موضوع: قصة: وما فرّطنا في الكتاب من شيء الجمعة ديسمبر 28, 2018 9:19 am
ُحكى أنه في زمن مضى كان هناك تاجر مسلم في إحدى المدن يفتح دكانه كل يوم للبيع والشراء وكان يسكن ليس بالبعيد عنه يهودي ، وكان ذلك اليهودي يأتي إلى صاحب الدكان باستمرار يتحدثان عن أمور عديدة ثم ينصرف وفي أحد الأيام دار بينهما الحديث التالي : ـ اليهودي : أنتم تؤمنون بأن القرآن قد نزل من الله على رسولكم ؟ ـ المسلم : نعم فهو كتاب الله الذي نزل به جبريل عليه السلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم . ـ اليهودي : وتقولون أن القرآن به كل شيء من أمور الدنيا ؟ ـ المسلم : نعم فقد قال سبحانه وتعالى : ( وما فرّطنا في الكتاب من شيء ). ـ اليهودي بخبثه المعهود : وهل إذا سألتك عن أي شيء توضحه لي من خلال القرآن ؟ ـ المسلم : نعم تفضّل اسأل . ـ اليهودي : كيس الدقيق هذا الذي تبيعه كم يصنع رغيف خبز ؟ عندها أغلق المسلم دكانه وقال لليهودي اتبعني ، فقال له إلى أين ؟ فرد المسلم وقال : اركب معي في هذا الكاليس ، (والكاليس عبارة عن عربة يجرها حصان) ، ركبا وذهب به إلى نهاية الشارع حيث يوجد فرن لصناعة الخبز ونزلا عنده ـ التاجر : السلام عليكم
ـ الخبّاز : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ـ التاجر : هل لنا أن نعرف كم تستطيع أن تصنع رغيف خبز من كيس دقيق ؟ ـ الخبّاز خمسون رغيفاً .عندها أشار المسلم إلى اليهودي بركوب الكاليس فركب وفي طريق عودتهما سأل اليهودي المسلم قائلاً : ولكن أنا قلت لك أن تجيبني عن سؤالي من القرآن ؟ ـ فقال له المسلم : وهذه الإجابة من القرآن ـ اليهودي : كيف ؟ ـ المسلم : لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن أن نسأل المختصين عمّا لا نعرف حيث قال : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) وهذا ما قمت به حينها خرس اليهودي ولم ينطق بكلمة .