رسالة إلى أبى الحاج عبد الفتاح أبو الفضل يرحمه الله.... د/ خالد أبو الفضل

Admin عدد المساهمات : 9483 تاريخ التسجيل : 06/08/2009

أبى .... رحمك الله

ها قد مرت السنوات تلو السنوات و ذكراك أبى لم تفارق خيالى لحظة و احدة..

و كيف أنسى أبى و أستاذى!!!!!

كيف أنسى من علمنى عزة النفس و اتقان العمل و الاحسان للآخرين رغم اساءتهم !!!!

كيف أنسى من كان يعلمنى كيف أنظر إلى الحياه و إلى الآخرين !!!!

كيف أنسى من كان يؤدبنى بأفعاله لا بأقواله!!!!

كنت تؤدبنى و تعلمنى أبى بطريقة عملية رغم كونك في نظر الناس لست متعلم و لكن في نظرى أنت عالم ....

كنت تأخذنى معك الحقل ... و تجعلنى أعمل و أعمل و بطريقة علمية بسيطة تقول أنظر أيهما تريد: هل تريد أن تتعب في العمل في الحقل في أشعة الشمس الحارقة أم أن تجلس في الظل لتذاكر و تجتهد و تكون شيئا مفيدا لنفسك و لغيرك !!!!

أو عندما أحضر له شهادة الشهر من المدرسة و أقول له أننى الأول على الفصل .... كان ينظر الى الشهادة و يقلبها (فكان رحمه الله يعرف بسيطا القراءة و الكتابه) و يبتسم و يقول: لكن درجاتك هذا الشهر أقل من الشهر الماضى... فعلمنى بذلك أن أتحدى نفسى و ليس الآخرين

أو عندما قلت له أن فلان قال شيئا سيئا عن فلان ... نهرنى و ضربنى و قال اياك أن تتعود أن تنقل الكلام... فعلمنى بذلك ألا أمشى بالنميمة بين الناس.

أو عندما كنت تقول لى ... يا خالد أنا رجل بسيط .. فلاح ... لست أستاذا أو طبيبا أو مهندسا ..أو ...أو ..فلا تتوقع أن آتى إلى المدرسة لأوصى عليك .. فاعتمد على نفسك... فعلمتنى أن أعتمد على نفسى و ألا أنتظر توصية من أحد و كان ثمار ذلك مواقف عديدة أبسطها ما يلى:
- عندما كنت في المدرسة الثانوية يميت غمر و كنت في فصل المتفوقين بالصف الأول الثانوى و كان مدرس الفيزياء من قريتى ميت محسن و لا يعرفنى و لم أذهب اليه لأعرفه بنفسى .. عند إعلان نتيجة امتحان الشهر و قف لينادى على النتيجة طالب طالب حتى و صل إلى اسمى و أعلن أننى الأول و سألنى: انت منين يا خالد؟ فقلت له: من ميت محسن. فقال لى : و هل تعرف أنى منها فقلت نعم فقال فلم لم تقل لى؟ فرددت عليه و قلت له: و لم أقول لك.. هتعملى إيه يعنى؟ اقصد أننى لا أحتاج واسطة .... فضحك و قال: عل الأقل أفتخر بك؟

أو عندما ظهرت نتيجة الثانوية العامة و قد أكرمنى الله بفضل دعاء والدى و حصلت على درجة تمكنى من دخول أي كلية طب بمصر ... ذهبت إلى أبى و قلت له يا أبى إن مصاريف كلية الطب غالية و لن تستطع أن توفرها فدعنى أدخل أي كلية أخرى (رغم حلمى أن أكون دكتورا) فنظر إلى و قال لا تحمل هما العبد في التفكير و الرب في التدبير ... و قال لو وصل الامر لأن أبيع ملابسى لأن تتعلم فلن أتردد... فعلمنى كيف على أن أضحى من أجل أبنائى ....

ماذا أقول .... فكل شيء تعلمته في هذه الحياة لك الفضل فيه بعد الله عز وجل

أبى اليوم هو ذكرى وفاتك (1-5-2005) ... أتمنى من الله عز و جل أن يجعلك عنده في عليين و أن يتقبل منى و منك صالح الأعمال

أبى .... أفتقدك كثيرا

رحمك الله و ألحقنى بك غير ضال أو مضل

ابنك
خالد عبد الفتاح أبو الفضل

Admin عدد المساهمات : 9483 تاريخ التسجيل : 06/08/2009

» رسالة الى والدى الحاج عبد الفتاح أبو الفضل يرحمه الله ... د/ خالد أبو الفضل
» رسالة الى والدى الحاج عبد الفتاح أبو الفضل يرحمه الله ... د/ خالد أبو الفضل
» من نصائح أبى يرحمه الله.... دكتور: خالد أبو الفضل
» رحمك الله يا أمى .... مكالمة هاتفية معها قبل وفاتها ... دكتور خالد عبد الفتاح أبو الفضل
» من أقوال أمى يرحمها الله .............. د. خالد عبد الفتاح أبو الفضل