمهم الدافيء، وصفحهم البريء، يتناسون الإساءة ويحفظون الإحسان، تمر بهم الكلمات النابية فلا تلج آذانهم بل تذهب بعيداً هناك إلى غير رجعة . هم في راحة والناس منهم في أمن والمسلمون منهم في سلام " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دماءهم وأموالهم " , " إن الله أمرني أن أصل من قطعني وأن أعفو عمن ظلمني وأن أعطي من حرمني " , (( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس )) بشر هؤلاء بثواب عاجل من الطمأنينة والسكينة والهدوء .
من سالم الناس يسلم من عواذلهم
ونام وهو قرير العين جذلان
وبشرهم بثواب أخروي كبير في جوار رب غفور في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

السبب الثامن عشر
ألا بذكر الله تطمئن القلوب
الصدق حبيب الله والصراحة صابون القلوب، والتجربة برهان، والرائد لا يكذب أهله، ولم يوجد عمل أشرح للصدر وأعظم للأجر كالذكر (( فاذكروني أذكركم )) , وذكره سبحانه جنته في أرضه من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة , وهو إنقاذ للنفس من أوصابها وأتعابها واضطرابها بل هو طريق ميسر مختصر إلى كل فوز وفلاح . طالع دواوين الوحي لتر فوائد الذكر، وجرب مع الأيام بلسمه لتنال الشفاء .
إذا مرضنا تداوينا بذكركم
ونترك الذكر أحياناً فننتكس
وبذكره سبحانه تنقشع سحب الخوف والفزع والهم والحزن . بذكره تزاح جبال الكرب والغم والأسى .
ولا عجب أن يرتاح الذاكرون فهذا هو الأصل الأصيل، لكن العجب العجاب كيف يعيش الغافلون عن ذكره (( أموات غير أحياءٍ وما يشعرون أيان يبعثون )) .
يا من شكى الأرق وبكى من الألم وتفجع من الحوادث، ورمته الخطوب , هيا اهتف باسمه المقدس، هل تعلم له سمياً .
الله أكبر كل هم ينجلي
عن قلب كل مكبر ومهلل
بقدر إكثارك من ذكره ينبسط خاطرك، يهدأ قلبك، تسعد نفسك، يرتاح ضميرك، لأن في ذكره جل في علاه معاني التوكل عليه والثقة به والاعتماد عليه والرجوع إليه، وحسن الظن فيه، وانتظار الفرج منه، فهو قريب إذا دعي، سميع إذا نودي، مجيب إذا سئل ، فاضرع واخضع واخشع ، وردد اسمه الطيب المبارك على لسانك ثناء ومدحاً ودعاءً وسؤالاً واستغفاراً ، وسوف تجد بحوله وقوته السعادة والأمن والسرور والنور والحبور (( فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة )) .

السبب التاسع عشر
أم يحسدون الناس
على ما آتاهم الله من فضله
الحسد كالأكلة الملحة تنخر العظم نخراً، إن الحسد مرض مزمن يعيث في الجسم فسادا، وقد قيل: لا راحة لحسود فهو ظالم في ثوب مظلوم، وعدو في جلباب صديق . وقد قالوا:

لله در الحسد ما أعدله
بدأ بصاحبه فقتله

إنني أنهى نفسي ونفسك عن الحسد رحمة بي وبك، قبل أن نرحم الآخرين؛ لأننا بحسدنا لهم نطعم الهم لحومنا، ونسقي الغم دماءنا ونوزع نوم جفوننا على الآخرين .
إن الحاسد يشعل فرناً ساخناً ثم يقتحم فيه . التنغيص والكدر والهم الحاضر أمراض يولدها الحسد لتقضي على الراحة والحياة الطيبة الجميلة .
بلية الحاسد أنه خاصم القضاء واتهم الباري في العدل وأساء الأدب مع الشرع وخالف صاحب المنهج .
يا للحسد من مرض لا يؤجر عليه صاحبه، ومن بلاء لا يثاب عليه المبتلى به، وسوف يبقى هذا الحاسد في حرقة دائمة حتى يموت أو تذهب نعم الناس عنهم . كل يصالح إلا الحاسد فالصلح معه أن تتخلى عن نعم الله وتتنازل عن مواهبك، وتلغي خصائصك، ومناقبك، فإن فعلت ذلك فلعله يرضى على مضض، نعوذ بالله من شر حاسد إذا حسد ، فإنه يصبح كالثعبان الأسود السام لا يقر قراره حتى يفرغ سمه في جسم بريء .
فأنهاك أنهاك عن الحسد واستعذ بالله من الحاسد فإنه لك بالمرصاد .

السبب العشرون
اقبل الحياة كما هي
طبعت على كدر وأنت تريدها
صفواً من الأقذاء والأكدار
هذا حال الدنيا منغصة اللذات، كثيرة التبعات، جاهمة المحيا، كثيرة التلون، مزجت بالكدر، وخلطت بالنكد، وأنت منها في كبد .
ولن تجد ولداً أو زوجة، أو صديقاً، أو نبيلاً، ولا مسكناً ولا وظيفة إلا وفيه ما يكدر وعنده ما يسوء أحياناً، فأطفيء حر شره ببرد خيره، لتنجو رأساً برأس والجروح قصاص .
أراد الله لهذه الدنيا أن تكون جامعة لضدين والنوعين والفريقين والرأيين خير وشر، صلاح وفساد، سرور وحزن، ثم يصفو الخير كله والصلاح والسرور في الجنة ويجمع الشر كله والفساد والحزن في النار .
وفي الحديث: " الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالم ومتعلم " فعش واقعك ولا تسرح مع الخيال وحلق في عالم المثاليات، اقبل دنياك كما هي، وطوع نفسك لمعايشتها ومواطنتها، فسوف لا يصفو لك فيها صاحب ولا يكمل لك فيها أمر؛ لأن الصفو والكمال والتمام ليس من شأنها ولا من صفاتها .
لن تكمل لك زوجة وفي الحديث " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي آخر" .
فينبغي أن نسدد ونقارب ونعفو ونصفح ونأخذ ما تيسر ونذر ما تعسر ونغمض الطرف أحيانا ونسدد الخطى ، ونتغافل عن أمور .
ومن لم يصانع في أمور كثيرة
يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم

السبب الحادي والعشرون
تعز بأهل البلاء
تلفت يمنة ويسرة فهل ترى إلا مبتلى وهل تشاهد إلا منكوباً، في كل دار نائحة، وعلى كل خد دمع وفي كل وادٍ بنو سعد .
أيها الشامت المعير بالدهر
أأنت المبرؤ الموفور
كم من المصائب وكم من الصابرين، فلست أنت وحدك المصاب بل مصابك أنت بالنسبة لغيرك قليل، كم من مريض على سريره من أعوام يتقلب ذات اليمين وذات الشمال يئن من الألم ويصيح من السقم .
كم من محبوس مر به سنوات ما رأى الشمس بعينه ، وما عرف غير زنزانته .
وكم من رجل وامرأة فقدا فلذات أكبادهما في ميعة الشباب وريعان العمر .
وكم من مكروب ومديون ومصاب ومنكوب .
آن لك أن تتعـزى بهؤلاء وأن تعلم علم اليقين أن هذه الحياة سجنٌ للمؤمن ودار للأحزان والنكبات، تصبح القصور حافلة بأهلها وتمسي خاوية على عروشها . بينما الشمل مجتمع والأبدان في عافية والأموال وافرة، والأولاد كثر، ثم ما هي إلا أيام فإذا الفقر والموت والفراق والأمراض (( وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال )) فعليك أن توطن نفسك كتوطين الجمل المحنك الذي يبرك على الصخرة ، وعليك أن توازن مصابك بمن حولك وبمن سبقك في مسيرة الدهر، ليظهر لك أنك معافى بالنسبة لهؤلاء وأنه لم يأتك إلا وخزات سهلة فاحمد الله على لطفه واشكره على ما أبقى ، واحتسب ما أخذ ، وتعز بمن حولك .
ولولا كثرة الباكين حولي
على إخوانهم لقتلت نفسي
ولك قدوة في رسول صلى الله عليه وسلم وقد وضع السلا على رأسه وأدميت قدماه وشج وجهه وحوصر في الشعب حتى أكل ورق الشجر، وطرد من مكة، وكسرت ثنيته، ورمي عرض زوجته الشريف، وقتل سبعون من أصحابه، وفقد ابنه، وأكثر بناته في حياته، وربط الحجر على بطنه من الجوع، واتهم بأنه شاعر ساحر كاهن مجنون كذاب، صانه الله من ذلك، وهذا بلاء لا بد منه ومحيص لا أعظم منه، وقد قتل قبل زكريا وذبح يحيى ، وهاجر موسى، ووضع الخليل في النار، وصار الأئمة على هذا الطريق فضرج عمر بدمه، واغتيل عثمان، وطعن علي ، وجلدت ظهور الأئمة وسجن الأخيار، ونكل بالأبرار (( أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا )) .

السبب الثاني والعشرون
الصلاة ... الصلاة
(( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ))
إذا داهمك الخوف وطوقك الحزن، وأخذ الهم بتلابيبك، فقم حالاً إلى الصلاة، تثوب لك روحك وتطمئن نفسك، إن الصلاة كفيلة بإذن الله باجتياح مستعمرات الأحزان والغموم ومطاردة فلول الاكتئاب .
كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ قال : " أرحنا بالصلاة يا بلال " فكانت قرة عينه وسعادته وبهجته .
وقد طالعت سير قوم أفذاذ كانت إذا ضاقت بهم الضوائق وكشرت في وجوههم الخطوب، فزعوا إلى صلاة خاشعة فتعود لهم قواهم وإراداتهم وهممهم .
إن صلاة الخوف فرضت لتؤدى في ساعة الرعب، يوم تتطاير الجماجم، وتسيل النفوس على شفرات السيوف، فإذا أعظم تثبيت وأجل سكينة صلاة خاشعة .
إن على الجيل الذي عصفت به الأمراض النفسية أن يتعرف على المسجد ، وأن يمرغ جبيـنه ليرضي ربه أولا ولينقذ نفسه من هذا العذاب الواصب وإلا فإن الدمع سوف يحرق جفنه والحزن سوف يحطم أعصابه وليس لديه طاقة تمده بالسكينة والأمن إلا الصلاة.
من أعظم النعم لو كنا نعقل هذه الصلوات الخمس كل يوم وليلة كفارة لذنوبنا، رفع لدرجاتنا عند ربنا، ثم هي علاج عظيم لمآسينا ودواء ناجع لأمراضنا، تسكب في ضمائرنا مقادير زاكية من اليقين وتملؤ جوانحنا بالرضا. أما أولئك الذي جانبوا المسجد وتركوا الصلاة، فمن نكد إلى نكد، ومن حزن إلى حزن ومن شقاء إلى شقاء (( فتعساً لهم وأضل أعمالهم )) .

السبب الثالث والعشرون
حسبنا الله ونعم الوكيل
تفويض الأمر إلى الله ، والتوكل عليه، والثقة بوعده، والرضا بصنيعه، وحسن الظن به، وانتظار الفرج منه من أعظم ثمرات الإيمان، ومن أجل صفات المؤمنين، وحينما يطمئن العبد إلى حسن العاقبة ويعتمد على ربه في كل شأنه يجد الرعاية والولاية والكفاية والتأييد والنصرة .
وإذا الرعاية لاحظتك عيونها
نم فالحوادث كلهن أمان
لما ألقي إبراهيم عليه السلام في النار قال: حسبنا الله ونعم الوكيل، فجعـلها الله عليه برداً وسلاماً، ورسولنا صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما هددوا بجيوش الكفار وكتائب الوثنية قالوا: (( حسبنا الله ونعم الوكيل(173) فانقـلبوا بنعمةٍ من الله وفضل لم يمسسهم سوّءٌ واتبعوا رضوان الله والله ذو فضلٍ عظيم )) .
إن الإنسان وحده لا يستطيع أن يصارع الأحداث، ولا يقاوم الملمات، ولا ينازل الخطوب؛ لأنه خلق ضعيفاً عاجزاً، ولكنه حينما يتوكل على ربه ويثق بمولاه، ويفوض الأمر إليه، وإلا فما حيلة هذا العبد الفقير الحقير إذا احتوشته المصائب وأحاطت به النكبات (( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين )) .
فيا من أراد أن ينصح نفسه توكل على القوي الغني ذي القوة المتين، لينقذك من الويلات، ويخرجك من الكربات، واجعل شعارك ودثارك حسبنا الله ونعم الوكيل، فإن قل مالك، وكثر دَيْنك، وجفت مواردك وشحت مصادرك، فناد حسبنا الله ونعم الوكيل .
وإذا داهمك المرض، وألمح عليك السقم، وتضاعف عليك البلاء، فقل حسبنا الله ونعم الوكيل .
وإذا خفت من عدو، أو رعبت من ظالم، أو فزعت من خطب فاهتف حسبنا الله ونعم الوكيل .
(( وكفى بربك هادياً ونصيراً )) .

السبب الرابع والعشرون
قل سيروا في الأرض

مما يشرح الصدر ويزيح سحب الهم والغم ؛ السفر في الديار، وقطع القفار، والتقلب في الأرض الواسعة، والنظر في كتاب الكون المفتوح لتشاهد أقلام القدرة وهي تكتب على صفحات الوجود آيات الجمال، لترى حدائق ذات بهجة، ورياضاً أنيقة وجنات ألفافاً، أخرج من بيتك وتأمل ما حولك وما بين يديك وما خلفك، اصعد الجبال، اهبط الأودية، تسلق الأشجار، عب من الماء النمير، ضع أنفك على أغصان الياسمين، حينها تجد روحك حرة طليقة، كالطائر الغريد تسبح في فضاء السعادة، اخرج من بيتك، ألق الغطاء الأسود عن عينيك، ثم سر في فجاج الله الواسعة ذاكراً مسبحاً.
إن الانزواء في الغرفة الضيقة مع الفراغ القاتل طريق ناجح للانتحار، وليست غرفتك هي العالم ولست أنت كل الناس، فلم الاستسلام أمام كتائب الأحزان، ألا فاهتف ببصرك وسمعك وقلبك: انفروا خفافاً وثقالاً، تعال لتقرأ القرآن هنا بين الجداول والخمائل بين الطيور وهي تتلو خطب الحب، وبين الماء وهو يروي قصة وصوله من التل .
أيها ذا الشاكي وما بك داء
كن جميلاً ترى الوجود جميلاً
أترى الشوك في الورود وتعمى
أن ترى فوقه الندى إكليلا
إن الترحال في مسارب الأرض متعة يوصي بها الأطباء لمن ثقلت عليه نفسه، وأظلمت عليه غرفته الضيقة، فهيا بنا نسافر لنسعد ونفرح ونفكر ونتدبر (( ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا بطلاً سبحانك )) .

السبب الخامس والعشرون
فصبر جميل
التحلي بالصبر من شيم الأفذاذ الذين يتلقون المكاره برحابة صدر وبقوة إرادة وبمناعة أبية. وإن لم أصبر أنا وأنت فماذا نصنع؟
هل عندك حل لنا غير الصبر؟ هل تعلم لنا زاداً غيره ؟
كان أحد العظماء مسرحاً تركض فيه المصائب وميداناً تتسابق فيه النكبات كلما خرج من كربة زارته كربة أخرى، وهو متترس بالصبر، متدرع بالثقة بالله، يقول عن حاله:
تنكر لي دهري ولم يدر أنني
أعز وأحداث الزمان تهون
فبات يريني الدهر كيف عتوه
وبت أريه الصبر كيف يكون
هكذا يفعل النبلاء، يصارعون الملمات ويطرحون النكبات أرضاً .
دخلوا على أبي بكر وهو مريض، قالوا: ألا ندعو لك طبيباً ؟ قال: الطبيب قد رآني . قالوا: فماذا قال ؟ قال : يقول: إني فعال لما أريد .
ومرض أحد الصالحين فقيل له: ماذا يؤلمك ؟
فقال:
تموت النفوس بأوصابها
ولم يدر عوادها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي
أذاها إلى غير أحبابها
واصبر وما صبرك إلا بالله، اصبر صبر واثق بالفرج، عالم بحسن المصير، طالب للأجر، راغب في تكفير السيئات، اصبر مهما ادلهمت الخطوب، وأظلمت أمامك الدروب، فإن النصر مع الصبر، وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسراً .
قرأت سير عظماء مروا في هذه الدنيا وذهلت لعظيم صبرهم وقوة احتمالهم، كانت المصائب تقع على رؤوسهم كأنها قطرات ماء باردة، وهم في ثبات الجبال، وفي رسوخ الحق، فما هو إلا وقت قصير فتشرق وجوههم على طلائع فجر الفرج، وفرحة الفتح، وعصر النصر. وأحدهم ما اكتفى بالصبر وحده، بل نازل الكوارث وتحدى المصائب وصاح في وجهها منشداً:
إن كان عندك يا زمان بقية
مما يهان به الكرام فهاتها

السبب السادس والعشرون
لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك
نفر من الناس تدور في نفوسهم حرب عالمية، وهم على فرش النوم، فإذا وضعت الحرب أوزارها غنموا قرحة المعدة، وضغط الدم والسكري . يحترقون مع الأحداث، يغضبون من غلاء الأسعار، يثورون لتأخر الأمطار، يضجون لانخفاض سعر العملة، فهم في انزعاج دائم، وقلق واصب (( يحسبون كل صيحةٍ عليهم )) .
ونصيحتي لك أن لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك، دع الأحداث على الأرض ولا تضعها في أمعاءك . إن البعض عنده قلب كالإسفنجة يتشرب الشائعات والأراجيف , ينزعج للتوافه، يهتز للواردات، يضطرب لكل شيء، وهذا القلب كفيل أن يحطم صاحبه وأن يهدم كيان حامله .
أهل المبدأ الحق تزيدهم العبر والعظات إيماناً إلى إيمانهم، وأهل الخور تزيدهم الزلازل خوفاً إلى خوفهم، وليس أنفع أمام الزوابع والدواهي من قلبٍ شجاع، فإن المقدام الباسل واسع البطان، ثابت الجأش، راسخ اليقين، بارد الأعصاب، منشرح الصدر، أما الجبان فهو يذبح نفسه كل يوم مرات بسيف التوقعات والأراجيف والأوهام والأحلام، فإن كنت تريد الحياة المستقرة فواجه الأمور بشجاعة وجلد ولا يستخفـنك الذين لا يوقنون، ولا تك في ضيق مما يمكرون، كن أصلب من الأحداث، وأعتى من رياح الأزمات، وأقوى من الأعاصير، وارحمتاه لأصحاب القلوب الضعيفة كم تهزهم الأيام هزاً (( لتجدنهم أحرص الناس على حياةٍ )) وأما الأباة فهم من الله في مدد، وعلى الوعد في ثقة (( فأنزل السكينة عليهم )) .

السبب السابع والعشرين
لا تحطمك التوافه
كم من مهموم سبب همه أمرٌ حقير تافه لا يذكر .
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
انظر إلى المنافقين، ما أسقط هممهم وما أبرد عزائمهم . هذه أقوالهم: لا تنفروا في الحر، إئذن لي ولا تفتني ، بيوتنا عورة ، نخشى أن تصيبنا دائرة ، ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا . يا لخيبة هذه المعاطس , يا لتعاسة هذه النفوس .
همهم البطون والصحون والدور والقصور، لم يرفعوا أبصارهم إلى سماء المثل، لم ينظروا أبداً إلى نجوم الفضائل . هم أحدهم ومبلغ علمه: دابته وثوبه ونعمه ومأدبته، وانظر لقطاع هائل من الناس تراهم صباح مساء سبب همومهم خلاف مع الزوجة أو الابن أو القريب أو سماع كلمة نابية أو موقف تافه . هذه مصائب هؤلاء البشر، ليس عندهم من المقاصد العليا من يشغلهم، ليس عندهم من الاهتمام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khafadle.ahlamontada.net
admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 9481
تاريخ التسجيل : 06/08/2009

السعاده Empty
مُساهمةموضوع: حتى تكون اسعد الناس للشيخ عائض القرنى   السعاده Emptyالأحد يوليو 04, 2010 4:30 pm

حتى تكون أسعد الناس
• الإيمان يذهب الهموم ,ويزيل الغموم , وهو قرة عين الموحدين , وسلوة العابدين .
• ما مضى فات , وما ذهب مات ,فلا تفكر فيما مضى ,فقد ذهب وانقضى .
• ارض بالقضاء المحتوم , والرزق المقسوم , كل شيء بقدر فدع الضجر .
• ألا بذكر الله تطمئن القلوب , وتحط الذنوب , وبه يرضى علام الغيوب , وبه تفرج الكروب .
• لا تنتظر شكراً من أحد , ويكفي ثواب الصمد , وما عليك ممن جحد , وحقد , وحسد .
• إذا أصبحت فلا تنتظر المساء , وعش في حدود اليوم , وأجمع همك لإصلاح يومك .
• اترك المستقبل حتى يأتي , ولا تهتم بالغد لأنك إذا أصلحت يومك صلح غدك .
• طهر قلبك من الحسد , ونقه من الحقد , وأخرج منه البغضاء , وأزل منه الشحناء
• اعتزل الناس إلا من خير , وكن جليس بيتك , وأقبل على شأنك , وقلل من المخالطة .
• الكتاب أحسن الأصحاب , فسامر الكتب , وصاحب العلم , ورافق المعرفة .
• الكون بُني على النظام , فعليك بالترتيب في ملبسك وبيتك ومكتبك وواجبك .
• اخرج إلى الفضاء , وطالع الحدائق الغناء وتفرج في خلق الباري وإبداع الخالق .
• عليك بالمشي والرياضة ,واجتنب الكسل والخمول, واهجر الفراغ والبطالة
• اقرأ التاريخ وتفكر في عجائبه وتدبر غرائبه واستمتع بقصصه وأخباره .
• جدد حياتك , ونوع أساليب معيشتك , وغير من الروتين الذي تعيشه .
• اهجر المنبهات والإكثار منها كالشاي والقهوة , واحذر التدخين والشيشة وغيرها .
• اعتن بنظافة ثوبك وحسن رائحتك وترتيب مظهرك مع السواك والطيب .
• لا تقرأ بعض الكتب التي تربي التشاؤم والإحباط واليأس والقنوط .
• تذكر أن ربك واسع المغفرة يقبل التوبة ويعفو عن عباده , ويبدل السيئات حسنات .
• اشكر ربك على نعمة الدين والعقل والعافية والستر والسمع والبصر والرزق والذرية وغيرها.
• ألا تعلم أن في الناس من فقد عقله أو صحته أو هو محبوس أو مشلول أو مبتلى ؟!
• عش مع القران حفظاً وتلاوة وسماعاً وتدبراً فإنه من أعظم العلاج لطرد الحزن والهم .
• توكل على الله وفوض الأمر إليه , وارض بحكمه , والجأ إليه , واعتمد عليه فهو حسبك وكافيك .
• اعف عمن ظلمك , وصل من قطعك , وأعط من حرمك , واحلم على من أساء إليك تجد السرور والأمن .
• كرر [لا حول ولا قوة إلا بالله ] فإنها تشرح البال وتصلح الحال , وتحمل بها الأثقال , وترضي ذا الجلال
• أكثر من الأستغفار , فمعه الرزق والفرج والذرية والعلم النافع والتيسير وحط الخطايا .
• اقنع بصورتك وموهبتك ودخلك وأهلك وبيتك تجد الراحة والسعادة .
• اعلم أن مع العسر يسراً ، وأن الفرج مع الكرب وأنه لا يدوم الحال ، وأن الأيام دول .
• تفاءل ولا تقنط ولا تيأس , وأحسن الظن بربك وانتظر منه كل خير وجميل .
• افرح باختيار الله لك , فإنك لا تدري بالمصلحة فقد تكون الشدة لك خير من الرخاء .
• البلاء يقرب بينك وبين الله ويعلمك الدعاء ويذهب عنك الكبر والعجب والفخر .
• أنت تحمل في نفسك قناطير النعم وكنوز الخيرات التي وهبك الله إياها .
• أحسن إلى الناس وقدم الخير للبشر لتلقى السعادة من عيادة مريض وإعطاء فقير والرحمة بيتيم .
• اجتنب سوء الظن واطرح الأوهام والخيالات الفاسدة والأفكار المريضة .
• اعلم أنك لست الوحيد في البلاء , فما سلم من الهم أحد , وما نجا من الشدة بشر .
• تيقن أن الدنيا دار محن وبلاء ومنغصات وكدر فاقبلها على حالها واستعن بالله
• تفكر فيمن سبقوك في مسيرة الحياة ممن عزل وحبس وقتل وامتحن وابتلي ونكب وصودر .
• كل ما أصابك فأجره على الله من الهم والغم والحزن والجوع والفقر والمرض والدين والمصائب .
• اعلم أن الشدائد تفتح الأسماع والأبصار وتحيي القلب وتردع النفس وتذكر العبد وتزيد الثواب
• لا تتوقع الحوادث , ولا تنتظر السوء, ولا تصدق الشائعات , ولا تستسلم للأراجيف .
• أكثر ما يُخاف لا يكون , وغالب ما يُسمع من مكروه لا يقع , وفي الله كفاية وعنده رعاية ومنه العون .
• لا تجالس البغضاء والثقلاء والحسدة فإنهم حمى الروح , وهم رسل الكدر وحملة الأحزان .
• حافظ على تكبيرة الإحرام جماعة , وأكثر المكث في المسجد , وعود نفسك المبادرة للصلاة لتجد السرور .
• إياك والذنوب , فإنها مصدر الهموم والأحزان وهي سبب النكبات وباب المصائب والأزمات .
• داوم على (لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ) [الأنبياء 87] فلها سر عجيب في كشف الكرب , ونبأ عظيم في رفع المحن .
• لا تتأثر من القول القبيح والكلام السيئ الذي يقال فيك فإنه يؤذي قائله ولا يؤذيك .
• سب أعدائك لك وشتم حسادك يساوي قيمتك لأنك أصبحت شيئاً مذكوراً ورجلاً مهماً .
• اعلم أن من اغتابك فقد أهدى لك حسناته وحط من سيئاتك وجعلك مشهوراً وهذه نعمة .
• لا تشدد على نفسك في العبادة , والزم السنة واقتصد في الطاعة , واسلك الوسط وإياك والغلو .
• أخلص توحيدك لربك لينشرح صدرك , فبقدر صفاء توحيدك ونقاء إخلاصك تكون سعادتك .
• كن شجاعاً قوي القلب ثابت النفس لديك همة وعزيمة , ولا تغرك الزوابع والأراجيف .
• عليك بالجود فإن صدر الجواد منشرح وباله واسع والبخيل ضيق الصدر مظلم القلب مكدر الخاطر .
• أبسط وجهك للناس تكسب ودهم , وألن لهم الكلام يحبوك , وتواضع لهم يجلوك .
• ادفع بالتي هي أحسن , وترفق بالناس , وأطفئ العداوات , وسالم أعداءك , وكثر أصدقاءك .
• من أعظم أبواب السعادة دعاء الوالدين , فاغتنمه ببرهما ليكون لك دعاؤهما حصناً حصيناً من كل مكروه .
• اقبل الناس على ما هم عليه وسامح ما يبدر منهم , واعلم أن هذه هي سنة الله في الناس والحياة .
• لا تعش في المثاليات بل عش واقعك , فأنت تريد من الناس ما لا تستطيعه فكن عادلاً.
• عش حياة البساطة وإياك والرفاهية والإسراف والبذخ فكلما ترفه الجسم تعقدت الروح .
• حافظ على أذكار المناسبات فإنها حفظ لك وصيانة , وفيها من السداد والإرشاد ما يصلح به يومك .
• وزع الأعمال ولا تجمعها في وقت واحد بل اجعلها في فترات وبينها أوقات للراحة ليكن عطاؤك جيداً.
• انظر إلى من هو دونك في الجسم والصورة والمال والبيت والوظيفة والذرية لتعلم أنك فوق ألوف الناس .
• تيقن أن كل من تعاملهم من أخ وابن وزوجة قريب وصديق لا يخلو من عيب، فوطن نفسك على تقبل الجميع.
• الزم الموهبة التي أعطيتها، والعلم الذي ترتاح له، والرزق الذي فتح لك ، والعمل الذي يناسبك.
• إياك وتجريح الأشخاص والهيئات، وكن سليم اللسان ،طيب الكلام ، عذب الألفاظ ، مأمون الجانب.
• اعلم أن الاحتمال دفن للمعائب ،والحلم ستر للخطايا , والجود ثوب واسع يغطي النغائص والمثالب .
• انفرد بنفسك ساعة تدبر فيها أمورك وتراجع فيها نفسك وتتفكر في آخرتك وتصلح بها دنياك
• مكتبتك المنزلية هي بستانك الوارف , وحديقتك الخضراء ,فتنزه فيها مع العلماء والحكماء والأدباء والشعراء .
• اكسب الرزق الحلال وإياك والحرام , واجتنب سؤال الناس , والتجارة خير من الوظيفة , وضارب بمالك واقتصد في المعيشة
• البس وسطا, لالباس المترفين ولا لباس البائسين ,ولا تشهر نفسك بلباس , وكن كعامة الناس .
• لاتغضب فإن الغضب يفسد المزاج ويغير الخلق ويسيء العشرة ويفسد المودة ويقطع الصلة
• سافر أحياناً لتجدد حياتك وتطالع عوالم أخرى وتشاهد معالم جديدة وبلداناً أخرى ، فالسفر متعة.
• احتفظ بمذكرة في جيبك ترتب لك أعمالك ، وتنظم أوقاتك ، وتذكرك بمواعيدك ، وتكتب بها ملاحظاتك.
• ابدأ الناس بالسلام وحيهم بالبسمة وأعرهم الاهتمام لتكن حبيباً إلى قلوبهم قريباً منهم .
• ثق بنفسك ولا تعتمد على الناس واعتبر أنهم عليك لا لك وليس معك إلا الله ولا تغتر بإخوان الرخاء .
• احذر كلمة سوف وتأخير الأعمال والتسويف بأداء الواجب ، فإن هذا أول الفشل والإخفاق .
• اترك التردد في اتخاذ القرار ، وإياك والتذبذب في المواقف بل اجزم واعزم وتقدم.
• لا تضيع عمرك في التنقل بين التخصصات والوظائف والمهن ، فإن معنى هذا أنك لم تنجح في شيء.
• افرح بمكفرات الذنوب كالصالحات والمصائب والتوبة ودعاء المسلمين ورحمة الرحمن وشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم .
• عليك بالصدقة ولو بالقليل فإنها تطفئ الخطيئة وتسر القلب وتذهب الهم وتزيد في الرزق .
• اجعل قدوتك إمامك محمد صلى الله عليه وسلم فإنه القائد إلى السعادة , والدال على النجاح والمرشد إلى النجاة والفلاح .
• زر المستشفى لتعرف نعمة العافية , والسجن لتعرف نعمة الحرية , والمارستان لتعرف نعمة العقل لأنك في نعم لا تدري بها .
• لا تحطمك التوافه , ولا تعط المسألة أكبر من حجمها , واحذر من تهويل الأمور والمبالغة في الأحداث .
• كن واسع الأفق والتمس الأعذار لمن أساء إليك لتعش في سكينة وهدوء , وإياك ومحاولة الانتقام .
• لا تفرح أعداءك بغضبك وحزنك فإن هذا ما يريدون , فلا تحقق أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك .
• لا توقد فرناً في صدرك من العداوات والأحقاد وبغض الناس وكره الآخرين , فإن هذا عذاب دائم .
• كن مهذباً في مجلسك , صموتاً إلا من خير , طلق الوجه محترماً لجلاسك منصتاً لحديثهم , ولا تقاطع أثناء الكلام .
• لا تكن كالذباب لا يقع إلا على الجرح , فإياك والوقوع في أعراض الناس وذكر مثالبهم والفرح بعثراتهم وطلب زلاتهم .
• المؤمن لا يحزن لفوات الدنيا ولا يهتم بها ولا يرهب من كوارثها لأنها زائلة ذاهبة حقيرة فانية .
• اهجر العشق والغرام والحب المحرم فإنه عذاب للروح ومرض للقلب , وافزع إلى الله وإلى ذكره وطاعته
• إطلاق النظر إلى الحرام يورث هموماً وغموماً وجراحاً في القلب , والسعيد من غض بصره وخاف ربه .
• احرص على ترتيب وجبات الطعام , وعليك بالمفيد واجتنب التخمة ولا تنم وأنت شبعان .
• قدر أسوأ الاحتمالات عند الخوف من الحوادث , ثم وطن نفسك لتقبل ذلك فسوف تجد الراحة واليسر
• إذا اشتد الحبل انقطع , وإذا أظلم الليل انقشع , وإذا ضاق الأمر اتسع , ولن يغلب عسر يسرين .
• تفكر في رحمة الرحمن ،غفر لبغي سقت كلباً، وعفا عمن قتل مائة ، نفس ، وبسط يده للتائبين ودعا النصارى للتوبة.
• بعد الجوع شبع ، وعقب الظمأ ري، وإثر المرض عافية ، والفقر يعقبه الغنى، والهم يتلوه السرور ، سنة ثابتة.
• تدبر سورة {ألم نشرح لك صدرك}[الشرح :1] وتذكرها عند الشدائد ، واعلم أنها من أعظم الأدوية عند الأزمات .
• أين أنت من دعاء الكرب " لا إله إلا الله العظيم الحليم ،لا إله إلا الله رب العرش العظيم ،لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم " (1)
• إذا غضبت فاسكت و تعوذ من الشيطان وغير مكانك ، وإن كنت قائماً فاجلس وتوضأ وأكثر من الذكر.
• لا تجزع من الشدة فإنها تقوي قلبك وتذيقك طعم العافية وتشد من أزرك وترفع شأنك وتظهر صبرك.
• التفكر في الماضي حمق وجنون وهو مثل طحن الطحين ونشر النشارة وإخراج الأموات من قبورهم .
• انظر إلى الجانب المشرق من المصيبة وتلمح أجرها واعلم أنها أسهل من غيرها وتأس بالمنكوبين .
• ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك , وجُفَّ القلم بما أنت لاقٍ , ولا حيلة لك في القضاء .
• حوًل خسائرك إلى أرباح , واصنع من الليمون شراباً حلواً , وأضف إلى ماء المصائب حفنة سكر ,وتكيف مع ظرفك .
• لا تيأس من روح الله ولا تقنط من رحمة الله ولا تنس عون الله , فإن المعونة تنزل على قدر المؤونة .
• الخيرة فيما تكره أكثر منها فيما تحب , وأنت لا تدري بالعواقب , وكم من نعمة في طي نقمة ومن خير في جلباب شر.
• قيد خيالك لئلا يجمح بك في أودية الهموم , وحاول أن تفكر في النعم والمواهب والفتوحات التي عندك .
• اجتنب الصخب والضجة في بيتك ومكتبك , ومن علامات السعادة الهدوء والسكينة والنظام .
• الصلاة خير معين على المصاعب , وهي تسمو بالنفس في آفاق علوية وتهاجر بالروح إلى فضاء النور والفلاح .
• إن العمل الجاد المثمر يحرر النفس من النزوات الشريرة والخواطر الآثمة والنزعات المحرمة .
• السعادة شجرة ماؤها وغذاؤها وهواؤها وضياؤها الإيمان بالله والدار الآخرة .
• من عنده أدب جمٌ وذوق سليم وخلق شريف أسعد نفسه وأسعد الناس ونال صلاح البال والحال .
• روّح على قلبك فإن القلب يكل ويمل , ونوع عليه الأساليب , والتمس له فنون الحكمة وأنواع المعرفة ,
• العلم يشرح الصدر ويوسع مدارك النظر ويفتح الآفاق أمام النفس فتخرج من همها وغمها وحزنها .
• من السعادة الانتصار على العقبات ومغالبة الصعاب ,فلذة الظفر لا تعدلها لذة وفرحة النجاح لا تساوبها فرحة .
• إذا أردت أن تسعد مع الناس فعاملهم بما تحب أن يعاملوك به ولا تبخسهم أشياءهم ولا تضع من أقدارهم .
• إذا عرف الإنسان نفسه والعلم الذي يناسبه وقام به على أكمل وجه وجد لذة النجاح ومتعة الانتصار.
• المعرفة والتجربة والخبرة أعظم من رصيد المال ،لأن الفرح بالمال بهيمي والفرح بالمعرفة إنساني .
• إذا غضب أحد الزوجين فليصمت الآخر ، وليقبل كل منهما الآخر على ما فيه فإنه لن يخلو أحد من عيب.
• الجليس الصالح المتفائل يهون عليك الصعاب ويفتح لك باب الرجاء ، والمتشائم يسود الدنيا في عينك.
• من عنده زوجة وبيت وصحة وكفاية مال فقد حاز صفو العيش ، فليحمد الله وليقنع ، فما فوق ذلك إلا الهم.
• "من أصبح منكم آمناً في سربه , معافى في جسده ،عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا" (2).
• من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً كان حقاً على الله أن يرضيه ، وهذه أركان الرضا.
• أصول النجاح أن يرضى الله عنك وأن يرضى عنك من حولك وأن تكون نفسك راضية وأن تقدم عملاً ًمثمراً.
• الطعام سعادة يوم ، والسفر سعادة أسبوع ، والزواج سعادة شهر ، والمال سعادة سنة، والإيمان سعادة العمر كله ،
• لن تسعد بالنوم ولا بالأكل ولا بالشرب ولا بالنكاح ، وإنما تسعد بالعمل وهو الذي أوجد للعظماء مكاناً تحت الشمس .
• من تيسرت له القراءة فإنه سعيد لأنه يقطف من حدائق العالم ويطوف على عجائب الدنيا ويطوي الزمان والمكان.
• محادثة الإخوان تذهب الأحزان ،والمزاح البريء راحة ، وسماع الشعر يريح الخاطر .
• أنت الذي تلون حياتك بنظرك إليها ،فحياتك من صنع أفكارك ، فلا تضع نظارة سوداء على عينيك .
• فكر في الذين تحبهم ، ولا تعط من تكرههم لحظة واحدة من حياتك،فإنهم لا يعلمون عنك وعن همك.
• إذا استغرقت في العمل المثمر بردت أعصابك، وسكنت نفسك، وغمرك فيض من الاطمئنان.
• السعادة ليست في الحسب ولا النسب ولا الذهب، وإنما في الدين والعلم والأدب وبلوغ الأرب.
• أسعد عباد الله عند الله أبذلهم للمعروف يداً، وأكثرهم على الإخوان فضلاً ، وأحسنهم على ذلك شكراً.
• إذا لم تسعد بساعتك الراهنة فلا تنتظر سعادة سوف تطل عليك من الأفق أو تنزل عليك من السماء .
• فكر في نجاحاتك وثمار عملك وما قدمته من خير وافرح به واحمد الله عليه ، فإنه هذا مما يشرح الصدر.
• الذي كفاك هم أمس يكفيك هم اليوم وهم غداً، فتوكل عليه، فإذا كان معك فمن تخاف ؟ وإذا عليك فمن ترجو؟
• بينك وبين الأثرياء يوم واحد، أما أمس فلا يجدون لذته ، وغد فليس لي ولا لهم ، وإنما لهم يوم واحد ، فما أقله من زمن !
• السرور ينشط النفس ويفرح القلب ويوازن بين الأعضاء ويجلب القوة ويعطي الحياة قيمة والعمر فائدة.
• الغنى والأمن والصحة والدين وركائز السعادة، فلا هناء لمعدم ولا خائف ولا مريض ولا كافر , بل هم في شقاء .
• من عرف الاعتدال عرف السعادة , ومن سلك التوسط أدرك الفوز , ومن اتبع اليسر نال الفلاح .
• ليس في ساعة الزمن إلا كلمة واحدة : الآن , وليس في قاموس السعادة إلا كلمة واحدة : الرضا .
• إذا أصابتك مصيبة فتصورها أكبر تهن عليك, وتفكر في سرعة زوالها,فلولا كرب الشدة ما رجيت فرحة الراحة.
• إذا وقعت في أزمة فتذكر كم أزمة مرت بك ونجاك الله منها ، حينها تعلم أن من عافاك في الأولى سيعافيك في الأخرى .
• العاق ليومه من أذهبه في غير حق قضاه ،أو فرض أداه ،أ وحمد حصله أو علم تعلمه، أو قرابة وصلها، أو خير أسداه.
• ينبغي أن يكون حولك أو في يدك كتاب دائم، لأن هناك أوقات تذهب هدراً، والكتاب خير ما يحفظ به الوقت ويعمر به الزمن .
• حافظ القرآن ، التالي له آناء الليل وأطراف النهار لا يشكو مللا ًولا فراغا ًولا سأماً، لأن القران ملأ حياته سعادة .
• لا تتخذ قراراً حتى تدرسه من كافة جوانب, ثم استخر الله وشاور أهل الثقة, فإن نجحت فهذا المراد و إلا فلا تندم.
• العاقل يكثر أصدقاءه ويقلل أعداءه ، فإن الصديق يحصل في السنة والعدو يحصل في يوم ، فطوبى لمن حببه الله إلى خلقه .
• اجعل لمطالبك الدنيوية حداً ترجع إ ليه ،وإلا تشتت قلبك وضاق صدرك وتنغص عيشك وساء حالك .
• لا تجعل الصحة ثمناً أو الشهوة أو المنصب فتخسر الجميع ،لأن من فاتته الصحة لا ينعم بمتعة .
• ينبغي لمن تظاهرت عليه نعم الله أن يقيدها بالشكر ويحفظها بالطاعة ويرعاها بالتواضع لتدوم .
• من صفت نفسه بالتقوى ،وطهُر فكره بالإيمان ،وصقلت أخلاقه بالخير نال حب الله وحب ا لناس .
• الكسول الخامل هو المتعب الحزين حقيقة ،أما العامل المجد فهو الذي عرف كيف يعيش وعرف كيف يسعد .
• إن لذة الحياة ومتعتها أضعاف أضعاف مصائبها وهمومها، ولكن السر كيف نصل إلى هذه المتعة بذكاء .
• لو ملكت المرأة الدنيا وسيقت لها شهادات العالم وحصلت على كل وسام وليس عندها زوج فهي مسكينة .
• الحياة الكاملة أن تنفق شبابك في الطموح ،ورجولتك في الكفاح ،وشيخوختك في التأمل.
• لُم نفسك على التقصير ، ولا تلم أحداً فإن عندك من العيوب ما يملأ الوقت إصلاحه فاترك غيرك .
• أجمل من القصور والدور كتاب يجلو الأفهام ،ويسر القلوب، ويؤنس الأنفس، ويشرح الصدر، وينمي الفكر.
• اسأل الله العفو والعافية ،فإذا أعطيتهما فقد حزت كل خير ونجوت ومن كل شر فزت بكل سعادة .
• رغيف واحد وسبع تمرا ت وكوب ماء وحصير في غرفة مع مصحف ،وقل على الدنيا السلام .
• السعادة في التضحية وإنكار ا لذات ، وبذل الندى وكف الأذى ،والبعد عن الأنانية والاستئثار .
• الضحك المعتدل يشرح النفس ويقوي القلب ويذهب الملل وينشط على العمل ويجلو الخاطر .
• العبادة هي السعادة، والصلاح هو النجاح، ومن لزم الأذكار وأدمن الاستغفار وأكثر الافتقار فهو أحد الأبرار.
• خير الأصحاب من تثق به وترتاح وتفضي إليه بمتاعبك ويشاركك همومك ولا يفشي سََّرك .
• لا تتوقع سعادة أكبر مما أنت فيه فتخسر ما بين يديك ،ولا تنتظر مصائب قادمة فتستعجل الهم والحزن .
• لا تظن أنك تعطي كل شيء، بل تعطي خيراً كثيراً،أما أن تحوي كل موهبة وكل عطية فهذا بعيد .
• امرأة حسناء تقية ، ودار واسعة ، وكفاف من رزق، وجار صالح .. نعم جهلها الكثير.
• فن النسيان للمكروه نعمة ،وتذكر النعم حسنة ، والغفلة عن العيوب الناس فضيلة .
• العفو ألذ من الانتقام ، والعمل أمتع من الفراغ ، والقناعة أعظم من المال ، والصحة خير من الثروة .
• الوحدة خير من الجليس السوء ،والجليس الصالح خير من الوحدة ،والعزلة عبادة ، والتفكر طاعة .
• العزلة مملكة الأفكار ، وكثرة الخلطة حمق ، والوثوق بالناس سفه ، واستعداؤهم شؤم.
• سوء الخلق عذاب ،والحقد سم ، والغيبة رذالة ،وتتبع العثراث خذلان .
• شكر النعم يدفع النقم ، وترك الذنوب حياة القلوب ، والانتصار على النفس لذة العظماء.
• خبز جاف مع أمن ألذة من العسل مع الخوف ، وخيمة مع ستر أحب من قصر فيه فتنة.
• فرحة العالم دائمة ، ومجده خالد ، وذكره باق ، وفرحة المال منصرمة ،ومجده إلى الزوال ،وذكره إلى نهاية .
• الفرح بالدنيا فرح الصبيان ، والفرح بالإيمان فرح الأبرار ،وخدمة المال ذل ، والعمل لله شرف.
• عذاب الهمة عذب ،وتعب الإنجاز راحة ، وعرق العمل مسك ،والثناء الحسن أحسن طيب .
• السعادة أن يكون مصحفك أ نيسك ، وعملك هوايتك ، وبيتك صومعتك ، وكنزك قناعتك .
• الفرح بالطعام والمال فرح الأطفال ، والفرح بحسن الثناء فرح العظماء ، وعمل البر مجد لا يفنى.
• صلاة الليل بهاء النهار، وحب الخير للناس من طهارة الضمير ، وانتظار الفرج عبادة.
• في البلاء أربعة فنون : احتساب الأجر ، ومعايشة الصبر ، وحسن الذكر ، وتوقع اللطف.
• الصلاة جماعة، وأداء الواجب، وحب المسلمين، وترك الذنوب، وأكل الحلال صلاح الدنيا والآخرة.
• لا تكن رأساً فإن الرأس كثير الأوجاع، ولا تحرص على الشهرة فإن لهل ضريبة، والكفاف مع الخمول سعادة.
• علامة الحمق ضياع الوقت ،وتأخير التوبة ، واستعداء الناس ، وعقوق الوالدين ، وإفشاء الأسرار.
• يعرف موت القلب بترك الطاعة ،وإدمان الذنوب ، وعدم المبالاة بسوء الذكر ، والأمن من مكر الله ،واحتقار الصالحين .
• من لم يسعد في بيته لن يسعد في مكان آخر ،ومن لم يحبه أهله لن يحبه أحد ، ومن ضيع يومه ضيع غده.
• أربعة يجلبون السعادة : كتاب نافع ، وابن بار، وزوجة محبوبة، وجليس الصالح ، وفي الله عوض عن الجميع .
• إيمان وصحة وغنى وحرية وأمن وشباب وعلم هي ملخص ما يسعى له العقلاء ، لكنها قل أن تجتمع كلها .
• اسعد الآن فليس عندك عهد ببقائك ، وليس لديك أمان من روعة الزمان، فلا تجعل الهم نقداً والسرور ديناً.
• أفضل ما في العالم إيمان صادق ،وخلق مستقيم، و عقل صحيح وجسم سليم، ورزق هانىء وما سوى ذاك شغل .
• نعمتان خفيتان: الصحة في البدن والأمن، في الأوطان. نعمتان ظاهرتان: الثناء الحسن، والذرية الصالحة.
• القلب المبتهج يقتل ميكروبات البغضاء ، والنفس الراضية تطارد حشرات الكراهية
• الأمن أمهد وطاء، والعافية أسبغ غطاء ،والعلم ألذ غذاء ،والحب أنفع دواء ، والستر أحسن كساء.
• السعادة لا يكون فاسقاً ولا مريضا ولاً مديناً ولا غريباً ولا حزيناً ولا سجيناً ولا مكروهاً.
• السعادة :انجلاء الغمرات ، وإزالة العداوات ، والعمل الصالحات ، والانتصار على الشهوات.
• أقل الطرق خطراً طريقك إلى بيتك ، وأكثر الأيام بركة يوم تعمل صالحاً، وأشأم زمن تسيء لأحد .
• إن سبك بشر فقد سبوا ربهم تعالى ، أوجدهم من العدو فشكوا في وجوده ، وأطعمهم من جوع فشكروا غيره ، وآمنهم من خوف فحاربوه.
• لا تحمل الكرة الأرضية على رأسك ،ولا تظن أن الناس يهمهم أمرنا إن زكاماً يصيب أحدكم ينسيهم موتي وموتك .
• السرور كفاية ووطن ، وسلامة وسكن ، وأمن من الفتن ، ونجاة من المحن ، وشكر على المنن ، وعبادة طيلة الزمن.
• " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل "(3) ، " وصل صلاة المودع "(4) ، " ولا تكلم بكلام تعتذر منه "(5) ،" وأجمع اليأس عما في أيدي الناس"(6)،
• ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما يحبك الناس ، واقنع بالقليل واعمل بالتنزيل واستعد للرحيل ، وخف الجليل .
• لا عيش لممقوت ، ولا راحة لمعاد ، ولا أمن لمذنب ، ولا محب لفاجر ، ولا ثناء على كاذب ، ولا ثقة بغادر .
• "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ،وأن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له "(7).
• الابتسامة مفتاح السعادة ، والحب بابها ، والسرور حديقتها ، والإيمان نورها ، والأمان جدارها .
• البهجة : وجه جميل ، وروض أخضر، وماء بارد ، وكتاب مفيد مع قلب يقدر النعمة ويترك الإثم ويحب الخير .
• ينام المعافى على صخر كأنه على ريش حرير ، ويأكل خبز الشعير كالثريد ، ويسكن الكوخ كأنه في إيوان كسرى.
• البخيل يعيش فقيراً أو يموت غنياً خادم لذريته ، حارس لماله ، بغيض عند الناس ، بعيداً، بعيداً من الله ، سيء السمعة في العالم .
• الأولاد أفضل من الثروة ،والصحة خير من الغنى ،والأمن أحسن من السكن ، والتجربة أغلى من المال.
• اجعل الفرح شكراً، والحزن صبراً، والصمت تفكراً، والنظر اعتباراً، والنطق ذكراً،والحياء طاعةً ، والموت أمنيةً.
• كن مثل الطائر يأتيه رزقه صباح مساء ،ولا يهتم بغد ولا يثق بأحد ولا يؤذي أحداً، خفيف الظل رفيق الحركة .
• من أكثر مخالطة الناس أهانوه ، ومن بخل عليهم مقتوه ،ومن حلم عليهم وقروه، ومن أجاد عليهم أحبوه ،ومن احتاج إليهم ابغضوه .
• الفلك يدور ،والليالي حبالى ،والأيام دول ،ومن المحال دوام الحال ، والرحمن كل يوم هو في شأن .. فلماذا تحزن ؟.
• كيف على أبواب السلاطين ونواصيهم في قبضة رب العالمين ، تسأل المال من فقير، وتطلب بخيلاً ، وتشكو إلى جريح .
• ابعث رسائل وقت السحر: مدادها الدمع وقراطيسها الخدود وبريدها القبول ووجهتها العرش : وانتظر الجواب .
• إذا سجدت فأخبره بأمورك سراً فإنه يعلم السر وأخفى ، ولا تسمع من بجوارك لأن للمحبة أسراراً والناس حاسد وشافع .
• سبحان من جعل الذل له عزة ، والافتقار إليه غنى ، ومسألته شرفاً ،والخضوع له رفعة ، والتوكل عليه كفاية .
• إذا دارهم ببالك وأصبح حالك من الحزن حالك ،وفجعت في أهلك ومالك ، فلا تيأس لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً .
• لا تنس { حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }[آ ل عمران:173] فإنها تطفىء الحريق ،وينجو بها الغريق ، ويعرف بها الطريق ، وفيها العهد الوثيق .
• طوبى لك يا طائر : ترد النهر ، وتسكن الشجر ، وتأكل الثمر، ولا تتوقع الخطر ، ولا تمر على سقر ، فأنت أسعد حالاً من البشر .
• السرور لحظة مستعارة والحزن كفارة ،والغضب شراره ، والفراغ خسارة ، والعبادة تجارة .
• أمس مات،واليوم في السياق، وغداً لم يولد ، وأنت انب الساعة فاجعلها طاعة ، تعد لك بأربح بضاعة.
• نديمك القلم، وغديرك الحبر، وصاحبك الكتاب، ومملكتك بيتك، وكنزك قوتك، فلا تأسف على ما فات.
• ربما ساءت أوائل الأمور وسرتك أواخرها ، كالسحاب أوله برق ورعد وآخره غيث هنيء .
• الاستغفار يفتح الأقفال، ويشرح البال، ويذهب الأدغال، وهو عربون الرزق ودر وازة التوفيق .
• ست شافية كافية : دين وعلم وغنىً ومروءة وعفو وعافية .
• من الذي يجيب المضطر إذا دعاه، وينقذ الغريق إذا ناداه، ويكشف الكرب عن من قال يا الله ؟ إنه الله .
• ابتعد عن الجدل العقيم، والمجلس اللاغي، والصاحب السفيه، فإن الصاحب ساحب والطبع لص والعين سارقة.
• التحلي بحسن الاستماع ، وعدم مقاطعة المتحدث ، ولين الخطاب ،ودماثة الخلق ، أوسمة على صدور الأحرار .
• عندك عينان وأذنان ويدان ورجلان ولسان وإيمان وقرآن وأمان .. فأين الشكر يا إنسان { فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}[الرحمن : 13].
• تمشي على قدميك وقد بترت أقدام ، وتعتمد على ساقيك وقد قطعت سيقان ، وتنام وغيرك على شرد الألم نومه ، وتشبع وسواك جائع .
• سلمت من الصمم والبكم والعمى والبرص ،ونجوت من البرص والجنون والجذام ، وعوفيت من السل والسرطان ، فهل شكرت الرحمن ؟!
• مصيبتنا أننا نعجز عن حاضرنا و نشتغل بماضينا ، ونهمل يومنا ونهتم بغدنا فأين العقل وأين الحكمة ؟!
• نقد الناس لك معناه أنك فعلت ما يستحق الذكر، وأنك فقتهم علماً أو مالاً أو منصباً أو جاهاً.
• تقمص شخصية غيرك ، والذوبان في الآخرين ، ومحاكاة الناس انتحار وإزهاق لمعالم الشخصية .
• { قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ }، [البقرة : 60 ]، { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا }[البقرة :148 ] ((لا تكون إمعة))(Cool ، { صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ } [الرعد : 4 ].
• مع الدمعة بسمة ، ومع الترحة فرحة ، ومع البلية عطية ، ومع المحنة محنة ، سنة ثابتة وقاعدة مطردة .
• انظر هل ترى إلا مبتلى ،وهل تشاهد إلا منكوباً ، في كل دار نائحة ، وعلى كل خد دمع ، وفي كل واد بنو سعد .
• صوت من شكر معروفك أجمل من تغريد الأطيار ، و نسيم الأسحار ،وحفيف الأشجار، وغناء الأوتار .
• إذا شربت الماء الساخن قلت الحمد لله بكلفة ، وإذا شربت الماء البارد قال كل عضو فيك : الحمد لله .
• أرخص سعادة تباع في سوق العقلاء ترك مالا يعني ، وأغلى سلعة عند العالم أن تألف الناس ويألفوك .
• إياك والهم فإنه سم ، والعجز فإنه موت ، والكسل فإنه خيبة ، واضطراب الرأي فإنه سوء تدبير.
• جار السوء شر من غربة الإنسان ، واصطناع المعروف أرفع من القصور الشاهقة ، والثناء الحسن هو المجد .
• من عنده دين يرشده ، وعقل يسدّده ، وحسبٌ يصونه ، وحياء يزينه ، فقد جمع الفضائل .
• من ترك الخلاف ، واجتنب التفاخر ، وسلم من الكذب ، ورضي بالقدر ، وهجر الحسد ، عكف الله عليه قلوب عباده.
• من استخف بالسلطان ذهبت دنياه ، ومن استخف بالعالم ذهب دينه ، ومن استخف بالصديق ذهبت مروءته ، ومن استخف بالله ذهبت دنياه وأخراه .
• حاجة الناس إليك نعمة فلا تملها فتصبح نقمة ، واعلم أن أحسن أيامك يوم تكون مقصوداً لا قاصداً.
• قبل أن تنام سامح الأنام ، واغسل قلبك بالعفو سبع مرات وعفره بالغفران تجد حلاوة الإيمان .
• العلم أنيس في الوحدة ، صاحب في الغربة ، رقيب في الخلوة ، دليل إلى الرشد ،معين في الشدة ذخر بعد الموت.
• لا يضر من عنده ثوب ممزع وحذاء مقطع ، ولديه قلب يخشع وعين تدمع ونفس تشبع .
• سبب الهموم والغموم الإعراض عن الله والإقبال على الدنيا, فهذا الذي دخل السجن المؤبد فلا هو حي فيرجى ولا ميت فينعى.
• خير المال عين خرارة في أرض خوارة ، تسهر إذا نمت ، وتشهد إذا غبت ، وتكون عقباً إذا مت .
• التمس حظك بالسكوت فإن الصامت مُهاب والمنصت محبوب والبلاء موكل المنطق
• الحياة: تزود لمعاد ، أو تدبير معاش ، أو لذة في غير محرم ، إثراء العقل ، أو صقل النفس ، وما سوى باطل .
• العزلة تحميك من الحاسد والشامت الثقيل والمتكبر والمغتاب والمعجب . . . وكفى بها نفعاً .
• لن تسعد بالسفر من بلد إلى بلد وهمك معك ، لكن انتقل من شعور إلى شعور لتجد السرور .
• إذا كانت النفس جميلة رأت الفجر غديراً، والليل مهرجاً ، والناس أحبة ، والكوخ قصراً مشيداً .
• من رحمة الله بعباده أن كل من أطاعه جعل غناه في قلبه ، فلو لم يكن عنده إلا لقيمات يحسب أنه ملك الدنيا .
• الدنيا العافية، والشباب الصحة، والمروءة الصبر، والكرم التقوى، والحسب المال.
• أتعس الناس من أراد أن يكون غير نفسه ،ومن سخط القضاء وتبرم من رزقه وضاق خلقه .
• من لزم المسجد استفاد آية محكمة ، وأخاً صادقاً ، وعلماً صالحاً ، ورحمة منتظرة ، وكلمة نافعة ، وتوبة نصوحاً .
• من صام طاب طعامه , ومن قام طاب منامه , ومن جاد كثر حامده , ومن ساد كثر حاسدة.
• لا سعادة إلا إذا عشت حراً من كل سيطرة على جسمك وعقلك ووجدانك وخيالك لتكون عبداً لله وحده .
• السعيد من ينسى مالا سبيل إلى إصلاحه , ومن يذكر إحسان الناس وينسى إساءتهم .
• رزقك أعرف بمكانك منك بمكانه ، وهو يطاردك مطاردة الظل ولن تموت حتى تستوفي رزقك .
• العديم من احتاج إلى لئيم ، والفقير من استقل الكثير ، والأعمى من لم ير عيوبه .
• من بلغ غاية ما يحب فليتوقع غاية ما يكره ، إلا عبادة الله فنهايتها رضوانه ودخول الجنة .
• أحق الناس بزيادة النعم أشكرهم ، وأولاهم بالحب من بذل نداه ومنع أذاه وأطلق محياه .
• السرور محتاج إلى الأمن ، والمال إلى صدقة ، والجاه محتاج إلى الشفاعة ، والسيادة محتاجة إلى التواضع .
• لا تنال الراحة إلا بالتعب،ولا تدرك الدعة إلا بالنصب ،ولا يحصل على الحب إلا بالأدب.
• الأبناء أهم من الثروة ، والخلق أجل من النصب ، والهمة أعلى من الخبرة ، والتقوى أسمى من المجد.
• لا تطمع في كل ما تسمع ، ولا تركن لكل صديق ، ولا تفش سرك إلى امرأة ، ولا تذهب وراء كل أمنية .
• ما رأيت الراحة إلا مع الخلوة ، ولا الأمن إلا مع الطاعة ، ولا المحبة مع الوفاء ، ولا الثقة إلا مع الصدق .
• رب أكلة تمنع أكلات , وكلمة تجلب عداوات ,وسيئة تمنع الخيرات ,ونظرة تعقب حسرات .
• لا يكن حبك كلفاً، ولا بغضك سرفاً ، ولا حياتك ترفاً ، ولا تذكرك أسفاً ، ولا قصدك شرفاً.
• كل امرىء في بيته أمير لا يهينه أحد ، ولا يحجبه بشر ، ولا يذله جبار ولا يرده بخيل.
• أفضل الأيام ما زادك حلماً ، ومنحك علماً، ومنعك إثماً ، وأعطاك فهماً، ووهباك عزماً .
• الحياة فرصة لا نعرفها إلا بعد أن نفقدها ، والعافية تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى .
• متى يسعد من له ابن عاق ، وزوجة مشاكسة ، وجار مؤذ ، وصاحب ثقيل ، ونفس أمارة ، وهوى متبع ،
• إن لربك عليك حقاً ، ولنفسك عليك حقاً ، ولعينك عليك حقاً ، ولزوجك عليك حقاً ، ولضيفك عليك حقا ، فأعط كل ذي حق حقه .
• استمتع بالنظر إلى الصباح عند طلوعه فإن له جمالاً جلالاً إشراقاً يفتح لك الأمل والتفاؤل .
• عليك بالبكور فإنه بركة ، فأنجز فيه عملك من ذكر أو تلاوة أو حفظ أو مطالعة أو تأليف أو سفر .
• كن وسطاً ، وامش جانباً ، وارض خالقاً ، وارحم مخلوقاً ، وأكمل فريضة ، وتزود بنافلة تكن راشداً .
• التوفيق : حسن الخاتمة، وسداد القول، وصلاح العمل، والبعد عن الظلم، وقطيعة الرحم.
• رب كلمة سلبت نعمة ، ورب زلة أ وجبت ذله ، وكم خلوة حلوة ، وصاحب العزلة فيها عٌّز له
• (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم ))(9) ، (( والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه))(10) .
• خير مالك ما نفعك ، وأجل علمك ما رفعك ، وخير البيوت ما وسعك ، وخير الأصحاب من نصحك.
• إذا لم يكن لك حاسد فلا خير فيك ، وإذا لم يكن لك صاحب فلا خلق لك ، وإذا لم يكن لك دين فلا مبدأ لك .
• سرَّ نفسك بتذكر حسناتك ، وأروح قلبك بالتوبة من سيئاتك ، وطوق الأعناق بأيديك البيضاء .
• السمنة غفلة ، والبطنة تذهب الفطنة ، وكثرة النوم إخفاق ، وكثرة الضحك تميت القلب، والوسوسة عذاب .
• الإمارة حلوة الرضاع مرة الفطام ، وفرحة الولاية يذهبها حزن العزل ، والكرسي دوار .
• من لذائد الدنيا : السفر مع من تحب ، والبعد عمن تبغض ، والسلامة من يؤذي ، وتذكر النجاح .
• البر يستبعد الحر ، والإحسان يقيد الإنسان ، الحلم يقهر الخصم ، والصبر يطفىء الجمر
• الدنيا أهنا ما تكون حين تهان ، والحاجة أرخص ما تكون حينما يستغنى عنها .
• إذا أهمك رزق غد فمن يكفل لك قدوم غد ، وإذا أحزنك ما حدث بالأمس فمن يعيد لك الأمس
• توفيق قليل خير من مال كثير ، وعزل في عزة خير من ولاية في ذلة ، وخمول في طاعة خير من شدة في معصية .
• القانع ملك ، والمسرف أهوج ، والغضبان مجنون ، والعجول طائش ، والحاسد ظالم.
• ذكر الله يرضى الرحمن ، ويسعد الإنسان ، ويخسىء الشيطان ، ويذهب الأحزان ، ويملأ الميزان .
• سعيد من طال عمره وحسن عمله ، وموفق من كثر ماله فكثر بره ، ومبارك من زاد عمله فزادت تقواه.
• جزاء من اهتم بالناس أن ينسى همومه ، وثواب من خدم مولاه أن يخدمه الناس ، وجائزة من ترك الدنيا أن يأتيه رزقه رغداً .
• لا تستقل شيئاً من النعم مع العافية ، ولا تحتقر شيئاً من الذنب مع عدم التوبة ، ولا تكثر طاعة مع عدم الإخلاص .
• الفرح بالدنيا فرح الأطفال ، والفرح بالثناء الحسن فرح الرجال ، والفرح بما عند الله فرح الأولياء الأبرار .
• الصدق طمأنينة، والكذب ريبة، والحياء صيانة، والعلم حجة، والبيان جمال، والصمت حكمة .
• حلاوة الظفر تمحو مرارة الصبر ، ولذة الانتصار تذهب وعثاء المعاناة ، وإتقان العمل يزيل مشقته.
• أطيب ما في الدنيا محبة الله ، وأحسن ما في الجنة رؤية الله ، وأنفع الكتب كتاب الله ، وأبر الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
• السعيد من اعتبر بأمسه ونظر لنفسه وأعد لرمسه وراقب الله في جهره وهمسه.
• الحرص ذل والطمع مهانة، والشح خسة، والهيبة خيبة، والغفلة حجاب .
• (( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ))(11)
• اجعل زمان رخائك عدة لزمان بلائك ، واجعل مالك صيانة لحالك ، واجعل عمرك طاعة لربك .
• رب لذة أو جبت حسرة ، وزلة أعقب ذلة ، ومعصية سلبت نعمة ، وضحكة جرت بكاء .
• النعم إذا شكرت قرّت ، وإذا كفرت فرّت ، والدنيا إذا سرت مرّت ، وإذا برّت غرّت.
• السلامة إحدى الغنيمتين ، وصحة الجسم قلة الطعام , وصحة الروح قلة الآثام, وصحة الوقت البعد عن المقت.
• دقيقة الألم يوم, ويوم اللذة دقيقة, وليلة السرور قصيرة, ويوم الهم طويل ثقيل.
• البؤس ذكرك النعيم, والجوع حبب إليك الطعام, والسجن ثمن لديك للحرية, والمرض شوقك للعافية.
• عليك بثلاثة أطباء: الفرح والراحة والحمية وإياك وثلاثة أعداء: التشاؤم والوهم والقنوط.
• السعادة هي أن تصل النفس إلى درجة كمالها, والفوز أن تجد ثمرة أعمالها, والحظ أن تخدمه الدنيا بإقبالها.
• اجلس في السحر ومد يديك وأرسل عينيك وقل: وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل ياجليل .
• من النعم السلامة من الألم والسقم والهرم, ولا تشرب حتى تظمأ, ولا تأكل حتى تجوع, ولا تنم حتى تتعب.
• من تأنى حصل على ما تمنى, ومن للخير تعنى فبالفوز تهنى, والعجلة عقم, والأماني إفلاس.
• ارض عن الله فيما فعله بك, ولا تتمن زوال حالة أقامك فيها, فهو أدرى بك منك وأرحم بك من أمك.
• قضاء الله كله خير, حتى المعصية بشرطها من ندم وتوبة, وانكسار واستغفار, وإذهاب الكبر والعجب.
• داوم على الاستغفار فإن لله نفحات في الليل والنهار, فعسى أن تصيبك منها نفحة تسعد بها إلى يوم الدين.
• طوبى لمن إذا أنعم عليه شكر, وإذا ابتلي صبر, وإذا أذنب استغفر, وإذا غضب حلم, وإذا حكم عدل.
• من فوائد القراءة فتق اللسان, وتنمية العقل, وصفاء الخاطر, وإزالة الهم, والاستفادة من التجارب واكتساب الفضائل.
• غذاء القلب في الإخلاص والتوبة والإنابة, والتوكل على الله, والرغبة فيما عنده والرهبة من عذابه, وحبه تعالى.
• الزم " يا ذا الجلال والإكرام "(12) وداوم على " يا حي يا قيوم برحمتك استغيث "(13) لترى الفرج والفرح والسكينة.
• إذا آذاك أحد فتذكر القضاء وفضل العفو وأجر الحلم وثواب الصبر وأنه ظالم وأنت مظلوم, فأنت أسعد حظاً.
• القضاء نافذ والأجل محتوم والرزق مقدر, فلماذا الحزن؟ والمرض والمصيبة والفقر بأجرها فلم الهم؟.
• في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة, وهي ذكره سبحانه وطاعته وحبه والأنس به والشوق إليه.
• رضي الله عنهم لأنهم أطاعوا أمره واجتنبوا نهيه ورضوا عنه لأنه أعطاهم ما أملوا م وآمنهم مما خافوا .
• كيف يخزن من عنده رب يقدر ويغفر ويستر ويرزق ويرى ويسمع ، وبيده مقاليد الأمور .
• الرحمة واسعة والباب مفتوح ، والعفو ممنوح ، وعطاؤه يغدو ويروح ، والتوبة مقبولة ، وحلمه كبير .
• لا تحزن لأن القضاء مفروغ منه ، والمقدور واقع ، والأقلام جفت ، والصحف طويت والأجر حاصل ، والذنب مغفور .
• أحسن العمل وقصر الأمل وانتظر الأجل ، وعش يومك ، وأقبل على شأنك واعرف زمانك واحفظ لسانك .
• لا أفيد من كتاب، ولا أوعظ من قبر، ولا أشام من معصية، ولا أشرف من زهد، ولا أغنى من قناعة.
• بقدر همتك وجدك ومثابرتك يكتب تاريخك، والمجد لا يعطى جزافاً وإنما يؤخذ بجدارة وينال بتضحية .
• هون الأمر يهون ، واجعل الهم الآخرة فحسب وتهيأ للقاء الآخرة ، واترك الفضول من كل شي .
• فضول المباحات من المزعجات كفضول الكلام والطعام والمنام والخلطة والضحك, وهي سبب الغم.
• { لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ} [الحديد: 23] فلا تذوبوا حسرة وندماً, ولا تهلكوا بكاءً وأسفاً, ولا تنقطعوا عويلاً وتسخطاً.
• { حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ } [الأنفال:64] يكفيكم الله فيسددكم ويرعاكم ويدفع عنكم ويحميكم فلا تخافون.
• (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا) (النحل: من الآية128) يدفع عنهم الأعداء, يعافيهم من البلاء, يشافيهم من الداء, يحفظهم في البأساء والضراء.
• ( لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (التوبة: من الآية40) يرانا, يسمع كلامنا, ينصرنا على عدونا, ييسر لنا ما أهمنا, يكشف عنا ما أغمنا.
• (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) (الشرح:1) أما جعلناه فسيحاً وسيعاً مبتهجاً مسروراً ساكناً مطمئناً فرحاً معموراً؟
• ( وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) (النحل: من الآية127) فنحن نكفيك مكرهم, ونصد عنك كيدهم, ونرد عنك أذاهم فلا تضق ذرعاً.
• (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا) (آل عمران: من الآية139) وأنتم الأعلون عقيدة وشريعة, والأعلون منهجاً وسيرة, والأعلون سنداً ومبدءاً, وأخلاقاً وسلوكاً.
• ( إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ) (لنجم: من الآية32) يعفو عن المذنب, يقبل التوبة, يقيل العثرة, يمحو الزلة, يستر الخطيئة, يتوب على التائب.
• ( وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ) (يوسف: من الآية87) فإن فرجه قريب, ولطفه عاجل, وتيسيره حاصل, وكرمه واسع, وفضله عام.
• ( وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (يوسف: من الآية64) يشافي ويعافي ويجتبي ويختار, ويحفظ ويتولى, ويستر ويغفر, ويحلم ويتكرم.
• ( فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظاً ) (يوسف: من الآية64) يحفظ الغائب, يرد الغريب, يهدي الضال, يعافي المبتلى, يشفي المريض, يكشف الكرب.
• ( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا) (المائدة: من الآية23) فوضوا الأمر إليه, وأعيدوا الشأن إليه, واشكوا الحال عليه, ارضوا بكفايته, اطمئنوا لرعايته.
• ( فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ) (المائدة: من الآية52) فيفتح الأقفال, ويكشف الكرب الثقال, ويزيل الليالي الطوال, ويشرح البال, ويصلح الحال.
• ( لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً) (الطلاق: من الآية1) فيذهب غماً ويطرد هماً ويزيل حزناً ويسهل أمراً ويقرب بعيداً.
• ( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (الرحمن: من الآية29) يكشف كرباً ويغفر ذنباً ويعطي رزقاً ويشفي مريضاً ويعافي مبتلى ويفك مأسوراً ويجبر كسيراً.
• (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح:5) مع الفقر غنى, وبعد المرض عافية, وبعد الحزن سرور, وبعد الضيق سعة, وبعد الحبس انطلاق, وبعد الجوع شبع.
• ( سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً) (الطلاق: من الآية7) سيحل القيد, وينقطع الحبل, ويفتح الباب, وينزل الغيث, ويصل الغائب, وتصلح الأحوال.
• ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) (يوسف: من الآية18) فسوف يبدل الحال, وتهدأ النفس, وينشرح الصدر, ويسهل الأمر, وتحل العقد, وتنفرج الأزمة.
• (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ) (الفرقان: من الآية58) ليصلح حالك, ويشرح بالك, ويحفظ مالك, ويرعى عيالك, ويكرم مآلك, ويحقق آمالك.
• ( حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) (آل عمران: من الآية173) يكشف عنا الكروب, ويزيل عنا الخطوب, يغفر لنا الذنوب, يصلح لنا القلوب, يذهب عنا العيوب.
• (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً) (الفتح:1) هديناك واجتبيناك, وحفظناك ومكناك, ونصرناك وأكرمناك, ومن كل بلاء حسن أبليناك.
• ( وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) (المائدة: من الآية67) فلا ينالك عدو, ولا يصل إليك طاغية, ولا يغلبك حاسد, ولا يعلو عليك حاقد, ولا يجتاحك جبار.
• (وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) (النساء: من الآية113) خلقك ورزقك, علمك وفهمك, هداك وسددك, أرشدك وأدبك, نصرك وحفظك, تولاك ورعاك.
• (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ) (النحل: من الآية53) أعطى الخلق والرزق, والسمع والبصر, والهداية والعافية, والماء والهواء, والغذاء والدواء, والمسكن والكساء.
• إذا سألت فاسأل الله تجد العون والكفاية والرشد والسداد, واللطف والفرج, والنصر والتأييد.
• على الله توكلنا وبدينه آمنا ولرسوله اتبعنا ولقوله استمعنا وبدعوته اجتمعنا, فلا تحزن إن الله معنا.
• ولينصرن الله من ينصره, فيرفع قدره ويعلي شأنه ويتولى أمره ويخذل عدوه ويكبت خصمه ويخزي من كاده.
• "لا حول ولا قوة إلا بالله"(14) لا إرادة ولا قدرة ولا تأييد ولا نصر ولا فرج ولا عون ولا كفاية ولا طاقة إلا بالله العظيم.
• (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ) (البلد:Cool يطالع كتاب الكون ويقرأ دفتر الجمال, ويتمتع بمشاهد الحسن ويرح طرفه في مهرجان الحياة.
• (وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ) (البلد:9) يتكلم بالبيان المشرق, ينطق بالحديث الجذاب, يتحدث بالكلمات الآسرات, يترجم عما في قلبه.
• ( لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) (إ براهيم: من الآية7) فيعظم علمكم ويزيد فهمكم ويبارك في رزقكم ويتحقق نصركم ويكثر خيركم.
• ( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ) (لقمان: من الآية20) ظاهرة وباطنة, عامة وخاصة, في الدين والدنيا, في الأهل والمال, في المواهب والجوارح, في الروح.
• ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ) (غافر: من الآية44) أرفع شكايتي إليه, أعرض حالي عليه, أحسن ظني به, أتوكل عليه, أرضى بحكمه, أطمئن إلى كفايته.
• (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ) (الشورى: من الآية19) يرزقهم إذا افتقروا, يغيثهم إذا قحطوا, يغفر لهم إذا استغفروا, يشفيهم إذا مرضوا, يعافيهم إذا ابتلوا.
• ( لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ) (الزمر: من الآية53) لم يغلق بابه, لم يسدل حجابه, لم تنفد خزائنه, لم ينته فضله, لم ينقطع حبله.
• (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) (الزمر: من الآية36) يكفيه ما أهمه وأغمه, يحميه ممن قصده, يمنعه ممن كاد له, يحفظه ممن مكر به.
• ( فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ) (العنكبوت: من الآية17) فعنده الخزائن ولديه الكنوز وبيده الخير, وهو الجواد المنان الفتاح العليم.
• ( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khafadle.ahlamontada.net
admin
Admin
admin


عدد المساهمات : 9481
تاريخ التسجيل : 06/08/2009

السعاده Empty
مُساهمةموضوع: حتى تكون أسعد الناس   السعاده Emptyالأحد يوليو 04, 2010 4:33 pm

لا تتخذ قراراً وأنت مغضب فتندم لأن الغضبان بفقد الصواب وتفوته الروية وينقصه التأمل.
• الحزن لا يرد الغائب, والخوف لا يصلح للمستقبل, والقلق لا يحقق النجاح, بل النفس السوية والقلب الراضي هما جناحا السعادة.
• لا تطالب الناس باحترامك حتى تحترمهم, ولا تلُمهم على فشل حصل لك, بل لُم نفسك, وإن أردت أن يكرمك الناس فأكرم نفسك.
• على صاحب الكوخ أن يرضى بكوخه إذا علم أن القصور سوف تخرب, وعلى لابس الثياب الممزقة أن يقنع بثيابه إذا تيقن أن الحرير سوف يبلى.
• من أعطى نفسه كلما تطلب تشتت قلبه, وضاع أمره, وكثر همه, لأنه لا حد لمطالب النفس فهي أمارة غرارة.
• يا من فقد ابنه: لك قصر الحمد في الجنة, ويا من فاته نصيبه من الدنيا: نصيبك في جنات عدن تنتظرك.
• الطائر لا يأتيه رزقه في العش, والأسد لا تقدم له وجبته في العرين, والنملة لا تعطي طعامها في مسكنها, ولكن كلهم يطلبون ويبحثون فاطلب كما طلبوا تجد كما وجدوا.
• (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ )(المنافقون: من الآية4) يموتون قبل الموت, وينتظرون كل مصيبة, ويتوقعون كل كارثة, ويخافون من كل صوت وخيال وحركة لأن قلوبهم هواء ونفوسهم ممزقة.
• إذا أقامك الله في حالة فلا تطلب غيرها لأنه عليم بك, فإن أفقرك فلا تقل ليته أغناني وإن أمرضك فلا تقل ليته شفاني.
• عسى تأخيرك عن سفر خيراً, وعسى حرمانك زوجة بركة, وعسى ردك عن وظيفة مصلحة, لأنه يعلم وأنت لا تعلم.
• الصخر أقوى من الشجر, والحديد أقوى من الصخر, والنار أقوى من الحديد, والريح أقوى من النار, والإيمان أقوى من الريح المرسلة.
• كل مأساة تصيبك فهي درس لا ينسى, وكل مصيبة تصيبك فهي محفورة في ذاكرتك, ولهذا هي النصوص الباقية في الذهن.
• النجاح قطرات من المعاناة والغصص والجراحات والآهات والمزعجات, والفشل قطرات من الخمول والكسل والعجز والمهانة والخور.
• الذي يحرص على الشهرة المؤقتة ولا يسعى للخلود بثناء حسن وعلم نافع صالح إنما هو رجل بسيط لا همة له .
• "يا بلال, أقم الصلاة, أرحنا بها"(21) لأن الصلاة فيض من السكينة, ونهر من الأمن, وريح طيبة باردة تهب على النفس فتطفىء نار الخوف والحزن.
• إذا لم تعص رباً ولم تظلم أحداً فنم قرير العين, وهنيئاً لك فقد علا حظك وطاب سعيك فليس لك عدو.
• هنيئاً لمن بات والناس يدعون له, وويل لمن نام والناس يدعون عليه, وبشرى لمنى أحبته القلوب, وخسارة لمن لعنته الألسن.
• إذا لم تجد عدلاً في محكمة الدنيا فارفع ملفك لمحكمة الآخرة فإن الشهود ملائكة, والدعوى محفوظة, والقاضي أحكم الحاكمين.
• (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ)(البقرة: من الآية152) لو لم يكن للذكر من فائدة إلا هذه لكفى, ولو لم يكن له نفع إلا أن يذكرك ربك لكفى به نفعاً, فيا له من مجد وسؤدد وزلفى وشرف.
• بشرى لك. . فالطهور شطر الإيمان فهو يذهب الخطايا ويغسل السيئات غسلاً ويطهرك لمقابلة ملك الملوك تعالى.
• طوبى لك فالصلاة كفارة تذهب ما قبلها, وتمحو ما أمامها, وتصلح ما بعدها, وتفك الأسر عن صاحبها, فهي قرة العيون.
• الرجل الذي يسعى دائماً للظفر باحترام الناس ولا يتعرض لنقدهم, كثيراً ما يعيش شقياً بائساً, والسعي وراء الظهور والشهرة عدو للسعادة.
• النظريات والدروس في فن السعادة لا تكفى, بل لا بد من حركة وعمل وتصرف كالمشي كل يوم ساعة أو السفر أو الذهاب إلى المنتزهات.
• تتعرض البعوضة للأسد كثيراً وتحاول إيذاءه فلا يعيرها اهتماماً ولا يلتفت إليها لأنه مشغول بمقاصده عنها.
• احذر المتشائم, فإنك تريه الزهرة فيريك شوكها, وتعرض عليه الماء فيخرج لك منه القذى, وتمدح له الشمس فيشكو حرارتها.
• أتريد السعادة حقاً؟ لا تبحث عنها بعيداً, إنها فيك, في تفكيرك المبدع, في خيالك الجميل, في إرادتك المتفائلة, في قلبك المشرق بالخير.
• السعادة عطر لا يستطيع أن ترشه على من حولك دون أن تعلق به قطرات منه.
• مصيبتنا أننا نخاف من غير الله في اليوم أكثر من مائة مره: نخاف أن نتأخر, نخاف أن نخطىء, نخاف أن نستعجل, نخاف أن يغضب فلان, نخاف أن يشك فلان.
• كثيرون من الناس يعتقدون أن كل سرور زائل ولكنهم يعتقدون أن كل حزن دائم, فهم يؤمنون بموت السرور ويكفرون بموت الحزن.
• بعضنا مثل السمكة العمياء تظن وهي في البحر أنها في كأس صغير, فنحن خلقنا في عالم الإيمان فأحطنا أنفسنا بجبال الكرة والخوف والعداوة والحزن.
• إن الحياة كريمة ولكن الهدية تحتاج لمن يستحقها, وإن الذين تضحك لهم الحياة وهم يبكون وتبتسم لهم وهم يكشرون لا يستحقون البقاء.
• وضع صياد حمامة في قفص فأخذت تغني فقال الصياد: أهذا وقت الغناء؟ فقالت: من ساعة إلى ساعة فرج.
• قيل لحكيم: لماذا لا تذهب إلى السلطان فإنه يعطي أكياس الذهب؟ قال: أخشى منه إذا غضب أن يقطع رأسي ويضعه في أحد تلك الأكياس ويقدمه هدية لزوجتي.
• لماذا تسمع نباح الكلاب ولا تنصت لغناء الحمام؟ لماذا تشاهد من الليل سواده ولا تشاهد حسن القمر والنجوم؟ لماذا تشكو لسع النحل وتنسى حلاوة العسل؟
• تاب أبوك آدم من الذنب فاجتباه ربك واصطفاه وهداه, وأخرج من صلبه أنبياء وشهداء وعلماء وأولياء, فصار أعلى بعد الذنب منه قبل أن يذنب.
• ناح نوح والطوفان كالبركان فهتف: يا رحمان يا منان, فجاءه الغوث في لمح البصر فانتصر وظفر, أما من كفر فقد خسر واندحر.
• أصبح يونس في قاع البحر في ظلمات ثلاث فأرسل رسالة عاجلة فبها اعتراف بالاقتراف, واعتذر عن التقصير, فجاء الغوث كالبرق لأن البرقية صادقة.
• غسل داود بدموعه ذنوبه فصار ثوب توبته أبيض لأن القماش نسج في المحراب والخياط أمين, وغسل الثوب في السحر.
• إذا اشتد عليك الأمر وضاق بك الكرب وجاءك اليأس فانتظر الفرج.
• إذا أردت الله يفرج عنك ما أهمك فاقطع طمعك في أي مخلوق صغر أم كبر, ولا تعلق على أحد أملاً غير الله وأجمع اليأس من كافة الناس .
• نفسك كالسائل الذي يلون الإناء بلونه ، فإن كانت نفسك راضية سعيدة رأيت السعادة والخير والجمال ، وإن كانت ضيقة متشائمة رأيت الشقاء والشر والقبح .
• إذا أطعمت المعبود ، ورضيت بالموجود ، وسلوت عن المفقود ، فقد نلت المقصود وأدركت كل مطلب محمود .
• من عنده بستان في صدره من الإيمان والذكر ، ولديه حديقة في ذهنه من العلم والتجارة فلا يأسف على ما فاته من الدنيا .
• إن من مؤخر السعادة حتى يعود ابنه الغائب, ويبني بيته ويجد وظيفة تناسبه، إنما هو مخدوع بالسراب، مغرور بأحلام اليقظة .
• السعادة: هي عدم الاهتمام وهجر التوقعات واطراح التخويفات.
• البسمة : هي السحر الحلال ، وهي عربون المودة وإعلان الإخاء ، وهي رسالة عاجلة تحمل السلام والحب ، وهي صدقة متقلبة تدل على أن صاحبها راض مطمئن ثابت .
• أنهاك عن الاضطراب والارتباك والفوضوية, وسببها ترك النظام وإهمال الترتيب, والحل أن يكون للإنسان جدول متزن فيه واقعية ومران.
• إذا وقعت عليك مصيبة أو شدة فافرح بكل يوم يمر لأنه يخفف منها وينقص من عمرها, لأن للشدة عمراً كعمر الإنسان لا تتعداه.
• ينبغي أن يكون لك حد من المطالب الدنيوية تنتهي إليه, فمثلاً تطلب بيتاً تسكنه وعملاً يناسبك وسيارة تحملك, أما فتح شهية الطمع على مصراعيها فهذا شقاء.
• ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) (البلد:4) سُنة لا تتغير لهذا الإنسان فهو في مجاهدة ومشقة ومعاناة, فلا بد أن يعترف بواقعه ويتعامل مع حياته.
• يظن من يقطع يومه كله في الصيد أو اللعب أو اللهو أنه سوف يسعد نفسه, وما علم أنه سوف يدفع هذا الثمن هماً متصلاً وكدراً دائماً لأنه أهمل الموازنة بين الواجبات والمسليات.
• تخلص من الفضول في حياتك, حتى الأوراق الزائدة في جيبك أو على مكتبك, لأن ما زاد عن الحاجة في كل شيء ما كان ضاراً.
• كان الصحابة أسعد الناس لأنهم لم يكونوا يتعمقون في خطرات القلوب ودقائق السلوك ووساوس النفس, بل اهتموا بالأصول واشتغلوا بالمقاصد.
• ينبغي أن تهتم بالتركيز وحضور القلب عند أداء العبادات, فلا خير في علم بلا فقه, ولا صلاة بلا خشوع, ولا قراءة بلا تدبر.
• ( وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ )(النور: من الآية26) فالطيبات من الأقوال والأعمال والآداب والأخلاق والزوجات للأخيار الأبرار, لتتم السعادة بهذا اللقاء ويحصل الأنس والفلاح.
• ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ)(آل عمران: من الآية134) يكظمونه في صدورهم فلا تظهر آثاره من السب والشتم والأذى والعداوة, بل قهروا أنفسهم وتركوا الانتقام.
• ( وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ )(آل عمران: من الآية134) وهم الذين أظهروا العفو والمغفرة وأعلنوا السماح وأعتقوا من آذاهم من طلب الثأر, فلم يكظموا فحسب بل ظهر الحلم والصفح عليهم.
• ( وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)(آل عمران: من الآية134) وهم الذين عفوا عمن ظلمهم بل أحسنوا إليه وأعانوه بمالهم وجاههم وكرمهم, فهو يسي وهم يحنون إليه, ولهذا أعلى المراتب وأجل المقامات.
• حدد بالضبط الأمر الذي يسعدك : سجل قائمة بأسعد حالاتك : هل تحدث بعد مقابلة شخص معين؟ أو ذهابك إلى مكان محدد؟ أو بعد أدائك عملاً بذاته؟ إذا كنت تتبع روتيناً جيداً, ضعه في قائمتك. تجد بعد أسبوع أنك ملكت قائمة واضحة بالأفكار التي تجعلك سعيداً.
• تعود على عمل الأشياء السارة : بعد تحديد الأمور التي تسعدك أبعد كل الأمور الأخرى عن ذهنك. أكد الأمور السعيدة, وانس الأمور التي لا تسعدك. وليكن قرارك بمحاولة بلوغ السعادة تجربة سارة في حد ذاتها.
• ارض عن نفسك وتقبلها : من المهم جداً أن تنتهي إلى قرار بالرضا عن نفسك, والثقة في تصرفاتك, وعدم الاهتمام بما يوجه إليك من نقد, طالما أنت ملتزم بالصراط المستقيم, فالسعادة تهرب من حيث يدخل الشك أو الشعور بالذنب.
• اصنع المعروف واخدم الآخرين : لا تبق وحيداً معزولاً, فالعزلة مصدر تعاسة, كل الكآبة والتعاسة والتوتر تختفي حينما تلتحم بأسرتك والناس, وتقدم شيئاً من الخدمات. وقد وصف العمل أسبوعين في خدمة الآخرين كعلاج لحالات الاكتئاب.
• أشغل نفسك دائماً : يجب أن تحاول – بوعي وإرادة – استخدم المزيد من إمكاناتك. سوف تسعد أكثر إن شغلت نفسك بعمل أشياء بديعة, فالكسل ينمي الاكتئاب.
• حارب النكد والكآبة : إذا أزعجك أمر, قم بعمل جسماني تحبه تجد أن حالتك النفسية والذهنية قد تحسنت. ويمكنك أن تمارس مسلكاً كانت تسعدك ممارسته في الماضي, كأن تزاول رياضة معينة أو رحلة مع أصدقاء.
• لا تبتئس على عمل لا تكمله : يجب أن تعرف أن عمل الكبار لا ينتهي. من الناس من يشعرون أنهم لن يكونوا سعداء راضين عن أنفسهم إلا إذا أنجزوا كل عملهم. والشخص المسؤول يستطيع أن يؤدي القدر الممكن من عمله بلا تهاون, ويستمتع بالبهجة في الوقت نفسه, مادام لم يقصر.
• لا تبالغ في المنافسة والتحدي : تعلم ألا تقسو على نفسك, خاصة حينما تباري أحداً في عمل ما بدون أن تشترط لشعورك بالسعادة أن تفوز.
• لا تحبس مشاعرك : كبت المشاعر يسبب التوتر, ويحول دون الشعور بالسعادة. لا تكتم مشاعرك. عبر عنها بأسلوب مناسب ينفث عن ضغوطها في نفسك.
• لا تتحمل وزر غيرك : كثيراً ما يشعر الناس بالابتئاس, والمسؤولية, والذنب, بسبب اكتئاب شخص آخر, رغم أنهم برآء مما هو فيه, تذكر أن كل إنسان مسؤول عن نفسه, وأن للتعاطف والتعاون حدوداً وأولويات. وأن الإنسان على نفسه بصيرة ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )(الأنعام: من الآية164)
• اتخذ قراراتك فوراً : إن الشخص الذي يؤجل قراراته وقتاً طويلاً, فإنه يسلب من وقت سعادته ساعات, وأياما, بل وشهوراً. تكر إن إصدار القرار الآن لا يعني بالضرورة عدم التراجع عنه أو تعديله فيما بعد.
• اعرف قدر نفسك : حينما تفكر في الأقدار على عمل تذكر الحكمة القائلة : "رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه" إذا بلغت الخمسين من عمرك, وأردت أن تمارس رياضة, فكر في المشي أو السباحة أو التنس – مثلاً – ولا تفكر في كرة القدم. وحاول تنمية مهاراتك باستمرار.
• تعلم كيف تعرف نفسك : أما الاندفاع في خضم الحياة بدون إتاحة الفرصة لنفسك كي تقِّيم أوضاعك ومسؤولياتك في الحياة, فحماقة كبرى. فهؤلاء الذين لا يفهمون أنفسهم لن يعرفوا إمكاناتهم.
• اعتدل في حياتك العملية : اعمل إن استطعت جزءاً من الوقت ، فقد كان الإغريق يؤمنون بأن الرجال لا يمكن أن يحتفظ بإنسانيته إذا حرم من الوقت الفراغ والاسترخاء
• كن مستعداً لخوض مغامرات : الطريقة الوحيدة لحياة ممتعة هي اقتحام أخطارها المحسوبة ، لن تتعلم ما لم تكن عازماً على مواجهة المخاطر ، خذ مثلاًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًً بتعلم السباحة بمواجهة خطر الغرق .
• لا قفل إلا سوف يفتح، ولا قيد إلا سوف يفك، ولا بعيد إلا سوف يقرب، ولا غائب إلا سوف بصل.. ولكن بأجل مسمّى .
• (اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ )(البقرة: من الآية153) فهما وقود الحياة ، وزاد السير ، وباب الأمل ، ومفتاح الفرج ، ومن لزم الصبر وحافظ على الصلاة فبشره بفجر صادق، وفتح مبين ، ونصر قريب.
• جلد بلا ل وضرب عذب وسحب وطرد فأخذ يردد : أحد أحد ، لأنه حفظ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)(الاخلاص:1)، فلما دخل الجنة احتقر ما بذل واستقل ما قدم لأن السلعة أغلى من الثمن أضعافاً مضاعفة .
• ما هي الدنيا ؟ هل هي الأثواب إن غاليت فيه خدمته وما خدمك ، أو زوجة إن كانت جميلة تعذب قلبها بحبها ، أو مال كثر أصبحت له خازناً . . هذا سرورها فكيف خزنها؟
• كل العقلاء يسعون لجلب السعادة بالعلم أو بالمال أو بالجاه ، وأسعدهم بها صاحب الإيمان لأن سعادته دائمة على كل حال حي يلقى ربه.
• من السعادة سلامة القلب من الأمراض العقدية كالشك والسخط والاعتراض والريبة والشبة والشهوة .
• أعقل الناس أعذرهم للناس ، فهو يحمل تصرفاتهم وأقوالهم على أحسن المحامل ، فهو الذي ألاح واستراح .
• {فخذ ما ءاتيتك وكن من الشكرين }[الأعراف :144] اقنع بما عنك ، ارض بقسمك ، استثمر ما عنك من موهبة ، وظف طاقتك فيما ينفع واحمد الله على ما أولاك.
• لا يكن يومك كله قراءة أو تفكراً أو تأليفاً أو حفظاً بل خذ من كل عمل بطرف ونوع فيه الأعمال فهذا أنشط للنفس .
• الصلوات ترتب الأوقات فجعل كل صلاة عملا من الأعمال النافعة .
• إن الخير للعبد فيما اختار له ربه ، فإنه أعلم به وأرحم به من أمه التي ولدته ، فما للعبد إلا أن يرضى بحكم ربه ويفوض الأمر إليه ويكتفي بكفاية ربه وخالقه ومولاه.
• ولعبد لضعفه ولعجزه لا يدري ما وراء حجب الغيب، فهو لا يرى إلا ظواهر الأمور أما الخوافي فعلمها عند ربي، فكم من محنة وكم من بلية أصبحت عطية، فالخير كامن في المكروه .
• أبونا آدم أكل من الشجرة وعصى ربه فأهبطه إلى الجنة ، فظاهر المسألة أن آدم ترك الأحسن والأصوب ووقع عليه المكروه ، ولكن عاقبة أمره خير عظيم وفضل جسيم ، فإن الله تاب عليه وهداه واجتباه وجعله نبياً وأخرج من صلبه رسلاً وأنبياء وعلماء وشهداء وأولياء ومجاهدين وعابدين ومنفقين ، فسبحان الله كم بين قوله(اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ )(البقرة: من الآية35)، وبين قوله( ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى)(طـه:122) فإن حالة الأول سكن وأكل وشرب وهذا حال عامة الناس الذين لا هم لهم ولا طموحات ، وأما حاله بعد الاجتباء والاصطفاء والنبوة والهداية فحال عظيمة ومنزلة كريمة وشرف باذخ.
• وهذا داود عليه السلام ارتكب الخطيئة فندم وبكى, فكانت في حقه نعمة من أجل النعم, فإنه عرف ربه معرفة العبد الطائع الذليل الخاشع المنكسر, وهذا مقصود العبودية فإن من أركان العبودية تمام الذل لله عز وجل. وفد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن قوله صلى الله عليه وسلم : "عجباً للمؤمن لا يقضي الله له شيئاً إلا كان خيراً له"(22) هل يشمل هذا قضاء المعصية على العبد, قال نعم, بشرطها من الندم والتوبة والاستغفار والانكسار. فظاهر الأمر في تقديم المعصية مكروه على العبد وباطنه محبوب إذا اقترن بشرطه.
• * وخيرة لله وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم ظاهرة باهرة, فإن كل مكروه وقع له صار محبوباً مرغوباً, فإن تكذيب قومه له ومحاربتهم إياه كان سبباً في إقامة سوق الجهاد ومناصرة الله والتضحية في سبيله, فكانت تلك الغزوات التي نصر الله فيها رسوله, وفتح عليه, واتخذ فيها من المؤمنين شهداء جعلهم من ورثة جنة النعيم, ولولا تلك المجابهة من الكفار لم يحصل هذا الخير الكبير والفوز العظيم, ولما طرد صلى الله عليه وسلم من مكة كان ظاهر الأمر مكروهاً ولكن في باطنه الخير والفلاح والمنة, فإنه بهذه الهجرة أقام صلى الله عليه وسلم دولة الإسلام ووجد أنصاراً وتميز أهل الإيمان من أهل الكفر, وعرف الصادق في إيمانه وهجرته وجهاده من الكاذب. ولما غُلب عليه الصلاة والسلام وأصحابه في أحد كان الأمر مكروهاً في ظاهره شديداً على النفوس لكن ظهر له من الخير وحسن الاختيار ما يفوق الوصف, فقد ذهب من بعض النفوس العجب بانتصار يوم بدر والثقة بالنفس والاعتماد عليها, واتخذ الله من المسلمين شهداء أكرمهم بالقتل كحمزة سيد الشهداء, ومصعب سفير الإسلام, وعبدالله بن عمر والد جابر الذي كلمه الله وغيرهم, وامتاز المنافقون بغزوة أحد وفضح أمرهم وكشف الله أسرارهم وهتك أستارهم. . وقس على ذلك أحواله صلى الله عليه وسلم ومقاماته التي ظاهرها المكروه وباطنها الخير له وللمسلمين.
• ومن عرف حسن اختيار الله لعبده هانت عليه المصائب وسهلت عليه المصاعب, وتوقع اللطف من الله واستبشر بما حصل ثقة بلطف الله وكرمه وحسن اختياره حينه يذهب حزنه وضجره وضيق صدره, ويسلم الأمر لربه جل في علاه فلا يتسخط ولا يعترض ولا يتذمر بل يشكر ويصبر حتى تلوح له العواقب وتنقشع عنه سحب المصائب.
• نوح عليه السلام يُؤذى ألف عام إلا خمسين عاماً في سبيل دعوته, فيصبر ويحتسب ويستمر في نشر دعوته إلى التوحيد ليلاً ونهاراً, سراً وجهراً, حتى ينجيه ربه ويهلك عدوه بالطوفان.
• إبراهيم عليه السلام يُلقى في النار فيجعله الله عليه برداً وسلاماً, ويحميه من النمرود وينجيه من كيد قومه وينصره عليهم ويجعل دينه خالداً في الأرض.
• موسى عليه السلام يتربص به فرعون الدوائر ويحيك له المكائد ويتفنن في إيذائه ويطارده, فينصره الله عليه ويعطيه العصا تلقف ما يأفكون, ويشق له البحر ويخرج منه بمعجزة ويهلك الله عدوه ويخزيه.
• عيسى عليه السلام يحاربه بنو إسرائيل ويؤذونه في سمعته وأمه ورسالته, ويريدون قتله فيرفعه الله إليه وينصره نصراً مؤزراً ويبوء أعداؤه بالخسران.
• رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم يؤذيه المشركون واليهود والنصارى أشد الإيذاء, ويذوق صنوف البلاء من تكذيب ومجابهة ورد واستهزاء وسخرية وسب وشتم واتهام بالجنون والكهانة والشعر والسحر والافتراء, ويُطرد ويُحارب ويُقتل أصحابه ويُنكل بأتباعه, ويُتهم في زوجته ويذوق أصناف النكبات ويهدد بالغارات ويمر بأزمات, ويجوع ويفتقر ويجرح وتكسر ثنيته ويشج رأسه ويفقد عمه أبا طالب الذي ناصره, وتذهب زوجته خديجة التي واسته, ويحصر في الشعب حتى يأكل هو وأصحابه أوراق الشجر, وتموت بناته في حياته وتسيل روح ابنه إبراهيم بين يديه, ويُغلب في أحد, ويُمزق عمه حمزة, ويتعرض لعدة محاولات اغتيال, ويربط الحجر على بطنه من الجوع ولا يجد أحياناً خبز الشعير ولا رديء التمر, ويذوق الغصص ويتجرع كأس المعاناة, ويُزلزل مع أصحابه زلزالاً شديداً وتبلغ قلوبهم الحناجر, وتعكس مقاصده أحياناً ويبتلى بتيه الجبابرة وصلف المتكبرين وسوء أدب الأعراب وعجب الأغنياء وحقد اليهود ومكر المنافقين وبطء استجابة الناس, ثم تكون العاقبة له والنصر حليفه والفوز رفيقه فيظهر الله دينه وينصر عبده ويهزم الأحزاب وحده ويخذل أعداءه ويكبتهم ويخزيهم, والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
• وهذا أبو بكر يتحمل الشدائد ويستسهل الصعاب في سبيل دينه وينفق ماله ويبذل جاهه ويقدم الغالي والرخيص في سبيل الله حتى يفوز بلقب الصديق.
• وعمر بن الخطاب يضرج بدمائه في المحراب بعد حياة ملؤها الجهاد والبذل والتضحية والزهد والتقشف وإقامة العدل بين الناس.
• وعثمان بن عفان ذُبح وهو يتلو القرآن, وذهبت روحه ثمناً لمبادئه ورسالته.
• وعلي بن أبي طالب يُغتال في المسجد بعد مواقف جليلة ومقامات عظيمة من التضحية والنصر والفداء والصدق.
• والحسين بن علي يرزقه الله الشهادة ويقتل بسيف الظلم والعدوان.
• وسعيد بن حبير العالم الزاهد يقتله الحجاج فيبوء بإثمه.
• وابن الزبير يكرمه الله الشهادة في الحرم على يد الحجاج بن يوسف الظالم.
• ويُحبس الإمام أحمد بن حنبل في الحق ويُجلد فيصير إمام أهل السنة والجماعة.
• ويقتل الواثق الإمام أحمد بن نصر الخزاعي الداعية إلى السنة بقوله كلمة الحق.
• وشيخ الإسلام ابن تيمية يُسجن ويُمنع من أهله وأصحابه وكتبه, فيرفع الله ذكره في العالمين.
• وقد جلد الإمام أبو حنيفة من قبل أبو جعفر المنصور.
• وجُلد سعيد بن المسيب العالم الرباني, جلده أمير المدينة.
• وضرب الإمام بن عبدالله العالم المحدث, ضربه بلا ل بن أبي برده.
• ولو ذهبت أعدد من ابتلى بعزل أو سجن أو جلد أو قتل أو أذى لطال المقام ولكثر الكلام, وفيما ذكرت كفاية.

ما مضى فات والمؤمل غيب ولك الساعة التي أنت فيها
***
لطائف الله وأن طال المدى كلمحة الطرف إذا الطرف سجى
***
أتيأس أن ترى فرجاً فأين الله والقدرُ
***
فما يدوم سرورُ ما سررت به ولا يرد عليك الغائب الحزنُ
***
أعز مكانٍ في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
***
سيكفيك عمن أغلق الباب دونه وظن به الأقوام خبز مقمر
***
أطعت مطامعي فاستبعدتني ولو أني قنعت لكنت حرا
***
إن كان عندك يا زمان بقية فما يهان به الكرام مهاتها
***
لعل الليالي بعد شحط من النوى ستجمعنا في ظل تلك المآلف
***
قل للذي بصروف الدهر عيَّرنا هل عاند الدهر إلا من له خطر
***
لا أشرئب إلى ما لم أنل طمعاً ولا أبيت على ما فات حسرانا
***

دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال
مابين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال
***
وأقرب ما يكون المرء من فرج إذا يئسا
***
ربما أشفى على الآمال يأس والليالي بعدما تجرح بالمكروه تأسو
***
ولربما كره الفتى أمراً عواقبه تسره
***
كم مرة حفت بك المكاره خار لك الله وأنت كاره
***
من راقب الناس مات هماً وفاز باللذة الجسور
***
اتخذ الله صاحباً واترك الناس جانبا
***
أزمعت يأساً مقيماً من نوالكمو ولا يرى طارداً للحر كاليأس
***
وفي السماء نجوم لا عداد لها وليس يكسف إلا الشمس والقمرُ
***

رغيف خبز يابس تأكله في عافيه
وكوز ماء بارد تشربه من صافيه
وغرفة ضيقة نفسك فيها راضيه
ومصحف تدرس مستنداً لساريه
خير من السكنى بأبراج القصور العاليه
وبعد قصر شاهق تصلى بنار حاميه
***
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
***
والناس يأتمرون الأمر بينهمو والله في كل يوم محدث شانا
***
وإني لأرجو الله حتى كأنني أرى بجميل الصبر ما الله صانع
***
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاوزت ما كان يعرف عرف طيب العود
***
إني وإن لمت حاسدي فما أنكر أني عقوبة لهمو
***
عسى الهم الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريبُ
***

إذا اشتملت على اليأس القلوب وضاق بما به الصدر الرحيبُ
وأوطنت المكاره واطمأنت وأرست في أماكنه الخطوبُ
ولم تر لانكشاف الضر نفعاً وما أجدي بحيلته الأريبُ
أتاك الله على قنوط منك غوث يمن به اللطيف المستجيبُ
وكل الحادثات وإن تناهت فموصول بها فرج قريبُ
***
رب أمر تتقيه جر أمراً ترتجيه
خفي المحبوب منه وبدا المكروه فيه
***
كم نعمة لا تستقل شكرها لله في جنب المكاره كامنه
***
أجارتنا أن الأماني كواذب وأكثر أسباب النجاح مع اليأسِ
***
قد يُنعم الله بالبلوى وإن عظمت ويبتلي الله بالقوم بعض النعمِ
***
والحادثات وإن أصابك بؤسها فهو الذي أنبأك كيف نعيمها
***
والدهر لا يبقى على حالة لا بد أن يقبل أو يدبرا
***
رب زمان ذله أرفق بك ولم يدم شيء على مر الفلك
***
أتحسب أن البوس للمرء دائم ولو دام شيء عده الناس في العجبِ
***
فلا تغبطن المكثرين فإنه على قدر ما يعطيهم الدهر يسلبُ
***
أيها الشامت العير بالدهر أأنت المبرؤ الموفور؟
***
ألم تر أن الليل لما تكاملت غياهبه جاء الصبح بنوره
***
عسى فرج يأتي به الله أنه له كل يوم في خلقه أمرُ
***
عسى الله أن يشفي المواجع إنه إلى خلقه قد جاد بالنفحات
***
عوى الذئب ما استأنست بالذئب إذ عوى وصوت إنسان فكدت أطيرُ
***
نزداد هماً كلما ازددنا غنى والحزن كل الحزن في الإكثارِ
***
كنز القناعة لا يخشى عليه ولا يحتاج فيه إلى الحراس والدول
***
وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى فإن أطعمت تاقت وإلا تسلت
***
الجوع يدفع بالرغيف اليابس فعلام أكثر حسرتي ووساوسي
***
دار متى ما أضحكت في يومها أبكت غداً قبحاً لها من دار
***
عسى فرج يكون عسى نعلل نفسنا بعسى
***
اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالبلجِ
***
ولا يحسبون الخير لا شر بعده ولا يحسبون الشر ضربة لازبِ
***
ليس من كربةٍ تصيبك إلا سوف تمضي وسوف تكشف كشفا
***
وقلت لقلبي إن نزا بك نزوة من الهم أفرخ أكثر الروع باطله
***
والنفس راغبة إذا رغبتها وإذا ترد إلى قليل تقنعُ
***
ولكل حال معقب ولربما أجلى لك المكروه عما يحمدُ
***
تخوفني ظروف الدهر سلمى وكم من خائف ما لا يكون
***
لا يملؤ الأمر صدري قبل موقعه ولا أضيق به ذرعاً إذا وقعا
***
تسل الهموم فليس شيء يقيم وما همومك بالمقيه
***
أنا من بدل بالكتب الصحابا لم أجد لي وافياً إلا الكتابا
***
ربما تجزع النفوس لأمر ولها فرجة كحل العقالِ
***
انعم ولذ فللأمور أواخر أبداً كما كانت لهن أوائلُ
***
فلا تحسبن سجن اليمامة دائماً كما لم يدم عيش بسفح ثبير
***
إن رباً كفاك ما كان بالأمس سيكفيك في غد ما يكون
***
أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
***
منىً إن تكن حقاً تكن أحسن المنى وإلا فقد عشنا بها زمناً رغدا
***
رب أمر سُر آخره بعدما ساءت أوائلهُ
***
ولا هم إلا سوف يفتح قفلهُ ولا حال إلا للفتى بعدها حالُ
***
أكذب النفس إذا حدثتها إن صدق النفس يزري بالأمل
***
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيدُ
***
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://khafadle.ahlamontada.net
 
السعاده
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  استراتيجيه السعاده .... د. ابراهيم الفقى
» مفتاح السعاده للشيخ عائض القرنى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى دكتور خالد أبو الفضل الطبى :: أقسام المنتدى :: منتدى دكتور خالد أبو الفضل الاسلامى-
انتقل الى: